تُعتبر المكتبة الرئيسة للمطالعة العمومية بولاية تبسة، مؤسسة عمومية نشطة، تسعى دوما لاستغلال أوقات فراغ أطفال المدارس للقيام بنشاطات متميزة ومحفّزة، ناهيك عن أهدافها ونشاطاتها المتنوعة التي تقوم بها ومهامها الرئيسة، المتمثلة في وضع مختلف الأرصدة الوثائقية تحت تصرف المستعملين؛ من طلاب وأطفال مدارس وباحثين جامعيين وهواة مطالعة. المكتبة تضع خدماتها كمؤسسة مكتبية للمطالعة العمومية، تحت تصرف الشرائح الاجتماعية المختلفة، مع السهر على تخصيص فضاء لملء احتياجات الطفل وتشجيع إبداعه وتوفير فضاء لائق للدراسة والتحصيل والدرس، مع التركيز على مهمة التحضير للامتحانات وتسهيل تطوير الكفاءات الأولية لاستعمال الحاسوب واكتساب تقنيات الإعلام الآلي. كما توفر المكتبة الوسائل التي تسمح لكل الأشخاص في الولاية، بالمطالعة العمومية، بالإضافة إلى العمل على ترقية الآفاق المعرفية والثقافية؛ من خلال بعض النشاطات الثقافية، آخرها كانت نشاطات العطلة الشتوية، والمتمثلة في ورشة الرسم بعنوان "عالمنا الأخضر" الموجهة خصيصا لفئة الأطفال، لتحفيزهم وتشجيعهم على الاعتناء بالمحيط والمحافظة على البيئة، وكانت تحت إشراف وتأطير الفنان التشكيلي جمال جفال والكاتب والفنان التشكيلي الصيد حفناوي. تحرص المكتبة العمومية بجميع ملحقاتها عبر تراب الولاية دوما، على إحياء المناسبات والاحتفالات الوطنية خاصة المتعلقة بالثورة التحريرية الكبرى والمآثر البطولية والتاريخية؛ من خلال تنظيم مسابقات ثقافية لكل الأطوار التعليمية حول محطات تاريخ الجزائر، مع الإشراف على تلوين جداريات بين المتنافسين، إضافة إلى إقامة معارض للكتاب وأخرى للصور الفوتوغرافية عن الشهداء وتكريم المتسابقين بشهادات تشجيعية. كما قامت ملحقة المكتبة الرئيسة للمطالعة العمومية بسكانسكا التابعة للمكتبة العمومية المركزية بالولاية، بتنظيم ندوة أدبية تحت عنوان "قراءة في كتاب"، عُرف خلالها الكاتب والروائي المتميز رزاق طواهرية بكتابه "شياطين بانكوك"، حيث ركز في محاضرته على شرح أو إبراز جوانب عالم الجريمة الإلكترونية، وخاض في تفاصيلها الدقيقة مع ذكر وقائع ومعلومات وخبايا هذا العالم، وتحدّث عن لعبة "الحوت الأزرق"، وهي الظاهرة الغريبة عن مجتمعنا وعن أطفالنا التي أثارت الرعب في أوساط مختلف شرائح المجتمع المدني، حيث تمت مناقشة الكتاب وطرح أسئلة قيّمة حول كيفية الحفاظ على أطفالنا من أخطار النت. من جهة أخرى، تم اختيار كاتب وفنان تشكيلي للإشراف على ورشة التلوين التي أنجزها وشارك فيها أطفال المدارس، نظرا لارتباط موضوع البيئة وموضوع المسابقة بالتذكير بقصص ونصوص البيئة المقررة في البرنامج الدراسي، وربطها بموضوع الرسم الذي يحتاج إلى ضرورة وجود فنان تشكيلي وكاتب، ليتم تحضير وتنفيذ عمل الورشة على أحسن المستويات البيداغوجية لوضع الرسومات وتنفيذها باحترام مقاييس وتقنيات الرسم والتلوين معاً. وقد أبدع الأطفال في رسوماتهم، فكانت تنمّ عن ثقافة كبيرة ودراية بموضوع الحفاظ على البيئة، والتي أبرزت مواهب أطفال المدارس في اختيار اللون ورسم موضع البيئة بأشكال مختلفة وأساليب متميزة جدا. وتَقرّر بعد انتهاء ورشة الرسم جمع الرسومات وطبع رزنامة جديدة لسنة 2018 تحمل كل رسوم الأطفال بالمناسبة، كتخليد وتذكير بأهمية المحافظة على البيئة والمحيط من كل الأخطار المحدقة بها. ويندرج هذا النشاط ضمن نشاطات العطلة الشتوية التي تنظمها المكتبة الرئيسة للمطالعة العمومية كل سنة، كتفعيل ورشة تعلم تقنيات التلخيص والتقليص الموجهة أساسا للأطفال وعملية إقامة مسابقات لأفضل تلخيص قصة، وإقامة ورشات تحويل قصة إلى مسرحية وغيرها من النشاطات العديدة، الرامية إلى تفعيل ذكاء الطفل وتنمية مواهبه وقدراته الإبداعية. كما سطرت المكتبة الرئيسة للمطالعة العمومية لولاية تبسة، برنامجا ثقافيا وتربويا متميزا تعلق بالقراءة والكتاب والترفيه، وتنظيم مسابقات ثقافية، ورصد جوائز قيّمة في آخر كل عرض خلال الفترة الممتدة من 24 12 2017 إلى غاية 06 01 2018، بما فيها عروض فنية من تقديم جمعية ولاء للمسرح والفنون الثقافية بتبسة والتعاونية الثقافية للفنون الدرامية عين البيضاء. ❊نجية بلغيث