بعثت الأمريكية جودي وليامس، المتحصلة على جائزة نوبل للسلام سنة 1997 ورئيسة الحملة الدولية لمكافحة استعمال الألغام المضادة للأفراد رسالة لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، نوّهت فيها بالتزام الجزائر وعملها في مجال مكافحة الألغام المضادة للأفراد. وسلّمت السيدة وليامس، هذه الرسالة لسفير الجزائر بفيينا خلال حفل نظم على هامش أشغال الندوة السنوية ال16 للدول الأعضاء في اتفاقية أوتاوا حول حظر استعمال الألغام المضادة للأفراد المنعقدة من 18 إلى 21 ديسمبر الجاري بفيينا، حيث حيّت وليامس، رئيس الجمهورية والحكومة الجزائرية على النتائج التي حققتها الجزائر باحترامها التام والكامل لالتزاماتها ضمن اتفاقية أوتاوا، معربة عن ارتياحها لاستكمال الجزائر لعمليات نزع الألغام وتطهير المناطق الملغمة الشاسعة وكذا التدمير الشامل في سبتمبر الفارط، للمخزون المتبقي من الألغام المضادة للأفراد. واستطردت نوبل للسلام تقول «يجب أن تكون التجربة الجزائرية في هذا المجال مثالا تقتدي به كل دول المنطقة والعالم. وتصادف الندوة السنوية التي ترأستها النمسا إحياء الذكرى ال20 للمصادقة على اتفاقية أوتاوا، حيث حيا المستشار الفيدرالي للنمسا سيباستيان كورز، من جهته الجزائر على احترام التزاماتها ضمن هذه الاتفاقية وكذا سريلانكا لانضمامها إلى المعاهدة. وقامت أغلبية الوفود بالتنويه بالجهود التي بذلتها الجزائر في مجال نزع وتدمير الألغام المضادة للأفراد، وحيته صفقت لها بحرارة عقب الخطاب الملقى خلال الندوة. وعلى هامش الندوة نظمت سفارة الجزائر بفيينا حدثا موازيا مخصص، لعرض التجربة الجزائرية بمشاركة شخصيات عالمية معروفة بالتزامها لصالح هذه القضية النبيلة على غرار أمير الأردن مرعد بن رعد الحسين، المبعوث الخاص لاتفاقية أوتاوا والأمريكية جودي وليامس، المتحصلة على جائزة نوبل لسنة 1997 والسفير توماس هاينوكزي رئيس الندوة ال16 والسيدة كاتلين لاواند مديرة نزع السلاح باللجنة الدولية للهلال الأحمر وكذا سفراء ومسؤولين سامين أمميين، نوّهوا جميعهم بالجزائر على إنجازاتها في هذا المجال. ورحبت هذه الشخصيات المرموقة بالنموذج الجزائري الذي وصفوه بالمثالي وذي قيمة أخلاقية عالية كون مفتاح نجاح الجزائر في حظر استعمال الألغام المضادة للأفراد، يكمن في اعتماد أهداف الاتفاقية بفضل الإرادة السياسية الصارمة للحكومة، فضلا عن العمل الدؤوب للجيش الوطني الشعبي وإشراك واع للمجتمع المدني الجزائري في هذا المسعى.