الجميع في أوساط نادي نصر حسين داي كانوا يعلمون أن مدرب الفريق نبيل نغيز كان يعاني من الضغط، إذ كثيرا ما تحمّل بمفرده الانتقادات اللاذعة التي صاحبت النتائج المتواضعة للفريق، الذي حتى وإن لم ينهزم كثيرا منذ انطلاق البطولة، فإنه سجّل كثيرا من التعادلات. وظن الجميع أنّ تشكيلة النصرية ستكون عاجزة عن تحقيق الانتصار، فضلا عن أنها بقيت تراوح مكانها في الترتيب العام للبطولة، ويئس الأنصار من قدرتها على الالتحاق بكوكبة المقدمة. لهذا فالانتصار المحقق أول أمس ضد مولودية الجزائر لحساب الجولة الحادية عشرة من البطولة، جاء ليعزّز مكانة المدرب نبيل نغيز في العارضة الفنية لنصر حسين داي، ويدحض المشككين في كفاءاته التدريبية، التي دافع عنها بقوة في تصريحاته الأخيرة، حينما قال إنه لا يبالي بالذين ينتقدون خياراته، وذهب إلى حد القول إنهم ليسوا أهلا للتحدث عن العمل الذي يقوم به في فريق النصرية؛ كونهم لم يمارسوا مهنة التدريب. ولا شك أنّ هذه المواقف المعادية للمدرب نبيل نغيز هي التي جعلته يتمسك برغبته في النجاح مع لاعبيه، وينفي، بالتالي، الأخبار التي كانت تتحدث عن تذمر الأنصار وإدارة النادي بعد كثرة التعادلات التي سجلها الفريق. ولا شك أيضا أن نبيل نغيز كان من بين أسعد الناس في نهاية اللقاء ضد مولودية الجزائر؛ كونه حقق انتصارا لم يكن في الحسبان، بل إن تفوّق تشكيلته في هذا الداربي كان منطقيا ومستحقا، وسارع في تصريحاته التي تلت تلك المباراة، إلى إهداء الفوز لأنصار فريقه قائلا عنهم: "ضغط الأنصار عليّ كان إيجابيا، لأنهم لم يتخلوا عني، بل ساندوني بالرغم من بعض النتائج السلبية التي سجلها الفريق. ولأول مرة في حياتي المهنية الرياضية أعيش مثل هذا الموقف. كما أشكر مسيّري النادي على الثقة الكبيرة التي وضعوها في شخصي على عكس ما يحدث في أندية أخرى؛ حيث يتم إقالة المدرب لأتفه الأسباب". وعن الانتصار المسجل أمام مولودية الجزائر قال نبيل نغيز إنّ لاعبيه طبّقوا خطته التكتيكية بحذافيرها من خلال الصمود في الدفاع ووسط الميدان، مع الاعتماد على الهجوم المعاكس، مضيفا أنّ فريقه لعب جيدا في كثير من المباريات السابقة، ولم يكن الانتصار حليفه، لكنه عزم على تحقيق نتيجة إيجابية أمام العميد. كما أكد مدرب النصرية أن هذا الفوز سيزيد من رغبة تشكيلته في البحث عن انتصار آخر من أجل الانتعاش في البطولة.