تُعقد الدورة الخامسة للحوار الاستراتيجي بين الجزائر والولايات المتحدةالأمريكية حول قضايا الأمن ومكافحة الإرهاب، خلال شهر جوان المقبل بالجزائر، وفق ما تم الاتفاق عليه خلال المحادثات التي جمعت أمس وزير الشؤون الخارجية السيد عبد القادر مساهل والمنسقة الرئيسة المساعدة لكتابة الدولة الأمريكية في مجال مكافحة الإرهاب السيدة ألينا رومانفسكي. وذكر بيان لوزارة الشؤون الخارجية أن المحادثات التي جمعت المسؤولين سمحت بتبادل واسع لوجهات النظر حول وضعية التعاون الثنائي في مجال مكافحة الإرهاب وحول الوضع الأمني بالمنطقة، لاسيما مسألة عودة المقاتلين الإرهابيين الأجانب والتهديدات التي يمثلونها على الأمن الإقليمي والدولي. في هذا الصدد، أعربت السيدة رومانوفسكي عن الاهتمام الذي يوليه بلدها لتطوير تبادل الخبرات أكثر، وتعزيز التعاون بين البلدين، لاسيما في مجال التصدي للتطرف وتدعيم الأعمال الرامية إلى تجفيف مصادر تمويل الإرهاب المتعددة. من جهته، أبرز السيد مساهل الجهود التي تبذلها الجزائر بصفتها منسق إفريقيا للوقاية من التطرف ومكافحة الإرهاب على مستوى القارة، حيث أشار إلى انعقاد ندوة دولية في أفريل القادم بالجزائر، حول تدعيم المكافحة الدولية لتمويل الإرهاب، موضحا أن هذه الندوة ستنظم في إطار المنتدى الشامل حول مكافحة الإرهاب بالتنسيق مع الاتحاد الإفريقي. للإشارة، عقد أول حوار استراتيجي بين الجزائر والولايات المتحدةالأمريكية سنة 2012 غداة عقد الدورة الخامسة للحوار العسكري المشترك الجزائري الأمريكي. ويؤطر الحوار الجزائري - الأمريكي الاستراتيجي العلاقات الثنائية بطريقة شاملة ومنسقة، إذ يشمل الطاقة والاقتصاد والأمن والشؤون الثقافية والاجتماعية، فضلا عن مراجعة مسار التعاون بالنظر إلى الفرص الموجودة على المستوى الاقتصادي، ومنها تلك المتاحة للمؤسسات الأمريكية في السوق الجزائرية، والمرتكزة أساسا على المشروعات المهيكلة والبنى الأساسية. كما استقبلت السيدة ألينا رومانوفسكي من قبل المدير العام للأمن الوطني، اللواء عبد الغني هامل، حيث استعرض الجانبان مستوى العلاقات المتميزة بين البلدين، لاسيما في مجال إرساء أسس تعاون دولي أمني متكامل وسبل تعزيزه، من خلال دعم مجالات تبادل التجارب والخبرات في مجال التكوين المتخصص، استعمال التكنولوجيات الحديثة في العمل الشرطي لتطوير الأداء ومواجهة التحديات الأمنية، كالجريمة المنظمة والعابرة للحدود. وبالمناسبة، أكد اللواء عبد الغني هامل أن التحديات الأمنية المشتركة تفرض توفير استجابة موحدة وشاملة لمختلف أشكال الإجرام على الصعيدين الدولي والإقليمي، من خلال تطوير ميادين التعاون وترقية تبادل الخبرات والممارسات الحسنة، فيما أشادت السيدة ألينا رومانوفسكي من جهتها باحترافية الشرطة الجزائرية ودورها الأساسي على المستوى الإقليمي والدولي، كما أكدت على أهمية تطوير ميادين التعاون بين شرطة البلدين، مواكبة للتطورات والمستجدات الحاصلة في مجال الجريمة وسبل مجابهتها.