كشف الدكتور أحمد زياري من مديرية الصحة والسكان لولاية سكيكدة، أنّ الولاية قد سجّلت خلال السنة الفارطة، 1418 حالة إصابة بالسرطان، وما يعادل 11863 حصة كيماوية، فيما بلغت القيمة المالية للتكفل بالمصابين على مستوى كل من المؤسسة الاستشفائية عبد الرزاق بوحارة بسكيكدة، ومحمد دندن بعزابة خلال نفس السنة، أكثر من 50 مليار سنتيم، كما تمّ إجراء أكثر من 584 عملية جراحية تخص الأمراض السرطانية. حسبما جاء في المداخلة التي قدّمها الدكتور أحمد زياري، أمس، خلال أشغال اليوم الدراسي العلمي التحسيسي حول السرطان الذي احتضنته كلية البيولوجيا بجامعة 20 أوت 55، فإنّه، وفي إطار تطبيق البرنامج الوطني لمحاربة السرطان، قامت مديرية الصحة والسكان للولاية، بوضع برنامج ثري ومتكامل تم من خلاله وضع السجل الولائي للسرطان، كما تمّ إنشاء وحدتين للتكفل بمرضى السرطان من جانب العلاج الكيماوي، إضافة إلى إنشاء 6 خلايا للاتصال والتوجيه، زيادة على مصلحة علم الأمراض وأخرى لمعالج الإقلاع عن الإدمان. من جهته، أشار السيد بوعجار، مدير المؤسسة الاستشفائية عبد الرزاق بوحارة، إلى أنّ التكلفة المالية لعلاج مرضى السرطان خلال السنة الأخيرة، قد كلّف مؤسسته ما قيمته 30 مليار سنتيم، موضحا خلال العرض الذي قدّمه حول نشاط المؤسسة، فيما يخص التكفل بمرضى السرطان، أن هذه الأخيرة قد استقبلت خلال نفس السنة 506 مرضى بالسرطان، منهم 214 خضعوا لعمليات جراحية. أما الدكتور عيساني محمد الطاهر، وبعد أن أشار إلى أنّ الجزائر تسجل سنويا ما يعادل 50 ألف حالة جديدة من السرطانات تتسبب في حوالي 20 ألف حالة وفاة، اعتبر أن الوقاية أكثر من أساسية لاسيما فيما يخص التغذية والاعتماد على الوقاية البيئية خاصة تجنب أشعة الشمس والامتناع عن استهلاك الكحول وتعاطي المخدرات وممارسة النشاط الرياضي، مشددا على أهمية الكشف المبكر للسرطانات الشائعة، كسرطان الثدي، عنق الرحم، سرطان القلون، كما تمثل منهجية مكافحة الأمراض المعدية عن طريق التلقيح والتكفل الطبي والمتابعة المستمرة كما قال من المحاور الأساسية في العلاج خاصة إلتهابات الكبد المزمن والإصابات الفيروسية الحبيبية وفيروس السيدا. وفيما يخص البعد البسيكولوجي في مكافحة مرضى السرطان، أكّد الدكتور علاوة ابن ضيف المختص في علم النفس، على أهمية الكشف المسبق والتشخيص المبكر من أجل ضمان مكافحة ناجعة لمرض السرطان كما هو معمول به في الدول المتقدمة والذي يبقى عندنا ضعيفا لعدة أسباب منها ما هو تنظيمي ومنها ما يعود لبعض التصورات والعناصر البسيكولوجية التي تتمثل في الخوف غير المنطقي من هذا المرض وأيضا بسبب بعض العقليات والمعتقدات التقليدية وفي بعض الممارسات غير المنطقية كاللجوء إلى الشعوذة وإلى التداوي بالأعشاب، مشدّدا على أهمية المرافقة النفسية في العلاج، لأن المرض كما قال هو مرض عضوي، وثانيا اضطراب نفسي، وثالثا اضطراب اجتماعي، مؤكدا أن أي معالجة لمرض مزمن لا تولي فيه الأهمية لتلك الأبعاد الثلاثة، فإن العلاج لن يكتب له النجاح. للإشارة، فإن اليوم الدراسي العلمي التحسيسي حول السرطان الذي احتضنته كلية البيولوجيا بجامعة سكيكدة قامت بتنظيمه المؤسسة الاستشفائية عبد الرزاق بوحارة، بالتنسيق مع جامعة سكيكدة والنادي العلمي «البيولوجيا للحياة» والذي تم الإعلان عن تأسيسه أمس، من قبل الطالبة مرجة شيماء.