حظي الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، باستقبال شعبي كبير وسط العاصمة، حيث كان في استقباله والي العاصمة عبد القادر زوخ، ورئيس بلدية الجزائر الوسطى عبد الحكيم بطاش، لدى وصوله إلى البريد المركزي رفقة رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح، ووزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل، في حين لم يفوت المواطنون فرصة ترجله شوارع العاصمة للتقرب منه لتبادل أطراف الحديث معه حول العلاقات الثنائية وملف الذاكرة على ضوء التصريحات التي سبق وأن أدلى بها بهذا الخصوص خلال حملته الانتخابية. خلال هذه الجولة التي دأب الرؤساء الفرنسيون على القيام بها خلال زياراتهم للجزائر والتي غالبا ما تصادف شهر ديسمبر، سلك رئيس الدولة الفرنسي شارع العربي بن مهيدي، حيث صافح وتبادل أطراف الحديث مع مواطنين كانوا بطاولات المقاهي أو على أرصفة الشارع، في حين لم يتردد بعض الشباب في أخذ صور تذكارية معه بتقنية «السالفي» كترحيب بضيف الجزائر في إطار زيارة أولى فضّلها أن تكون في إطار «الصداقة»، في انتظار قيامه بزيارة عمل أخرى في السداسي الأول من العام الداخل لإضفاء النوعية على علاقات التعاون، حسبما أكدته أوساط فرنسية بباريس. ولم يتردد الشباب المستقبل للرئيس الفرنسي في سؤاله عن واقع العلاقات الثنائية، فضلا عن ملفات الذاكرة التي سبق وأن أدلى بخصوصها بتصريحات أثارت جدلا واسعا داخل فرنسا، عندما لم يتردد في وصف ما اقترف خلال الحقبة الاستعمارية بالجريمة ضد الإنسانية . واغتنم الرئيس الفرنسي هذه المناسبة لتجديد تمسكه بتصريحاته السابقة، مفنّدا في هذا السياق تراجعه عن مواقفه السابقة حول هذه المسألة مثلما أوردته بعض وسائل الإعلام، قائلا في هذا الصدد «موقفي لم يتغيّر»، في حين أعرب عن أمله في فتح «صفحة مستقبلية» في العلاقات الجزائرية الفرنسية في سياق يعطي الانطباع بحرصه على المضي قدما بالتعاون في شتى المجالات بعيدا عن كوابح مآسي الماضي. بعدها اتجه ضيف الجزائر نحو ساحة الأمير عبد القادر أحد رموز المقاومة الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسي، قبل أن يختتم جولته بالتوجه إلى مكتبة العالم الثالث. وأعرب السيد ماكرون عن «سعادته» للاستقبال الذي حظي به خلال هذه الجولة قائلا في هذا الصدد «أود (من خلال هذه الزيارة) توجيه رسالة للشعب الجزائري وهي أنني أريد أن تكون فرنسا إلى جانب الجزائر و تساعد شبابها على النجاح»، مضيفا أن تطوير التعاون الثنائي هو أيضا أحد أهم ملفات هذه الزيارة. وأكد الرئيس ماكرون يقول «مهمتنا هي المضي نحو الأمام واتخاذ قرارات مهيكلة للأشهر القادمة و السنوات القادمة لاسيما في المجال الاقتصادي والأمن الجماعي».