مازالت مدينة سكيكدة وما جاورها، تعيش على وقع التسربات المائية التي تحدت مسؤولي وحدة سكيكدة للجزائرية للمياه، بدليل استمرار الظاهرة بشكل ملفت ومقلقل خاصة في العديد من أحياء سكيكدة القديمة والجديدة، حيث لا يمر يوم إلا ويسجل أكثر من تسرّب في الحي الواحد، وما زاد الطين بلّة، أن عملية إصلاح الأعطاب لا تتم إلا بعد هدر كميات كبيرة من المياه ولأيام، وقد وقفت «المساء» على الأمر بأحياء نهج هواري بومدين والإخوة بوحجة وممرات 20 أوت 55، وحي 20 أوت 55، وصالح بوالكروة، وحي عيسى بوكرمة وغيرها. بغض النظر عن الأسباب التي تقف وراء هذه الظاهرة، أمام عجز القائمين على قطاع الماء بسكيكدة على التحكم فيها، فإنّ أسئلة تبقى تُطرح بالخصوص، وأن والي سكيكدة السابق السيد محمد حجار، أمر خلال اجتماع عقد خلال شهر مارس 2017، وتمحور جدول أعماله حول فحص ودراسة وضعية قطاع الموارد المائية بالولاية، فيما يتعلق بالتوزيع الدائم والمنتظم للمياه الصالحة للشرب، على ضرورة إعداد مخطط تدخل استعجالي لمواجهة ظاهرة التسربات المائية بإقليم الولاية، ملحا على ضرورة تدخل الجهات الوصية للمؤسسة الجزائرية للمياه، قصد تدعيم وحدة سكيكدة بكل التجهيزات الضرورية والعتاد اللازم، لاسيما الموارد البشرية لمواجهة أي طارئ، ومنه التدخل لإصلاح التسربات في وقتها، لكن رغم ذلك، فإن الأمور بقيت على حالها والدليل استمرار التسربات المائية واستمرار هدر الثروة المائية. للإشارة، سبق أن قامت وحدة سكيكدة للجزائرية للمياه، منذ أكثر من خمس سنوات، وعلى عاتقها، بإصلاح مجري وادي القصب ببلدية فلفلة على طول 80 مترا، يزود نفس البلدية بالمياه الصالحة للشرب، مع التغلب على ظاهرة التسربات الحاصلة مباشرة بعد الانتهاء من مشروع إعادة تجديد كل الشبكات الكائنة بكل من بلديات فلفلة وحمادي كرومة والحدائق وسكيكدة، وهي العملية التي رصد لها خلال تلك الفترة مبلغ مالي إجمالي قدره 9 ملايير دج، بعد اتفاق بين الجزائرية للمياه ومديرية الموارد المائية للولاية، ناهيك عن البرنامج التنموي الذي خصص له غلاف مالي خلال تلك الفترة قدّر ب900 مليار سنتيم، لتجديد شبكات التوزيع، والتحويل من السدود لتحسين الخدمة العمومية، وضمان توزيع المياه على مدار 24 ساعة، لكن رغم كل تلك الأموال التي رصدت، سواء في إطار المخطط الخماسي الأخير، أو في إطار مختلف المخططات البلدية للتنمية، وميزانية الولاية، وميزانية البلدية، وصندوق التضامن المحلي بين البلديات، فإنّ ظاهرة التسربات المائية تبقى أمرا مفروضا وواقعا يتطلب الصرامة والنجاعة في القضاء على هذه الأخيرة، خصوصا أنها تتسبب في هدر كميات كبيرة من المياه الصالحة للشرب. بوجمعة ذيب