تحتضن العشرات من معاهد ومراكز التكوين المهني عبر التراب الوطني الآلاف من المتربصين المتحصلين على شهادة البكالوريا والليسانس، الذين وجدوا في هذه المراكز متعددة الاختصاصات ضالتهم المنشودة لدخول عالم الشغل، خصوصا أن مراكز التكوين المهني غدت بوابة تضمن الاستفادة من إحدى آليات منح القروض في إطار الإجراءات التدعيمية للتشغيل على غرار الوكالة الوطنية لتسيير القروض المصغرة والوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب كما تسمح هذه المراكز باندماج الشباب الفعلي في الحياة المهنية والاجتماعية وتحقيق طموحاتهم الشخصية وكذا المشاركة في التنمية الاقتصادية، اتجهنا هذه المرة إلى المعهد الوطني المتخصص في التكوين المهني للتسيير بالصنوبر البحري ، وتحدثنا إلى متربصين متحصلين على شهادات عليا وآخرون يتابعون دراستهم الجامعية بالتوازي مع التكوين والتعليم المهنيين، حيث اجتمع سر اختيارهم ذلك على خاصية الحصول على منصب شغل فور الحصول على شهادة الكفاءة المهنية.
يضم المعهد الوطني المتخصص في التكوين المهني للتسيير بالصنوبر البحري - والذي حمل اسم الشهيد عمر مزراي بمناسبة عيدي الاستقلال والشباب ثلاث شعب تتفرع منها العديد من التخصصات، وقد بلغ عدد المسجلين في دورة أكتوبر للسنة الفارطة 2274 مسجلا، وأكد لنا السيد خرشي محمد مدير المعهد أن الكثير من المتربصين حاصلون على شهادة البكالوريا وما فوق، وقد اختاروا هذا المعهد بالذات نظرا للكم الهائل من الاختصاصات الموجودة فيه يقول: "يعتبر معهد الصنوبر البحري من أكبر المعاهد وأكثرها شعبا، حيث يضم ثلاث شعب وهي الشعبة المهنية تقنيات الإدارة والتسيير وتجمع التخصصات التالية: تقني سامي في المحاسبة والمالية، تسيير الموارد البشرية، التسويق، التجارة الدولية، كاتبات مديرية، أما الشعبة الثانية فهي شعبة الإعلام الآلي وبها تخصصات التالية، تقنيون سامون في الإعلام الآلي، في اختيار البرمجة، واختيار التسيير، أما الشعبة الثالثة فهي الفندقة والسياحة، ويتم من خلالها تكوين تقنيين سامين في السياحة للإنتاج والتسويق. وبالإضافة إلى المعهد هناك ملحقان وهما الرايس حميدو تتسع ل 400 مقعد بيداغوجي وملحقة العناصر التي تتسع ل 250 مقعد وبهما شعبة تقنيات الإدارة والتسيير، ويتم فتح كل تخصص وفق ثلاثة معايير وهي ضرورة وجود البرنامج، توفر الموارد البشرية والمادية، ووجود المتكونين. ويضيف محدثنا قائلا "لقد بلغ عدد الممتحنين بالمعهد 1792، ونظرا للعدد الهائل ارتأت إدارة المعهد بالتنسيق مع المديرية الولائية للسماح لأكبر عدد ممكن من المترشحين الحصول على مقعد بيداغوجي اعتمادا على الآليات والميكانيزمات التالية: الاعتماد على نظام الفوجين "الدوامين"، فتح فروع منتدبة بحيث تعاملنا مع 17 مؤسسة بها فروع منتدبة، مع إعادة توجيه المترشحين الى أنماط التكوين الأخرى الموجودة بالمعهد وهي التكوين الإقامي، وعن طريق التمهين والدروس المسائية، هذه الأخيرة بها ما يسمى التكوين الاتفاقي وهو أن يضرب المعهد اتفاقيات مع إدارات ومؤسسات عمومية قصد تنظيم دورات تكوينية لتحسين المستوى والرسكلة، وقد أبرمت اتفاقيات مع قيادة الدرك الوطني، قيادة الحرس الجمهوري، ووزارة الشباب والرياضة ووزارة الاتصال، حيث يضم المعهد متربصين من هذه الهيئات هم في طور التكوين. وفي سياق متصل يضيف السيد خرشي قائلا "المعهد من المؤسسات المؤهلة قانونيا لتنظيم مسابقات التوظيف وامتحانات مهنية لفائدة الأعوان التابعين للإدارات والمؤسسات العمومية ذات الطابع الإداري وكذا الجماعات المحلية، كما يشرف المعهد أيضا على تنظيم امتحانات دولة لفائدة متربصي المدارس المعتمدة من طرف القطاعين العام والخاصة".
