كشفت الفنانة سعاد عسلة ببشار، أن أول ألبوم تنتجه فرقة «لمة» الموسيقية سيكون ابتداء من اليوم، في أسواق الجزائر، وهو عمل مخصص بشكل كامل للأغاني والموسيقى النسوية لمنطقة الساورة، ذكرت أنه بمثابة ثمرة أبحاث في عمق التراث الغنائي والموسيقى النسوية في هذه المنطقة من جنوب غرب البلاد. قامت بعملية البحث عن أعضاء الفرقة ال 11 التي تشكل فرقة «لمة»، ومن بينهن أيقونة موسيقى الديوان حسناء البشارية، وهو فعل فني يروم المحافظة واستدامة جزء هام من التقاليد الفنية النسوية العريقة للساورة، التي تمكنت هذه الفرقة الفنية والثقافية من تجسيده. وذكرت الفنانة عسلة أن هذا الألبوم الأول الذي يأتي بعد أكثر من ثلاث سنوات من الجهود بإقامة فنية بتاغيت من إنتاج الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة الذي وضع في 2017 بمتناول فرقة «لمة» وسائل تقنية ضرورية لإنجاز مختلف مراحل ستة عشر (16) مقطعا غنائيا وموسيقى نسائية من هذه المنطقة. هذه التحفة الفنية التي تحمل أيضا عنوان «لمة» تحتوي على متغيرات غنائية نسوية من طبوع « تواصل»، نوع غنائي محلي وموسيقى «الملحون» و»زفاني»، وهو غناء خاص بنساء الساورة، «والديوان « و»الحضرة» والحيدوس»، وهي مقاطع غنائية تسترجع ذوق عشاقها مع استعمال آلة الموسيقى «القومبري» الذي تشتهر بالعزف عليه حسناء البشارية، حيث تتضمن هذه المقاطع الغنائية العديد من الأصوات النسائية، من بينها صوت سعاد عسلة، تلك الطاقة الفنية المعترف بها في أوساط عشاقها سواء داخل الوطن أو خارجه. هذه الفنانة التي تتنقل بين باريس (فرنسا) والجزائر، كانت ضمن جمعية محلية نسائية لإحياء الطابع التراثي، حيث ساهمت بحيوية كبيرة في تسجيل هذا الألبوم الذي يأتي في سياق الجهود المبذولة للمحافظة على التراث الشعري والموسيقي للساورة، من قبل أعضاء فرقة «لمة» والديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة. ميزت كلمات 16 أغنية التي يحملها هذا العمل الغنائي العديد من أجيال النساء والرجال بالساورة، تضمنت نصوصا رائعة تثمن الحياة الجماعية، والرعاية والتضامن وحب الجار، ومحبة الله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم). «ينتظر أن يساهم هذا الألبوم الغنائي لفرقة «لمة» في تعزيز أعمال البحث حول التراث الغنائي النسوي لمنطقة الساورة، كما سيساهم في المحافظة عليه وإلى الأبد من فقدانه»، حسبما ذكر العديد من الباحثين المحليين المختصين في التراث الثقافي والموسيقي. يؤكد هذا الألبوم الغنائي الذي يعتبر أكثر رمزية، مرة أخرى، أن العمل الجماعي في الجمع والتسجيل الذي قامت به النساء عضوات هذه الفرقة الفنية، دليل على المساهمة الفعالة للنساء في استدامة جزء من التقاليد الموسيقية لمنطقة الجنوب الغربي من الوطن. «هذا التراث الشعري والموسيقي لنساء الساورة الذي يتضمن عدة خصوصيات ومتغيرات، ويتغنى بها في الأعراس وغيرها من المسرات والمناسبات التقليدية، تسرد كذلك جزءا من التاريخ الاجتماعي والثقافي لهذه المنطقة من الوطن». قالت سعاد عسلة بأن «المسعى الذي أبتغيه مع فرقتنا لمة، وكان إنشاؤها بفضل مساعدة السيدة بوغازي ربيعة وجمعيتها النسوية الثقافية لإحياء الطابع التراثي، حيث ساهمت معنا في الكثير من الأنشطة والمنجزات في مجال المحافظة على التراث الثقافي لولاية بشار، يتمثل في التثمين الفني لهذا التراث، معربة عن أملها في أن يحقق هذا الألبوم الغنائي الأول «نجاحا كبيرا». ❊ د.م/ و.ا