شكل الارتفاع الطفيف لسعر برميل النفط (50 دولارا للبرميل) أمس جرعة أمل للبلدان المصدرة للنفط بعد تراجعه أول أمس إلى 48.54 دولارا للبرميل في نيويورك و47.40 دولارا بلندن للمرة الأولى منذ أربع سنوات ما يؤكد أهمية القرار الذي ستتخذه الأوبيك في اجتماع وهران ونهاية ديسمبر وقبله بالقاهرة في 29 نوفمبر الجاري. وفي هذا السياق أكد وزير الطاقة والمناجم ورئيس منظمة الدول المصدرة للبترول (الاوبيك) السيد شكيب خليل أمس بتونس أن قرارات هامة قد تتخذ خلال اجتماع وهران في شهر ديسمبر المقبل من أجل إحداث استقرار في سوق النفط بالنظر إلى "الطلب الذي انخفض كثيرا والاحتياطات التي تبقى جد مرتفعة" معتبرا أنه "على الاوبيك أن تتخذ قرارا لإحداث استقرار في السوق، بحيث لا يمكنها ضمان ذلك بنفس القرار الذي اتخذته مؤخرا". ويؤكد هذا التصريح لأول مسؤول على الاوبيك أن هذه الأخيرة ستتجه إلى خفض الإنتاج مرة أخرى بعد قرارها في 24 أكتوبرالماضي القاضي بتخفيض الإنتاج ب5،1 مليون برميل والذي أدى -حسبه- إلى تخفيض أهم من ذلك بما أن العربية السعودية قررت تقليص إنتاجها ب300 ألف برميل لتبلغ نسبة التخفيض الشامل المقرر 8،1 مليون برميل، مضيفا أن القرار لم يؤثر بعد على السوق وأنه "يجب انتظار شهرين لتسجيل انعكاساته". ولا تزال أسعار النفط تشكل هاجسا حقيقيا بالنسبة للدول المصدرة للنفط منها الجزائر التي ستحتضن في17ديسمبر المقبل اجتماعا هاما للدول المصدرة تتخذ من خلاله القرار المناسب بخصوص أسعار النفط التي لا تزال تتهاوى لتصل إلى أدنى المستويات، فسعر البرميل في لندن المسجل الخميس لم يحدث منذ فيفري 2005، كما لم يحدث السعر المسجل في نيويورك منذ ماي من نفس السنة. ويضع الانخفاض المتواصل للأسعار منظمة الدول المصدرة للنفط أمام أمر واقع فيما يخص القرار الذي سيتخذ في اجتماع وهران والمتعلق بخفض الإنتاج مرة أخرى بعد أن لمح إلى ذلك الرئيس الحالي للمنظمة وزير الطاقة والمناجم السيد شكيب خليل. وسيكون اجتماع (اوبيك) على هامش اجتماع منظمة البلدان العربية المصدرة للنفط (اوابيك) نهاية هذا الشهر بالقاهرة فرصة لتبادل الأفكار حول سوق النفط والتأهب لكل قرار جديد قد تتخذه الاوبيك خلال اجتماعها المزمع بوهران. ولم يستبعد شكيب خليل في تصريح سابق خفضا جديدا للإنتاج إذا بقي سعر البرميل دون سعر السبعين دولارا حتى اجتماع وهران وقال: "لقد قلنا دائما إن هدفنا هو أن يتراوح سعر البرميل بين 70 و90 دولارا، وإذا لم يصل سعر البرميل إلى هذا المستوى، فمن المحتمل أن يكون هناك تخفيض جديد" مضيفا أن الجزائر تقترح خفضا يبلغ مليون برميل يوميا خلال اجتماع وهران. وكانت الأزمة المالية العالمية السبب المباشر لتدهور أسعار النفط ما أدى إلى تراجع كبير في الطلب على هذه المادة ويجبر "اوبيك" على مراجعة إنتاجها في إطار إستراتيجيتها التي كانت دائما تدعو إلى سعر عادل للنفط. ويرى السيد خليل بخصوص انهيار أسعار البترول إلى اقل من 50 دولار أنه لا يجب النظر إليها على أساس ال140 دولار التي بلغتها السنة الجارية، حيث كانت استثنائية وراجعة للمضاربة بل على أساس معدل ال50 - 60 دولار الذي احتفظت به بين 2000و2007. ويصعب على الاوبيك ضبط إنتاج النفط وتحديده في الوقت الراهن، حيث تشهد السوق البترولية تذبذبا كبيرا ينطبق عليها وصف الخبير البترولي نيكولا سركيس الذي قال أنها تشبه حاليا باخرة بدون بوصلة وأن "المتعاملين مجبرون على التعامل بدون نقاط استدلال وأسعار البترول ليست عملية تتحكم فيها نزوة السوق "لكنه يعتبر أن الاوبيك مؤهلة للحد من تدهور الأسعار وقادرة على إعادة بعثها من جديد.