ووري الثرى بعد ظهر أمس، بمقبرة العالية بالجزائر العاصمة جثمان الجنرال المتقاعد محمد عطايلية، الذي وافته المنية أول أمس، بالمستشفى العسكري لعين النعجة، في جو مهيب وبحضور مسؤولين سامين في الدولة وضباط سامين في الجيش الوطني الشعبي، إلى جانب شخصيات وطنية وسياسية ومجاهدين وجمع غفير من المواطنين. وكان في مقدمة الحضور رئيس مجلس الأمة، عبد القادر بن صالح، رئيس المجلس الشعبي الوطني، سعيد بوحجة، نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أحمد قايد صالح، والمستشار برئاسة الجمهورية، سعيد بوتفليقة، إلى جانب الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني جمال ولد عباس. وفي كلمة تأبينية، أبرز العقيد رغيس محمود، خصال الفقيد الذي وصفه ب«أحد رجالات الجزائر الأبطال الذين بذلوا النفس والنفيس لتسترجع سيادتها، والذين لبوا نداء الوطن منذ نعومة أظافرهم». بدوره، قال رئيس المجلس الشعبي الوطني في تصريح للصحافة على هامش مراسم الدفن، إن الفقيد «ساهم في تحرير البلاد وفي البناء والتشييد، إلى جانب الرئيس الراحل هواري بومدين ومجموعة من المجاهدين والضباط المعروفين». ويعد الراحل من مواليد 7 أكتوبر 1931 بولاية قالمة، انخرط في صفوف جيش التحرير الوطني بتاريخ 1 ماي 1955 بالولاية التاريخية الأولى وأدى واجبه الثوري إلى غاية استرجاع السيادة الوطنية. وبعد الاستقلال، تدرج الفقيد في سلم الترقيات في صفوف الجيش الوطني الشعبي وشغل عدة مناصب عليا في وزارة الدفاع الوطني، حيث عمل إطارا بالناحية العسكرية الخامسة بولاية قسنطينة من 1965 إلى 1969 وتمت ترقيته إلى رتبة رائد، ليعين بعدها قائدا للناحية العسكرية الرابعة بورقلة من 1969 إلى 1979، رقي خلالها إلى رتبتي مقدم ثم عقيد. وعين الراحل قائدا للناحية العسكرية الأولى بالبليدة من 1979 إلى 1988، ورقي إلى رتبة عميد بتاريخ الفاتح نوفمبر 1984، كما عين مفتشا عاما للجيش من 1988 إلى 1990، واستفاد من حقه في التقاعد بتاريخ 16 ديسمبر 1990. وتحصل الجنرال المتقاعد خلال مسيرته المهنية على عدة أوسمة شرفية، عرفانا ببطولاته خلال حرب التحرير وتقديرا لما بذله من مجهودات وتضحيات خدمة للوطن. يذكر أن رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة أشاد في برقية تعزية بعث بها أول أمس، السبت إلى أفراد أسرة الفقيد بنضاله وتفانيه في خدمة الجيش الوطني الشعبي في مختلف المسؤوليات التي تقلدها.