انطلقت أوّل أمس، فعاليات أسبوع الفن الكوريغرافي الذي تشرف على تنظيمه التعاونية الثقافية والفنية "الهيئة" بأستوديو "سيلفيد" برياض الفتح إلى غاية الرابع من الشهر الجاري. يهدف هذا الأسبوع الثقافي الذي يعنى بالفن الكوريغرافي حسب ما أفاد به السيد "إبراهيم بهلول" عضو بالتعاونية، إلى خلق جوّ من الاحتكاك والتواصل بين الأجيال، لا سيما بالنسبة لمحبي وممارسي هذا الفن، وذلك بعد التهميش والإقصاء الذي طاله سنوات طويلة، إذا ما قورن بالنشاطات الثقافية التي تعرف انتعاشا محسوسا وحركة دؤوبة في الساحة الفنية على غرار المسرح، التمثيل، الغناء وغيرها. وقد عرف اليوم الأوّل من الأسبوع تقديم عرض كوريغرافي من توقيع طلبة "استوديو سيلفيد" وتصميم الأستاذة "نوارة إيدامي" والذي جاء على شكل رقصة هندية تفنّن في تقديمها الطلبة، بحيث استمتع الحضور بنغماتها الخفيفة وإيقاعاتها الراقصة، فامتزجت بين ثناياها الثقافة الهندية التي لا حدود لها، مشكّلة بذلك لوحة فنية من نوع خاص. وعلى هامش هذا الافتتاح تمّ الوقوف أيضا على واقع الفن الكوريغرافي في الجزائر، وكذا الإشادة بصنّاعه ومؤسّسيه، وعلى رأسهم الأستاذ مصطفى كاتب، احميدة سكيلي وكذا أحمد بوصابون، وذلك بتكريم عائلاتهم، فضلا عن تقديم نبذة تاريخية عن كلّ واحد منهم، لا لشيء سوى للتعرّف على مسيراتهم الفنية المتميّزة بغية التأسي بها وأخذ العبرة منها. وفي سياق ذي صلة، شهد اليوم الثاني من هذه التظاهرة عدّة ورشات تكوينية سيشرف على تنظيمها ثلة من الأساتذة المختصين في الكوريغرافيا، بما فيهم مسعودة إيدامي في الرقص الفلكلوري، نوارة إيدامي في الرقص الكلاسيكي وكذا كلّ من سمر بن داود ومختار بوصوف في الجاز والرقص العصري. وتتواصل فعاليات أسبوع الفن الكوريغرافي، ليتم في اليوم الثالث منه والمصادف للفاتح من شهر ديسمبر إلقاء محاضرات، تعقبها عروض لأفلام مصوّرة سيصبّ فحواها في كلّ ما له علاقة بالكوريغرافيا وبدوره سيحتضن اليوم الرابع مجموعة من الورشات التكوينية الهادفة إلى تفجير المكنونات والطاقات الإبداعية التي يختزنها ممارسو هذا الفن، علاوة على زيارة المتحف الوطني للفنون الجميلة وكذا تخصيص ورشة خاصة بالإبداعات الحرة ستكون بمثابة الورقة الرابحة والفرصة السانحة لهواة وعشاق الفن الكوريغرافي لإبراز مواهبهم. ويجدر الذكر، أنّ فكرة تأسيس هذه التعاونية حسب السيدة مسعودة إيدامي في تصريح خصّت به "المساء" كانت وليدة تظاهرة "الجزائر عاصمة الثقافة العربية"، حيث قامت خلالها بتقديم عدّة أعمال فنية مثل "تين هينان" و"عرس المحروسة"، والتي من شأنها البحث في التراث وكلّ ما ينم عن أصالتنا وإرثنا من لباس وإيقاع، وغيرها من الأهداف التي يسعى أعضاء التعاونية إلى تجسيدها على أرض الواقع كلما تسنى لهم ذلك، كما نوّهت المحدثة في نفس السياق برزنامة المشاريع المستقبلية والمتمثّلة عموما في التحضير لإنتاج ثلاثة أعمال لسنة 2009، وذلك من أجل المشاركة بها في المهرجان الثقافي الإفريقي الثاني.