استهل بيت الشعر الجزائري نشاطاته، بتنظيم ملتقى ومهرجان للشعر بالمكتبة الوطنية، المسرح الجزائري، قاعة «الموقار» و«قرية الفنانين». في هذا السياق، نوه وزير الثقافة، السيد عز الدين ميهوبي، بهذا المشروع الذي قال إنه ولد كبيرا، مؤكدا ضم الجزائر لفطاحل من الشعراء. الوزير أضاف خلال كلمته في افتتاح الملتقى العلمي حول الشعر الذي ينظمه «بيت الشعر»، أن اختيار عيد النصر لافتتاح هذه التظاهرة الشعرية، ينص على البعد الوطني والتاريخي للشعر، مشيرا إلى أن احتضان أكثر من فضاء لهذه الفعاليات يبرز بدوره، تفتح الشعر ورفضه للأماكن المغلقة، كما أن انتقاء يوم الاختتام في 21 مارس، هو أيضا دلالته، باعتبار أن العالم يحتفي هذا اليوم بالعيد العالمي للشعر. اعتبر الوزير أن اهتمام بيت الشعر الجزائري بالجزائر العميقة مهم جدا، مضيفا أن هذا البيت بدأ كبيرا بما يحمله من رؤية وفكر يرميان إلى وضع لبنة قوية للمشهد الثقافي والإبداعي، لينتقل إلى اتخاذ الشعر لأوجه جديدة مرتبطة بالتكنولوجيات، لهذا يفكر الوزير في كيفية الانخراط في هذا الأسلوب الرقمي الجديد، ومن بينها تنظيم مسابقة حول «القصيدة كليب». كما أكد الوزير على وجود شعراء في غاية الحذق والبراعة، اسقطوا الصورة النمطية التي تقول إن الجزائريين لا يبدعون ولا يقرؤون، بل لدينا تجارب شعرية رائعة، لينتقل الوزير إلى التفاعل الذي أصبح بارزا بين الجامعة والأدباء، من خلال هدم كل الأسوار بينهما، والدليل مذكرات التخرج الكثيرة التي تتناول الأدب الجزائري، ليكرر في الأخير ما قاله في بداية مداخلته: «الشعر باق ما بقي للإنسان من شعور، كما يمثل القوة الإبداعية التي تربط الإنسان بعالمه». من جهته، أوضح الشاعر ورئيس «بيت الشعر»، سليمان جوادي، أن هذا النشاط يعد الأول في أجندة البيت، كما أنه يمثل إضافة نوعية للعمل الجاد الذي تم وفق التنوع واختلاف الرؤى، ليؤكد أن هذا البيت لن يكون بديلا ولا منافسا لهيئة أو جمعية ما. أما الدكتور رابحي، رئيس اللجنة العلمية للملتقى، فقال إن إنشاء البيت تحول من حلم إلى حقيقة، لينوّه بالشعراء الجزائريين، الراحلين والأحياء منهم. تواصلت فعاليات اليوم الأول للملتقى، بعرض فيلم ضم أسماء لشعراء جزائريين وكذا صورهم وتواريخ ميلادهم ووفاتهم، ومن ثمة تم تنظيم العديد من المحاضرات، من بينها محاضرة الأستاذ محمد بوسحابة، الذي اعتبر ميلاد الشعر الجزائري المكتوب باللغة الفرنسية، كان مع جون عمروش في ثلاثينيات القرن الماضي، في حين أشار الدكتور عبد الحميد هيمة، إلى بروز اتجاهات وإشكالات كثيرة للشعر، جددت العلاقة بين الشاعر والمتلقي، في حين رأت الدكتورة آمنة بلعلى أن الشاعر الجزائري بعد العشرية السوداء، أصبح يكتب شعرا آنيا. لطيفة داريب