شكّل موضوع تعزيز التعاون الطاقوي الذي توّج بالتوقيع على اتفاق حول رفع صادرات الغاز الجزائري نحو تونس محورَ أشغال جلسة العمل التي ترأسها أمس بتونس كل من وزير الطاقة والمناجم السيد شكيب خليل ونظيره التونسي السيد عفيف شلبي. واغتنم الوزيران الفرصة للإعلان عن إبرام اتفاق ثنائي حول مضاعفة كمية غاز البترول المميع المصدر لتونس من 150.000 طن/سنويا إلى نحو 300.000 طن/سنويا من أجل تغطية حاجيات تونس في هذا المجال. وصرح السيد شكيب خليل في هذا الصدد أنه "اتفاق مهم لكلا الطرفين" مؤكدا أنه "بالإضافة إلى هذا الاتفاق ستقوم سوناطراك بالمشاركة في تسهيل تخزين غاز البترول المميع بتونس". كما تطرق الطرفان إلى إمكانية تطوير التخزين الأرضي لغاز البترول المميع بتونس في المستقبل قصد إنشاء قاعدة تخزين هذه المادة الموجهة لتغطية حاجيات تونس والبلدان الأخرى لحوض البحر الأبيض المتوسط. وتحادث الطرفان من جهة أخرى بشأن تطوير استخراج الغاز الذي تم اكتشافه في تونس لا سيما طريقة تسويقه إضافة إلى تشكيل مجموعة عمل مكلفة بدراسة المسألة. وتمحورت الملفات الأخرى التي تم التطرق إليها حول تزويد المناطق الحدودية التونسية بالغاز الطبيعي انطلاقا من الجزائر وكذا مشروع الربط الكهربائي بين البلدين. وأردف السيد شكيب خليل قائلا "نأمل الشروع سنة 2009 في تحويل الكهرباء على خطوط ربط بسعة 400 كيلوفولط" مشيرا إلى أنه "بعد الربط الذي أنجز منذ أسابيع مع المغرب دخلت الآفاق المغاربية في مجال الكهرباء مرحلة التطبيق الميداني". وقد حظي وزير الطاقة والمناجم السيد شكيب خليل أمس باستقبال من طرف الوزير الأول التونسي السيد محمد الغنوشي الذي تطرق معه إلى التعاون الاقتصادي بين البلدين. وكان اللقاء فرصة للتطرق إلى مشاريع التعاون بين البلدين في المجال الطاقوي لاسيما الاتفاق الذي أبرم خلال هذه الزيارة الخاص بزيادة حجم الغاز المصدر إلى تونس حسبما أوضح وزير الطاقة. وأضاف الوزير أن الزيارة كانت أيضا فرصة للتطرق إلى الأزمة المالية الدولية وتأثيراتها المحتملة على اقتصادي البلدين وأيضا على السوق النفطية. وقد شرع السيد شكيب خليل يوم الخميس الماضي في زيارة عمل إلى تونس حيث شارك في الاحتفال بالذكرى ال25 لإنشاء شركة "ترانس تونيزيا بايب لاين كمبني"، وهي الهيئة المشرفة على تسيير واستغلال الجزء التونسي لأنبوب الغاز العابر للمتوسط. كما توجه السيد خليل الذي قاد وفدا يضم مسؤولين من وزارة الطاقة والمناجم وأخرين من مجمع سوناطراك إلى منطقة كاب بون الواقعة على الساحل الشرقي التونسي، حيث زار محطة الضغط بمدينة الهوارية. وحسب بطاقة فنية عرضت بهذه المناسبة فقد أنجزت محطة الهوارية عند نقطة انطلاق أنابيب الغاز البحرية لقناة صقلية وهي مجهزة بعشرة وحدات ضغط (بقدرة تصل إلى 210 بار). وقد كان أنبوب الغاز العابر للمتوسط الذي أشرف على إنجازه المجمع الإيطالي "إني" محل مشروع لزيادة قدراته لنقل الغاز بنسبة 25 بالمائة على مرحلتين بحيث ارتفعت قدراته من 27 مليار متر مكعب سنويا إلى 5ر33 مليار متر مكعب سنويا بعد دخول المشروع في العمل في شهر أكتوبر 2008. وقد انتهت المرحلة الأولى من رفع طاقة نقل الغاز بمقدار 2ر3 مليار متر مكعب سنويا شهر أفريل 2008 والمرحلة الثانية التي رفعت هذه الطاقة بمقدار 3ر3 مليار متر مكعب سنويا مطلع أكتوبر 2008 باستثمار فاق 500 مليون أورو. وتعتبر ترانس ميد منشأة تضم أنبوبي غاز طاقة أولاهما 12 مليار متر مكعب سنويا وقد دخل حيز العمل سنة 1983 وطاقة ثانيهما 27 مليار متر مكعب سنويا، وقد دخل حيز العمل سنة 1994. وتمت الإضافة أن أنبوبي الغاز وضعا بشكل متواز ويعبران التراب التونسي على مسافة تقدر ب370 كلم انطلاقا من وادي صفصاف على الحدود الجزائريةالتونسية وصولا إلى محطة الهوارية بمنطقة كاب بون على الساحل الشرقي التونسي، وتربط هذه الأخيرة بصقلية من خلال 5 خطوط بحرية مزودة بنهائيات امداد واستقبال. واعتبر السيد شكيب خليل أن هذه الانجاز الذي ينطلق من الصحراء الجزائرية ليعبر تونس وصولا إلى إيطاليا يكتسي بعدا خاصا إذ يشكل رابطا هاما يقرب ضفتي شمال المتوسط وجنوبه. وأكد السيد شكيب خليل خلال حفل الإحتفال بالذكرى ال25 لإنشاء الشركة التونسية لأنابيب نقل النفط أنه "من خلال ربطها بين قارتين فإن المنشأة تعد رمزا للمنفعة المتبادلة بين هذه البلدان بحيث تتمثل أحد أهدافها الهامة من دون شك في توجيه جهود الدول المعنية نحو نفس الهدف التنموي إلى جانب كونها عاملا للتقريب بين الجزائروتونس وإيطاليا". وأكد الوزير أن "حجم الغاز المسلم لزبائن سوناطراك من خلال أنبوب الغاز العابر للمتوسط يقدر إلى يومنا هذا بأكثر من 450 مليار متر مكعب". وبالإضافة إلى السيد شكيب خليل ونظيره التونسي السيد عفيف شلبي فقد جرى هذا الحفل بحضور نائب كاتبة الدولة الإيطالية للشؤون الخارجية السيدة ستيفانيا كراكسي وكذا إطارات من الشركات النفطية الجزائرية سوناطراك والإيطالية إيني والتونسية-الإيطالية سارغاز والشركتين التونسيتين إيتاب وسوتو.