يعاني مرضى «الثلاسيميا» الذين يعالجون في مصلحة أمراض الدم بالمستشفى الجامعي «الدكتور بن زرجب» في وهران، والمقدر عددهم ب28 مريضا، من مشاكل عديدة تزيد من معاناتهم اليومية مع المرض، حسبما أكدته الأخصائية في أمراض الدم بالمصلحة، الدكتورة وسيلة صفاوي، في مقدمتها نقص المتبرعين بالدم. أكدت المختصة أن المرضى يحتاجون لنقل الدم كل 21 يوما، يصفى ليأخذ المريض ما يحتاج منه، إلى جانب مشكل التحاليل والفحوص الطبية التي يضطرون إلى إجرائها على نفقتهم الخاصة في المخابر والعيادات الخاصة بشكل دوري، وأغلبهم من العائلات الهشة، إضافة إلى نقص الدواء الذي يمتص الفائض من نسبة الحديد بجسم المريض، بعد عملية نقل الدم، كلها مشاكل تصعب من التكفل الجيد بهذه الفئة في ظل غياب جمعية تتكفل بمساعدتهم. يتابع 110 مرضى العلاج بالمصلحة، من بينهم 150 مريضا ب»الثلاسيميا الصغرى» و23 مريضا ب»الثلاسيميا المتوسطة» و28 مريضا ب»الثلاسيميا العظمى»، ويبقى العدد الحقيقي للمرضى غير معروف، في ظل جهل المرضى بأنهم يحملون جينات المرض، دون أن تظهر عليهم الأعراض، وقد تتطور لأشكال مميتة، من أبوين حاملين للمرض، لذلك دعت الدكتورة صفاوي إلى ضرورة إدراج مرض «الثلاسيميا» ضمن قائمة الأمراض التي يجري المقبلون على الزواج التحاليل البيولوجية بشأنها، للكشف عن سلامتهم منها، ومعرفة حملهم للجينات المسؤولة عن نقل الإصابة بداء «الثلاسيميا» إلى الأبناء، أسوة بما هو معتمد في الدول العربية. أضافت الدكتورة صفاوي قائلة بأن الفحص المبكر للمقبلين على الزواج، يمكّن من تحديد وجود احتمالات انتقال المرض إلى الأبناء، ويعتمد على فحص نسبة الهيموغلوبين في الدم وحجم خلايا الدم الحمراء لدى الزوجين، مشيرة إلى أنه تحليل بيولوجي بسيط لا تصاحبه أية تعقيدات صحية، حيث أبرزت أن نتيجة التحليل الإيجابية تضع الزوجين أمام خيار إتمام الزواج أو وقفه، تبعا لقناعتهما، على أساس أن يتحملا مسؤوليتهما في حالة خيار إتمام الزواج، إذ أن للمرض كلفة اجتماعية واقتصادية مهمة على الأبوين، حسبما خلصت إليه الدكتورة التي أضافت أن عدم توفر التحليل البيولوجي للكشف عن المرض بالمجان في قطاع الصحة العمومي ومتوفر في المخابر الخاصة بسعر 2500 دينار، هو ما يحرم محدودي الدخل من المرضى من إجرائه، لاسيما أنه مطلوب بالنسبة لجميع أفراد العائلة. ❊خ.نافع