تفوق المنتخب الوطني الأول لكرة القدم، على نظيره جمهورية إفريقيا الوسطى، مع تسجيل العديد من النقائص بنتيجة (3-0)، أمام جمهور قليل أول أمس (الثلاثاء) بملعب 5 جويلية الأولمبي (العاصمة)، في مباراة ودية تحضيرية سمحت ل»الخضر» بتجديد العهد مع الانتصارات بعد سلسلة من النتائج السلبية. اختتم «الخضر» بهذه الخرجة، مبارياتهم لسنة 2017 التي تزامنت مع عودة الفريق الوطني للعب فوق ميدان ملعب 5 جويلية بالعاصمة، الذي أعيد افتتاح أبوابه بعد انتهاء الأشغال به منذ آخر مواجهة احتضنها يوم 23 سبتمبر الماضي. لم تدخل العناصر الوطنية جيدا في أطور اللقاء الثاني تحت إشراف الناخب الوطني الجديد رابح ماجر، بعد لقاء نيجيريا (1-1) يوم الجمعة الماضي بقسنطينة، لحساب الجولة السادسة والأخيرة من تصفيات مونديال 2018، حيث بدت تائهة فوق الميدان، فلم تسجل أية فرصة تهديفية واضحة بعد مرور 15 دقيقة من اللعب، مما دفع المدرب الوطني ماجر إلى توجيه تعليمات بلعب التمريرات القصيرة وعدم الاعتماد على الكرات الطويلة. جاءت أول أخطر فرصة من جانب الضيوف الذين اكتسبوا الثقة في أنفسهم، عندما انطلق القائد اينزا ياميسي (د 19) من اليسار، ويوجه قذفة قوية أخرجها حارس شباب بلوزداد عبد القادر صالحي إلى الركنية. رد فعل زملاء كارل مجاني كان محتشما، إذ انتظروا إلى غاية الدقيقة (23)، عندما راوغ القائد رياض محرز في حدود العشرين مترا، وتسديدته القوية مرت فوق إطار مرمى الحارس لامبت. عشر دقائق بعدها، ياسين براهيمي ينطلق في عمل فردي من اليسار، يتوغل نحو منطقة الجزاء ويقدم تمريرة نحو الوافد الجديد إسلام عروس الذي يقذف كرته في أحضان حارس منتخب جمهورية إفريقيا الوسطى. تحمل الدقيقة (38) الجديد بافتتاح «الخضر» لباب التهديف عبر متوسط ميدان بورتو البرتغالي براهيمي الذي استغل تمريرة محرز في عمق دفاع إفريقيا الوسطى، ويسجل الهدف الأول من مدخل منطقة العمليات، وينتهي الشوط الأول الذي لم نر فيه الشيء الكثير بتقدم أصحاب الأرض بنتيجة (1-0). في المرحلة الثانية، دخل زملاء القائد محرز بعزيمة أكبر لإضافة أهداف أخرى، حيث قام لاعب وفاق سطيف عبد المومن جابو بعمل جيد، بمراوغة دفاع الخصم ويقدم تمريرة براهيمي الذي اصطدمت كرته بالعارضة الأفقية لمرمى حارس الضيوف. وعقب التغييرات التي أجراها الناخب الوطني، تمكنت التشكيلة الجزائرية من إضافة الإصابة الثانية بواسطة متوسط براهيمي في الدقيقة (70)، بعد لعب مخالفة بسرعة نحو براهيمي الذي توغل في وسط دفاع المنافس وسجل بسهولة من داخل منطقة العمليات. وواصلت القاطرة الهجومية للمنتخب الوطني سعيها في سبيل تسجيل الأهداف، فعند الدقيقة (82) قدم البديل سفيان هني توزيعة عرضية من الجهة اليسرى لم يلتحق بها كلا المهاجمين سليماني وبونجاح. وعند الدقيقة (85)، تمكن مهاجم ليستر سيتي الإنجليزي من تجديد العهد مع التهديف رفقة الفريق الوطني منذ كأس أمم إفريقيا 2017 بالغابون، مستغلا هجمة معاكسة قادها البديل بغداد بونجاح الذي أمده بتمريرة حاسمة ليوقع الهدف ال26 في رصيده، منصبا نفسه كثالث أحسن هداف في تاريخ «الخضر». تختتم المواجهة بانتصار الجزائر على جمهورية إفريقيا الوسطى بثلاثية