شهدت كلّ ولايات الوطن، أوّل أمس، تنظيم طبعة 2015 لمهرجان "قراءة في احتفال"، إذ أضحى عرفا محمودا ينتظره الأطفال وأولياؤهم للنهل من المعرفة والأنشطة الفكرية المسلية، وربما لتدارك التأخّر في التحصيل بسبب سلسلة الإضرابات التي طالتهم مؤخرا، وفرصة كذلك لضخ نفس جديد للإقبال على حياة دراسية مشرقة. توافد الأطفال بقوّة على المهرجان الذي ينظم لأوّل مرة بشكل شامل عبر القطر الوطني، وتزامن هذه المرة مع العطلة الربيعية. وافتتحت بدار الثقافة لولاية سكيكدة التظاهرة في أجواء احتفالية وتقديم استعراضات فنية مختلفة لفرق فلكلورية وأخرى بهلوانية، إضافة إلى ألعاب الخفة التي شدّت إليها أنظار الأطفال الذين ازدحم بهم الرصيف المحاذي لدار الثقافة. وانطلقت التظاهرة بافتتاح العديد من الورشات، منها ورشة المسرح من خلال تكوين حول كيفية تجسيد عمل مسرحي انطلاقا من كتاب يقوم بتأطيرها الأستاذ والمسرحي رابح قنون والفنان كمال بيلق، وكذا ورشة الفنون التشكيلية التي ستقدّم للأطفال كيفية تجسيد الألوان من نص مقروء تؤطّرها الفنانة طمين زهية و ورشة الرسم و ورشة الكتابة المؤطرة من قبل القاصتين سعاد بوقوس وبهلول نورة. كما افتتح على مستوى البهو الرئيسي لدار الثقافة، الصالون الوطني الثاني عشر للكتاب بمشاركة 22 دار نشر وطنية. ويشمل برنامج "قراءة في احتفال"، حسب عبد العالي قوديد، مدير الثقافة لولاية سكيكدة ل«المساء"، العديد من بلديات الولاية كالقل، بن عزوز، قنواع، عزابة، السبت، أولاد أحبابة، أولاد أعطية، الحدائق، وادي الزهور، صالح بوالشعور، أم الطوب، أمجاز الدشيش، عين الزويت وعين قشرة، وتتضمّن التظاهرة تنظيم عروض مسرحية للأطفال بمشاركة فرق هاوية ومحترفة من ولايات أدرار، سطيف، أم البواقي، جيجلوسكيكدة، إضافة إلى المسرح الجهوي لتيزي وزو الذي سيشارك بمسرحية "نور بارق" وكذا قراءات شعرية وقصصية للأطفال وورشات في الرسم وألعاب الخفة ومسابقات ثقافية وعروض بهلوانية ومعرض للكتاب وأخرى لمنتجات ورشات المهرجان في الكتابة والمسرح والفن التشكيلي، كما سيقوم كُتّاب ولاية سكيكدة ببيع بالإهداء لأهمّ مؤلّفاتهم الأدبية. ولإعطاء التظاهرة بعدها الثقافي الهادف، سطّرت مديرية الثقافة للولاية برنامجا يتمثّل في تقديم مداخلات، الأولى عنوانها "القراءة بين الواقع والآفاق"، يقدّمها الأستاذ بوالدقم نور الدين، والثانية حول "مدى فعالية القراءة في التكوين العقلي والنفسي للطفل" تلقيها الأستاذة بودخانة آسيا، وسيتم تقديمها على مستوى بلديتي تمالوس وكركرة، إضافة إلى قراءات شعرية مع علي هدام ورابح ظريف وأحسن دواس وعاشور بوكلوة ومسعود حذيبي والشاعرة صورية اينال وصحراوي إيمان، إضافة إلى قراءات للأطفال مع القاصتين دنيازاد بوراس وفريدة بولبنان. وحملت الطبعة جديدها من خلال تقديم عرض مسرحي بدار الطفولة المسعفة لسكيكدة وعروض الخفة مع تعاونية "تافتيكا" للعلمة على مستوى كل من مستشفى سكيكدة وعزابة والقل ودار المسنين بحي عيسى بوكرمة. في