كشف مدير الوقاية وترقية الصحة بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات الدكتور جمال فورار، عن تسجيل 1263 حالة إصابة بفيروس البوحمرون بولايتي الواديوورقلة، فيما أكد والي الوادي عبد القادر بن سعد وفاة أربع حالات على مستوى الولاية التي تحصي 588 إصابة بهذا الداء عبر 22 بلدية، وذلك بسبب عزوف الأولياء عن تلقيح أبنائهم العام الفارط. وأوضح الدكتور فورار، في تصريح لوكالة الأنباء أمس، أن النسبة الكبيرة من حالات الإصابة بفيروس البوحمرون سجلت على مستوى مدينة الوادي، حيث توفي 3 أطفال رضع وكهل يبلغ من العمر 50 سنة، فيما شهدت ولاية ورقلة وفاة شخص يبلغ من العمر 26 سنة. وحسب نفس المسؤول، فقد تم تلقيح 43 ألف طفل تتراوح أعمارهم بين 6 و 14 سنة بولاية ورقلة و39 ألف آخرين بولاية الوادي، مشيرا إلى أن العملية متواصلة من أجل تلقيح أكبر عدد ممكن من الأطفال الذين لم يتلقوا اللقاح خلال حملتي مارس 2017 وجانفي 2018. وإذ ذكر المدير المركزي للوقاية وترقية الصحة بأن الوزارة أوفدت مجموعة من المختصين إلى هاتين الولايتين بغية تقديم الدعم اللازم وتفادي وضعية وبائية خطيرة، أرجع أسباب ظهور هذه الحالات من الحصبة إلى عزوف المواطنين عن تلقيح أبنائهم خلال الحملتين المذكورتين، لافتا إلى أن تسجيل 5 حالات بمنطقة معينة يعتبر بمثابة "حالة طوارئ بالنسبة للسلطات العمومية". ودعا المتحدث بالمناسبة المواطنين الذين تخلفوا عن المواعيد السابقة للتلقيح للتوجه إلى مؤسسات الصحة الجوارية لتلقيح أبنائهم، مذكرا بأن الدولة التي تبذل جهودا معتبرا من أجل ضمان سلامة المواطنين، رصدت في إطار البرنامج المكمل للرزنامة الوطنية للقاحات الأطفال ضد الحصبة والحصبة الألمانية غلافا ماليا يقدر ب6 ملايين أورو من أجل القضاء نهائيا على هذين الفيروسين. وعبّر الدكتور فورار عن ارتياحه لقضاء الجزائر على وباء الشلل خلال السنوات الماضية و«التيتانوس" لدى الأطفال حديثي الولادة، وذلك باعتراف المنظمة العالمية للصحة، مبرزا سعيها في إطار ذات الديناميكية للقضاء على الحصبة والحصبة الألمانية. في سياق متصل، أوضح والي الوادي عبد القادر بن سعد في حديث للإذاعة الوطنية أن عدد الوفيات المسجلة بالولاية 4 وليس 9، منها 3 حالات غير متعلقة بداء الحصبة، مشيرا إلى أن أغلب الإصابات انتقلت إلى ولاية الوادي من الولايات المجاورة ويعود أغلبها لعدم تلقيح أصحابها العام الماضي. وأكد الوالي أن المصالح الصحية تقوم بواجبها على أكمل وجه من خلال المراكز الصحية الثابتة وكذا المتنقلة في كل أرجاء الولاية، حرصا على التقرب من البدو الرحل في القريب العاجل. من جهته، طمأن مدير الصحة لولاية الوادي، علي ايتيم المواطنين بالتحكم في الموضوع والتكفل بكل الحالات التي وصل عددها إلى غاية أول أمس، السبت 588 حالة، منها 8 حالات من خارج الولاية، مؤكدا بدوره تسجيل مصالحه وفاة أربع حالات. وأوضح نفس المسؤول أنه منذ ظهور أولى الحالات في 24 جانفي الفارط، تم إنشاء لجنة لمتابعة الوضع على مستوى المديريات الفرعية للصحة بالولاية قصد تحديد الوضعية الوبائية، بعد تأكيد الخمس حالات الأولى من طرف معهد باستور، مع اعتبار كل الحالات المشكوك فيها مؤكدة. يذكر أن حملة التلقيح التي نظمت بالتنسيق بين وزارتي التربية الوطنية والصحة والسكان وإصلاح المستشفيات داخل المؤسسات التربوية خلال مارس 2017 واستهدف حوالي 7 ملايين طفل تتراوح أعمارهم بين 6 و14 سنة، لم تلق استجابة واسعة من طرف أولياء التلاميذ بسبب الضجة الإعلامية التي أحدثتها بعض الأوساط حول سلامة اللقاحات ومنبع استيرادها. واحتراما للبرنامج الوطني للقاحات الأطفال، اضطرت وزارة الصحة إلى تنظيم حملة استدراك بين 25 ديسمبر 2017 و7 جانفي 2018 بمؤسسات الصحة، غير أنها لم تمس سوى 45 بالمائة من الأطفال المستهدفين.