نظيفة (3-0) في ثالث مواجهة في تاريخ البلدين، وهو فوز مهم من الناحية المعنوية، في انتظار انطلاق الورشة الكبرى التي تحدث عنها الناخب الوطني رابح ماجر من أجل معالجة الأخطاء وتصحيح مسار المنتخب الوطني حتى يستعيد أمجاده الضائعة. البطاقة الفنية - ملعب 5 جويلية الأولمبي (الجزائر)، طقس بارد، أرضية جيدة، الجمهور قليل. - التحكيم : قيراط هيثم (تونس)، حسان عبد العالي (تونس)، إسماعيل أيمن (تونس). - الأهداف: براهيمي (38) + (70)، سليماني (85) للجزائر - الإنذارات: فرحاني (84) للجزائر، اينزا يميسي (70) لجمهورية إفريقيا الوسطى - تشكيلة الفريقين: الجزائر: صالحي (رحماني 52)، عروس، عبد اللاوي (فرحاني 55)، ماندي، كادامورو (شافعي 77)، مجاني (بن ناصر 61)، فرحات، جابو (هني 55)، محرز، براهيمي (بونجاح 72)، سليماني. المدرب: رابح ماجر جمهورية إفريقيا الوسطى: لامبت، اينزا يميسي، نغام-نغام، زيمبوري، مبومبوني (مايوغا 83)، يوغا، انزيت، غوريي، مانغا، كيتيفواما (ليمان 74)، مومي (كوتوي 78). المدرب: راوول سافوا تصريحات المدرب رابح ماجر ... هذا المنتخب يستحق احتراما أكبر «أنا راضي عن هذا الفوز الذي يسمح لنا بتجديد العهد مع الانتصارات، لقد كنا جيدين من الناحية التكتيكية.. كما أشيد بالإرادة الكبيرة التي ظهر بها اللاعبون الذين لعبوا بعزيمة كبيرة من أجل الفوز بهذا اللقاء.. بداية اللقاء كان صعبا ضد فريق جمهورية إفريقيا الوسطى الجيد في ملعب يصفونه ب»المحكمة».. في الشوط الثاني دخول بونجاح لمساندة سليماني أفادنا كثيرا، حيث تمكنا من تسجيل هدفين، أمر مهم أن يلعب المنتخب بهذه الطريقة، وهو ما يبشر بالخير تحسبا للمواجهات القادمة. هذا المنتخب يستحق احتراما أكبر، لا أفهم حملة الانتقادات التي يشنها بعض الأشخاص علينا، بالرغم من أننا جئنا للمنتخب كرجال إطفاء وكنا أمام استعجالية تسيير مواجهتي نيجيريا وجمهورية إفريقيا الوسطى.. اتركوا لنا الوقت من أجل العمل.. وكما صرحت به من قبل الورشة الكبرى ستنطلق من أجل تحضير كأس أمم إفريقيا بالكاميرون، حيث ينتظرنا عمل كبير من أجل تطوير الفريق وإيجاد اللاعبين المناسبين». راوول سافوا (مدرب منتخب إفريقيا الوسطى):مواجهة صعبة ضد فريق ممتاز «تنقلنا إلى الجزائر من أجل تحقيق نتيجة إيجابية، كنا نعلم أنها ستكون مواجهة صعبة ضد فريق جزائري ممتاز.. منتخبنا يتواجد في مرحلة البناء بمعدل عمر يقارب 22 سنة.. في الشوط الأول لعبنا نسبيا في الخلف، لكن في الشوط الثاني صعدنا قليلا نحو الهجوم لصنع العديد من الفرص التهديفية، وكان بإمكاننا التسجيل رغم هذه الهزيمة.. أنا راض عن أداء لاعبينا الذين كانوا في المستوى». رياض محرز (لاعب المنتخب الوطني): حققنا فوزا جميلا «حققنا فوزا جميلا يسمح لنا بوضع حد لسلسة من النتائج السلبية.. هذا الانتصار هام بالنسبة إلينا ويحررنا من الناحية النفسية خلال تصفيات كأس العالم 2018، توالت علينا الهزائم وكان من الصعب تسييرها.. يجب الآن التركيز على المستقبل والتحضير منذ هذه اللحظة لكأس أمم إفريقيا 2019، يجب علينا العمل من القاعدة من أجل استرجاع مستوانا الحقيقي وهذا الفوز سيساعدنا في هذه المهمة». ❊القسم الرياضي