دعا البروفيسور جمال فورار مدير الوقاية وترقية الصحة بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشقيات كل العاملين في قطاع الإعلام إلى لعب دور هام في عملية التحسيس بأهمية التلقيح ضد الحصبة والحصبة الألمانية، معتبرا وسائل الإعلام شريكا فعّالا تعول عليه الوزارة لإنجاح حملة التلقيح المزمع إطلاقها يوم 12 ديسمبر وتستمر إلى غاية 7 جانفي المقبل وتتزامن مع العطلة الشتوية للمتمدرسين المعنيين باللقاح. وأوضح المتحدث خلال إشرافه أمس، بمقر المعهد الوطني للصحة العمومية بالأبيار، على اليوم الإعلامي الموجه للصحافة الوطنية، أن هذه التظاهرة تندرج في إطار سلسلة الأيام الإعلامية التي برمجتها الوزارة من أجل التحسيس بأهمية تلقيح المتمدرسين ضد الحصبة والحصبة الألمانية، مبرزا دور الإعلام في إنجاح عملية التلقيح، كونه يشكل همزة وصل بين الهيئات العمومية والأولياء، وعاملا فعالا في إقناع هؤلاء الأولياء بأهمية التلقيح لتفادي موجة العزوف التي عرفتها حملة مارس الماضي، التي سجلت إقبالا متواضعا لم يتعد نسبة ال17 بالمائة بسبب انتشار أفكار مغلوطة جعلت الأولياء يأخذون فكرة خاطئة عن التلقيح". في سياق متصل، ذكر البروفيسور فورار بالنتائج الإيجابية التي حققتها الجزائر في مجال محاربة مختلف الأمراض والأوبئة القاتلة، جراء التقيد برزنامة التلقيحات، مشيرا إلى أن البرنامج الوطني للتلقيحات شرع العمل به بعد الاستقلال مباشرة، "بعد أن كانت الأمراض تقتل ما بين 200 و300 طفل سنويا، لاسيما منها الكزاز والشلل والتيتانوس". وإذ أبرز أهمية الحملات التحسيسية لتحفيز المواطنين على التلقيح، ذكر المتحدث بانتشار داء الحصبة في الجزائر في سنة 2003، حيث سارعت وزارة الصحة إلى إطلاق حملة واسعة، تم من خلالها تلقيح أزيد من 9 ملايين متمدرس. وردا على أسئلة الصحفيين حول ما تم الترويج له بخصوص الوثيقة التي قدمت للأولياء لإبداء رأيهم في التلقيح، فند البروفيسور فورار إقدام وزارة الصحة على توزيع أية وثيقة من هذا القبيل، موضحا بأن "كل ما في الأمر أن تلك الاستمارات أصدرها مديرو التربية الوطنية كانت السبب الرئيسي في هز ثقة الأولياء وجعلهم يتراجعون عن التلقيح". وأشار المتحدث إلى أن الخلل الذي وقع في السابق سيتم تداركه في حملة التلقيح القادمة، التي سيجري خلالها تلقيح المتمدرسين بالمؤسسات الصحية، التي ستبقى مجندة حتى في أيام العطل الأسبوعية لاستقبال أكبر عدد من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و14 سنة. كما نفى نفس المسؤول وجود أي علاقة بين التلقيح ضد الحصبة والحصبة الألمانية ومرض التوحد، واعتبر ما أثير حول علاقتهما "أفكار مغلوطة عززت هي الأخرى فكرة العزوف عن التلقيح"، موضحا من جانب آخر بأن السبب في جمع اللقاحين معا يكمن في "كون اللقاحات لا تأتي منفردة وإنما هي لقاح واحد ضد داء الحصبة والحصبة الألمانية". من جهته، أوضح المكلف بالاتصال بوزارة الصحة سليم بلقسام بأن الهدف من اليوم الإعلامي الموجه للصحفيين، هو إشراك الإعلام الوطني في حملة التحسيس حول التلقيح ضد الحصبة والحصبة الألمانية، مشيرا إلى أن الحملة تدخل في إطار الإستراتيجية التي سطرتها الوزارة للقضاء على داء الحصبة الألمانية في آفاق 2020، وفقا لأهداف المنظمة العالمية للصحة. وذكر المتحدث بأن داء الحصبة يؤدي في الغالب إلى الوفاة، خاصة عند كبار السن، فيما تشكل الحصبة الألمانية خطرا على النساء الحوامل، لكونها تؤثر على الجنين وتعرضه للتشوهات، مشيرا إلى أن عملية التلقيح تخص الذكور والإناث وتدخل في إطار تعزيز الوقاية الصحية لكلا الجنسين. وذكر بلقسام بأن وزارة الصحة استخلصت الدروس وتداركت كل الأخطاء التي عرفتها حملة مارس الماضي، من خلال إطلاق حملة تحسيسية قبل الشروع في عملية التلقيح وإشراك كل الفاعلين، من جمعية أولياء التلاميذ وإطارات قطاع التربية وكذا الإعلام في العملية، كاشفا بأن مؤشرات المنظمة العالمية للصحة تؤكد أن الجزائر تحتل مرتبة رائدة في مجال التغطية اللقاحية التي تفوق 98 بالمائة. كما ذكر المتحدث بأن الكميات المتوفرة من اللقاحات ضد الحصبة والحصبة الألمانية تعد كافية وتسمح بتلقيح 5 ملايين طفل متمدرس. للإشارة، عرف اليوم الإعلامي حضور ممثلي جمعيات أولياء التلاميذ، الذين أعربوا عن ارتياحهم للإجراءات التي اتخذتها وزارة الصحة لتدارك الأخطاء التي رفقتها حملة مارس الماضي وتسببت في تقليص عدد الملقحين.