يعتبر التكوين المهني عصبا أساسيا في حياة الأشخاص، فمن خلاله تفتح الأبواب لغد أفضل، خصوصا أن مرحلة التكوين تضمن لصاحبه فرصة الحصول على مهنة أو حرفة تحميه من الفقر والحاجة والعوز، تعزز بشهادة تؤهل صاحبها لطرق الأبواب بدون خوف أو خجل للتوجه الى الحياة المهنية، التي تعتبر ضرورة حتمية في حياة كل الأفراد، وتختلف توجهات الشباب في اختيار التخصصات حسب الميولات والضرورة الحتمية التي فرضتها تغيرات الحياة العصرية، وقد حرصت وزارة التكوين المهني والتمهين، على تطبيق برنامج واسع قصد الاستجابة لمتطلبات واحتياجات سوق الشغل من يد عاملة مؤهلة كما ونوعا، ولمعرفة المساعي والأهداف، وكذا أسرار الاختيار، نقلنا لكم بالأرقام، التخصصات الموجودة وآخر مدونات الوزارة، كما جمعنا وجهات نظر الشباب في الاتجاه الى الحياة المهنية. برنامج إصلاح قطاع التكوين والتعليم المهنيين، تم إعداده اعتمادا على توجيهات رئيس الجمهورية، وانطلاقا من توصيات اللجنة الوطنية لإصلاح المنظومة التربوية، وعلى الأهداف المحددة في مجال التكوين من طرف برنامج الحكومة، ويتمحور حول إعادة تأهيل مهن الصناعات التقليدية وتطوير مختلف الحرف اليدوية الأخرى، لا سيما في قطاعات البناء والأشغال العمومية والفلاحة وإدراج وترقية المهن الجديدة للاقتصاد المبني على المعرفة، ووضع مسار جديد للتكوين المهني. وقد نظم القطاع خلال شهر فيفري 2008 في إطار أنسنة القطاع، الندوة الوطنية الأولى حول السياسة القطاعية للتكفل بالشباب، بمشاركة مختلف الدوائر الوزارية، كما نظمت الوزارة خلال مارس 2008 ندوة ومعرضا حول التكوين بالنسبة للمرأة الريفية والمرأة الماكثة بالبيت، وتم تجديد التجهيزات التقنية البيداغوجية ل 2000 فرع. ويتوفر قطاع التكوين والتعليم المهنيين على شبكة تتكون من 996 مؤسسة وهيكل تكوين، وقد سجل القطاع استلام 39 مؤسسة تكوين، يضاف إليها توسيع 22 مؤسسة، وبهذا يصل عدد المؤسسات الى 1035 مؤسسة موزعة على المعاهد الوطنية المتخصصة في التكوين المهني، ملحقات المعاهد المتخصصة في التكوين المهني، مراكز التكوين المهني، ملحقات مراكز التكوين المهني والتمهين، مؤسسة الهندسة البيداغوجية. وقد قدر عدد المتربصين الى غاية 13 ديسمبر 2007 ب570.473 متربص وممتهن، في حين وصل عدد المتربصين والممتهنين خلال سبتمبر 2008، الى ما يفوق 654000 متربص من بينهم 200000 متربص جديد في نظام الدوام العادي لكل أنماط التكوين. كما تجدر الإشارة الى أن المهن اليدوية أي التكوين على مستوى شهادة تأهيل مهني وشهادة كفاءة مهنية، تمثل نسبة 60،79. وتؤكد السيدة عتيقة قرماط المكلفة بالإعلام على مستوى وزارة التكوين والتعليم المهنيين، أن حصة المهن اليدوية احتلت نسبة معتبرة في مدونة القطاع لسنة 2007، بعدما كانت ضئيلة جدا في مدونة سنة 2000، خصوصا في الفلاحة والمهن الخدماتية والصيد البحري، بحيث لم تكن موجودة، "وقد حرصنا على ضرورة إعادة النظر في العديد من المدونات سنة 2003، باستحداث تنظيم جديد يضع مسألة تكييف التكوين مع احتياجات السوق، وقد تم تقليص الكثير من التخصصات، فمن مجمل 301 تخصص أصبحت هناك 22 شعبة مهنية، فعلى سبيل المثال بالنسبة لتخصص الفلاحة كانت هناك فروع الآن جمعت كلها كالبستنة، التلحيم، التلقيح، وغيرها من الامور الهامة في تخصص واحد، وهذا هو الأمر الذي يضمن التكوين الشامل في الاختصاص«. وتضيف محدثتنا قائلة » لقد بلغت نسبة المهن اليدوية الآن 79 بنسبة نمو معتبرة، تأتي في مقدمتها مهنة البناء والأشغال العمومية وبعدها الفلاحة ثم الفندقة والسياحة، فالحرف التقليدية والحرف الخدماتية، وكذا الطباعة والفنون المطبعية التي زادت بنسبة 63 في سنة 2007، مقارنة ب2004«. وتواصل محدثتنا » لقد استطاع التكوين المهني أن يستقطب أعدادا معتبرة من المتكونين، والفضل يعود إلى الجهود الجبارة التي يقوم بها السيد الهادي خالدي وزير القطاع، كما أن الشباب الذي غادر مقاعد الدراسة مبكرا أو لم يلتحق بالتعليم بتاتا، له نصيبه من التكوين في مدونة قطاع التكوين والتعليم المهنيين، فقد تم اقتراح عروض تكوين في 80 تخصصا تهدف الى التكفل بالمتسربين من المدرسة.. أما بالنسبة للشباب الذين أكملوا الطور الابتدائي وتوقفوا في الطور المتوسط، فتسجل مؤسسات التكوين في مسار التكوين مرحلة لتقوية وتوسيع معارفهم.. أما الشباب ذوو المستوى الدراسي أقل من السنة السادسة، فقد وضع لهم جهاز للتكوين التحضيري، حيث اتخذت إجراءات على مستوى الولايات لضمان التكفل اللائق بهذه الشريحة.. وحتى الشباب الذي لم يلتحق بمقاعد الدراسة بتاتا، فقد تكفلت لجنة تقنية بتحديد الكيفيات والوسائل اللازمة لضمان التكفل بهم، وذلك بإعطائهم تأهيلا عبر جهاز تعليم القراءة والكتابة والتأهيل، للإندماج المهني، وسيشرع هذا الجهاز في مهامه في فيفري 2009 بالتنسيق مع وزارتي التربية الوطنية، التضامن الوطني والجماعات المحلية.