عالم الشغل بدون تعقيدات
خلال وجودنا بقلب المعهد اجتمعنا بكوكبة من الشباب الحاصلين على البكالوريا والذين يزاولون دراستهم الجامعية أيضا بالتوازي وآخرون متخرجون لم تسعفهم الظروف في الحصول على وظيفة وفق شهادة الليسانس التي بحوزتهم، وقد وجدوا في التكوين المهني الفرصة الذهبية لتعلم اختصاص جديد يفتح أبواب عالم الشغل أمامهم حول سر الاختيار تحدثوا إلينا فقالوا: نسرين "س" 21 سنة السنة الثالثة جامعي اختصاص قانون، متربصة في اختصاص تجارة دولية السنة الأولى "فكرت مليا قبل الالتحاق بالمعهد وقد وجدت أن الدراسة بالتوازي ستضمن لي فرصة الحصول على عمل في نهاية المطاف، فلطالما سمعنا بالتسهيلات التي تقدم لزملائنا الذين مروا عبر هذه المقاعد والذين تحصلوا على فرص العمل، زد على هذا وجدت مقياسا مشتركا بين ما أدرسه في الجامعة، وهذا يساعدني على الفهم أكثر. أما جميلة "ب" 21 سنة طالبة جامعية في اختصاص العلوم السياسية ومتربصة في اختصاص التجارة الدولية، بين المقاييس المدروسة بالجامعة والمعهد مما يجعلها مكملة لبعضها البعض تقول "أردت معرفة المزيد حول الاختصاص الذي أزاوله بالجامعة، وقد ساعدني المعهد في هذا علاوة على أني أخشى أن لا أجد عملا بعد حصولي على الليسانس فالكثير من الطلبة المتخرجين من الجامعات لم يجدوا عملا وهم عاطلون، لا أريد أن ألقى نفس المصير لهذا اخترت الاختصاص الثاني الذي يفتح أمامي آفاق الحياة المهنية والمستقبل الواعد الذي يحلم به الجميع. أما منال ع 23 سنة اختصاص الموارد البشرية بالمعهد ومتحصلة على ليسانس في الحقوق فتتمنى أن تكون محظوظة وأن تواصل دراستها الجامعية بعد اجتياز امتحان الماجستير ومنه المواصلة إلى الدكتوراه تقول "كل ما أتمناه هو أن استطيع مواصلة دراستي الجامعية والوصول إلى درجات علمية مرتفعة، ووجودي بالمعهد في اختصاص الموارد البشرية كان خصيصا لتقوية معارفي في مجالات أخرى والحصول على عمل أيضا. فرص أوفر أما عبد الله 20 سنة اختصاص تجارة دولية بالمعهد وصحافة بالجامعة يحرص على إتمام التخصصين بالتوازي كونه يرى أن الدبلوم المحصل عليه من مراكز التكوين المهني معترف به ويمكنه من الحصول على عمل أيضا إذ يقول: "الكثير من العينات الموجودة في محيطي لا تشجع على الاكتفاء بالحصول على شهادة جامعية فقط فالكثير من الحاصلين عليها عاطلون عن العمل، في حين استفاد الحاصلون على شهادة الكفاءة المهنية على عمل وهو أمر مشجع جدا للمواصلة . محمد "ب" 21 سنة طالب إعلام ومتربص في اختصاص الموارد المائية أصر على أن الدراسة بالتوازي لربح الوقت والحصول على شهادتين مختلفين تؤمنان دخوله عالم الشغل. أما أمين"ك" 20 سنة أضاف قائلا: "أتمنى أن نجد سندا من المؤسسات وأن تعطي لنا فرص العمل بعد التخرج" أما الآنسة "ح" رجاء التي أبدت حرصا كبيرا على دخول عالم الشغل قالت "لم أواصل دراستي الجامعية، ووجدت نفسي مضطرة لدخول المعهد للحصول على ديبلوم يضمن دخولي عالم الشغل. من جهتها ب - نسيمة متحصلة على ليسانس في علم النفس ومتربصة بالمعهد تطمح إلى إثراء معارفها وتزويد رصيدها في مجال الدبلومات تقول" كوني سأحصل على دبلوم آخر أضيفه لشهادة الليسانس فهذا سيزيد من فرصة حصولي على عمل. أما زهية 23 سنة ليسانس في الأدب العربي اختصاص سكرتارية تقول "لقد أردت الحصول على ديبلومين مختلفين وليس مكملين ، فكوني ادرس السكرتارية حتى يتسنى لي العمل في الإدارة ومن وجهة نظري الشخصية التكوين المهني به فرص عمل أفضل. تؤكد على وجود رابط قوي واشتراكية