نفس السياق، عاشت مدينة وهران، أول أمس، انطلاق الطبعة الخامسة للمهرجان بمديرية الثقافة للولاية، بمشاركة العديد من الجمعيات الثقافية وسط ديكور رائع صنعته البراءة من خلال مختلف النشاطات التي شارك فيها الأطفال. وتهدف هذه التظاهرة الثقافية، حسب محافظة المهرجان ومديرة الثقافة السيدة ربيعة موساوي، إلى تشجيع الأطفال على المطالعة وغرس حب الكتاب في قلوبهم، مشيرة إلى الجهود المبذولة من قبل القطاع بغرض تطوير شبكة المكتبات العمومية المخصّصة للمطالعة المتواجدة عبر بلديات الولاية وبعث مكتبات متنقلة تسعى إلى تقريب الكتاب من القارئ، خاصة بالمناطق النائية. ويتضمّن برنامج المهرجان عددا من النشاطات افتتحت بتنظيم ورشات للرسم والقراءة والأشغال اليدوية والكتابة والخط العربي وورشة المطالعة.. وستختتم باختيار أحسن المواهب المشاركة التي ستتوج بجوائز تحفيزية حسب المتحدثة. وسيكون لأطفال بلديات وهران الذين يصعب عليهم التنقّل لحضور التظاهرة نصيب من النشاطات المقترحة من قبل المنظمين من خلال المكتبة المتنقلة التي ستجوب عددا من بلديات الولاية على غرار بلديات وادي تليلات، مسرغين، مرسى الحجاج، قديل، أرزيو، حاسي مفسوخ، وذلك إلى غاية الثاني من شهر أفريل المقبل، تكون مرفقة بقافلة النشاط الهادف التي تحوي عروض العرائس والمهرجين وألعاب الخفة والحكواتي ومسابقة "أنا أسأل والطفل يجيب" مع تقديم جوائز تشجيعية وعروض لأفلام كرتونية. من جهتها، استقبلت ولاية المسيلة، أوّل أمس، الطبعة الخامسة لمهرجان "قراءة في احتفال" بدار الثقافة "قنفود الحملاوي"، بتنظيم نشاطات متميّزة محورها الذكرى الستين لاندلاع ثورة نوفمبر، من خلال اعتماد برامج الكتاب المفتوح الذي يتضمّن زيارات ميدانية إلى المواقع التاريخية لفائدة المتمدرسين، إضافة إلى مسابقة "الصحفي الصغير" والتي تهدف إلى تشجيع القراءة والتلخيص الهادف. وأكّد إبراهيم بن عبد الرحمان، مدير الثقافة لولاية المسيلة على هامش افتتاح التظاهرة، أنّ المهرجان أصبح تقليدا ثقافيا وفكريا دأبت المديرية على تنظيمه وأنه يدخل ضمن الإستراتيجية التي رسمتها وزارة الثقافة لإعادة إحياء وبعث وتشجيع القراءة والمطالعة وتقريب الفضاءات الثقافية من المواطن واستغلال جميع المرافق الثقافية، من خلال خلق نشاطات تمكّن من استقطاب الأطفال والشباب، وكذلك ضمن المنهج العلمي المسطّر لخلق جيل قارئ. وأشار المصدر إلى أنّ المهرجان في طبعته الخامسة سيعرف تقديم نشاطات تتميّز بالجودة والنوعية من خلال الاستجابة لمختلف تطلّعات روّاد الفضاءات الثقافية بالولاية وكذا العمل على ترقية الفعل الثقافي، حيث سيتم تقديم العديد من الأنشطة كإقامة ندوات تاريخية وثقافية وفكرية ومعارض عديدة على غرار الصالون الوطني للكتاب وصالون الخط العربي وعروض مسرحية وورشات ومسابقات متنوعة لفائدة ذوي الاحتياجات الخاصة والأطفال في المستشفيات وتلاميذ المدارس، وهي الأنشطة التي ستمس 12 بلدية عبر المكتبات ومختلف الفضاءات الثقافية.