ستشرع مديرية البيئة لولاية الجزائر اعتبارا من نهاية هذه السنة بمعية مديرية الشؤون الدينية والأوقاف في توزيع كتيبات متخصصة على المساجد لتوعية المجتمع بأهمية حماية البيئة وضرورة اعتماد المسلم السلوك المتحضر المذكور في نصوص القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة. والعملية حسب إطار بالمديرية في تصريح ل "المساء" تهدف إلى الاستعانة بالأئمة في غرس الثقافة البيئية في أوساط المصلين، ويندرج البرنامج ضمن جملة من البرامج التي تم فيها إشراك مصالح التربية الوطنية وإدارة الغابات والكشافة الإسلامية بالإضافة إلى الجمعيات المتخصصة التي تعنى بحماية البيئة لغرس هذه الثقافة. وحسب محدثنا؛ فإن الاعتماد على غرس الثقافة البيئية في أوساط المجتمع يعد من أهم الركائز التي تعتمد عليها المصالح المختصة في الجزائر كغيرها من الدول التي تلتزم باحترام القوانين الخاصة بالبيئة ويتم في ذلك الاستعانة بمختلف الجهات التي تتعامل مع مختلف شرائح المجتمع منها مصالح التربية الوطنية والتي تم من خلالها في إطار التعاون مع مديرية التربية لولاية الجزائر إنشاء 126 ناديا أخضر على مستوى المدارس الابتدائية والثانويات بالعاصمة من مجموع 5 ألاف نادٍ مبرمج . وسيتم، حسب المصدر، الاستعانة بالمساجد لتكريس وغرس الثقافة البيئية في أوساط المجتمع، حيث بادرت الوزارة في هذا الإطار بوضع دليل للإمام سيتم توزيعه كمرحلة أولى أواخر السنة ويحوي الدليل الذي يضم 125 صفحة وهو من الحجم الصغير وبه أربعة محاور رئيسية تشمل التربية البيئية في الإسلام ودور الإمام في التربية البيئية والمجالات الكبرى للتربية البيئية بالإضافة إلى مجموعة دروس وخطب في التربية البيئية. وحسب محدثنا، فإن هذا المنتوج جاء بعد دراسة معمقة تم فيها تحديد الآيات القرآنية التي توضح علاقة الإسلام الحنيف بالسلوك اليومي للفرد لتوعيته بنظافة المحيط واقتصاد المياه. وتتمثل المرحلة الثانية في مجال التعاون مع مديرية الأوقاف للولاية إعلام هذه الجهة بكل النشاطات البيئية التي تقوم بها المديرية حتى يكون هناك تواصل بين الطرفين للوصول إلى تحقيق الأهداف المسطرة في مجال التحسيس. كما يتم العمل بالتعاون مع مديرية الغابات للولاية على تجسيد برنامج تحسيسي يرمي إلى ترسيخ ثقافة التشجير في الأوساط التعليمية تحت شعار شجرة لكل تلميذ. وتم في نفس الإطار إبرام اتفاقية بين مصالح البيئة للولاية والكشافة الإسلامية تنص على التعاون بين الطرفين في المجال البيئي من خلال إنشاء النوادي المتخصصة في مجال حماية البيئة ومكافحة التلوث وتنظيم عمليات التطوع لتنظيف الشوارع والشواطئ وهذا للوصول إلى تكريس مبدأ التطوع لحماية البيئة من جميع أشكال التلوث التي قد تطالها وتكثيف الجهود بين مختلف الأطراف المعنية بحماية البيئة والفاعلين في هذا المجال من جهة ومختلف فئات المجتمع الأخرى من جهة أخرى سيتم في نفس السياق تأطير وتكوين أكثر من 120 جامعيا في مجال المعارف الخاصة بالقانون البيئي وكيفية إنشاء النوادي الخضراء. ووضعت وزارة البيئة، حسب محدثنا، برنامجا سنويا واسعا من خلال المركز الوطني للتكوين البيئي يخص تكوين إطارات مختلف الجمعيات المحلية والإطارات العاملة بدور الشباب في مجال التربية البيئية فضلا عن الانطلاق في إدماج هذا النوع من التربية في الوسط المدرسي من خلال نشر كتب موجهة للمستوى الابتدائي والمتوسط والعملية التي هي الآن في المرحلة التجريبية يشرف عليها برنامج الأممالمتحدة للتنمية.