قالت الأستاذة سماح لعروسي مختصة في علم النفس، على هامش الندوة الصحفية التي نظمتها مؤسسة براءة لتطوير مهارات الطفل، تحت عنوان "ثقافة الحوار مع الطفل" بأن الحوار مع الاطفال له دور أساسي في تربيته تربية سليمة، بالنظر الى فوائده في التعامل مع تفكيره خلال مراحل نموه المختلفة" مشيرة الى أن "توجيه الأوامر يتسبب في زيادة عناد وغضب الطفل". يساعد الحوار على نشأة الأطفال نشأة سوية وصالحة بعيدا عن الانحراف الخلقي والسلوكي، لأنه يوجه سلوكه ويكسبه هويته الأخلاقية، فحوار الآباء مع أطفالهم يكسبهم المفاهيم والمبادئ الدينية التي تشكل الهوية الحقيقية لهم والتي تعكس الثقافة التربية السليمة للفرد. وحسب المختصة النفسية فإن غياب الحوار في جميع مراحل نمو الطفل منذ الصغر الى المرحلة الجامعية يؤدي إلى فقدان القدرة على مد جسور التواصل سواء مع الأولياء أو مع المحيط الخارجي بصفة عامة، فالحوار بين الطفل والمحيطين به يكسبه خبرات ويوسع مداركه الفكرية وينمي عقله ويساعده على التعلم كما انه يساهم في بناء شخصية الطفل كالشعور بالأمن والراحة النفسية، كما انه يعتبر وسيلة من وسائل الإقناع. من جهة أخرى، أوضحت المختصة أن الحوار قضية تعليمية متعددة الأوجه والآليات، لابد من معرفة أساليبها وأسرارها حتى تتم بالطريقة الصحيحة ولا تجعل الطفل يتفادى ذلك النوع من الأحاديث مع الأبوين أو يستخف بها، مشيرة إلى أن الأب والأم كلاهما له دور في القيام بذلك، على أن تتم أيضا فيما بينهما بطريقة صحيحة، فمثلا إذا كان الأولياء يحلون مشاكلهم بالخصام والصراخ دون الحوار والتفاهم بهدوء سوف يصعب أيضا على الطفل تعلم ذلك، لأنه دائما ما يقتدي بأوليائه وبالنسبة له كل سلوك لديهم هو الصحيح أو المسموح، وهذا يجعله يتعامل وفق ذلك، وعليه من الضروري إبعاد الطفل عن الأجواء المكهربة والمتوترة حتى يقتنع أن ذلك هو السبيل الوحيد في التعامل مع الأسرة ومع المحيطين به. يعد الحوار عملية تربوية لتثبيت وإنضاج المفاهيم الأخلاقية لدى الطفل الذي يكون في مرحلة من العمر تقول المختصة النفسية وتوضح"حيث يكتسب معارف جديدة ليس لديه أخرى للمقارنة بينها وبين ما يأتيه من جديد،لذا يكون بمثابة الأرض الخصبة التي يمكن غرس فيها ثمار جيدة، حتى تنمو معه. ❊نور الهدى بوطيبة