أعطيت أول أمس، إشارة إنطلاق فعاليات الملتقي العربي الثالث للأدب الشعبي، تحت عنوان»المقاومة في الشعر الشعبي الجزائري والعربي«، والذي حضره العديد من الوجوه الأدبية والثقافية، إلى جانب ممثلي عن سفارة دولة الأردن، وفلسطين وتونس، فضلا عن الوزير السابق لمين بشيشي. أكد، توفيق ومان رئيس الجمعية الجزائرية لأدب الشعبي خلال حفل إفتتاح فعاليات الملتقى العربي للأدب الشعبي بالمكتبة الوطنية الحامة بالجزائر العاصمة، على الدور الطلائعي الذي لعبته القصيدة الشعرية العربية والمحلية خلال الثورة التحريرية المجيدة، وذلك تجسيدا للشعار الذي تحمله الدورة الثالثة لهذا الملتقى العربي التي تحمل عنوان »المقاومة في الشعر الشعبي الجزائري والعربي«. وقال ومان في معرض كلمته الإفتتاحية أنه ليس من الذوق أن يرحب أهل البيت بأهل البيت في إشارة منه إلى ضيوف الجزائر، فما علينا سوى إبداء السرور والغبطة بالمجيئ والترحيب بفطاحل الشعراء الذين لبوا نداء الجزائر وهي تستعد للإحتفال بعيدها الستين لاندلاع ثورة الفاتح من نوفمبر ,1954 ليحتفلوا سويا على أرض الحرية على مدار 3 أيام بنشوة الانتصار ونجاح مقاومة المستعمر. إن الجمعية الجزائرية للأدب الشعبي، يقول الشاعر توفيق ومان إذ تشرفت بدعوة نخبة من الزجالين العرب إلى هذا العرس السماوي، إنما بذلك تريد أن تذكر الجميع بالأدوار العظيمة التي لعبها الأشقاء العرب في إعلاء صوت الثورة الجزائرية المجيدة، ليس على مستوى بعدها العسكري فقط، ولكن على مستوى الكتابة أيضا، حيث سكنت ثورتنا نفوسهم، مثلما سكنت نصوصهم. كما أبدى المتحدث سعادته بتجدد الفعالية وللمرة الثالثة وعلى التوالي قائلا » وما أروع وألذ أن نلتقي اليوم مع نخبة منهم لنحتفل معا تحت الرعاية السامية للاستقلال. وليس أمامنا إلا أن نحتفل بالشعر، لأننا شعراء بالفطرة، وبالثورة لأننا ثوار بالفطرة، وبالإنسانية لأننا إنسانيون بالفطرة، وهذه الأخيرة تعني البياض، والبياض نافذة مفتوحة على القصيدة والثورة والإنسانية. مؤكدا في هذا الصدد أن الثورة بلا شعر مجرد حركة في الرماد، وأن القصيدة بلا ثورة مجرد محتشد للأصوات، لن تبتعد عن الحقيقة قيد بيت من الشعر حين نقول أن ثورة الجزائر، نموذج حي على الثورات التي أنتجتها الكلمة، وأنتجت الكلمة في الوقت نفسه، لذلك فإن رمزية انعقاد هذا الملتقى العربي على بعد أيام من الذكرى الستين لاندلاعها واضحة وضوح القصيدة الثائرة. وخلال حفل الإفتتاح توجه مدير عام المكتبة الوطنية بكلمة للحضور، ليليه ممثل عن وزيرة الثقافة الجزائرية قانة ياسر عرفات، والذي نوه لأهمية الملتقى هذه السنة كونه نوعي سيما وأن شعاره صادف والاحتفالات المخلدة للاحتفالات بالذكرى ال60 لاندلاع ثورة الفاتح من نوفمبر، موضحا مدى مساهمة الشعر الشعبي في الثورة التحريرية المجيدة بداية ممن أسسسوا الدولة الجزائرية وقال أن الأمير عبد القادر كان شاعرا وله زخم شعري كبير، مشيرا للدور البارز الذي لعبه الشعر الشعبي إبان الثورة التحريرية الكبرى بإعتبار أن الجزائر وفي أكبر المحافل عرفت حضورا كبيرا لهذا الفن الأدبي الشعبي الذي له تأثير كبير على العام والخاص. وقد تزينت القاعة بالإبداع وجمالية الروح التي اختزلت رونق الشعر الشعبي سيما بعد أن تم تكريم كل من الشاعر والمناضل التونسي رضا الخوينى، والشاعر المجاهد لوناس عيساوي إلى جانب تكريم وزيرة الثقافة بدرع الرابطة العربية للشعر وحفظة الموروث من طرف أمين عام الرابطة الشاعر الأردني ابراهيم الرواحن. كما أبدع الحضور والمشاركون من الشعراء الذين تغنوا بأوطانهم وأفصحوا بمختلف مكنوناتهم عن مدى ارتباطهم بعروبتهم ووحدتهم الوطنية والقومية، فاعتلى المنصة عدد منهم وهم، من المغرب الشاعر أحمد المسيّح، ومراد القادري مصر الشاعر سامح العلي، الأردن الشاعر ابراهيم الرواحنة، ليبيا الشاعر محمد علي الدنقلي، الإمارات الشاعر محمد عبد الله البركي، التونسي بقاسم بن عبد اللطيف، والسعودية الشاعر بندر العتيبي المنصوري، ومن تونس الشاعر طيب الهمام إلى جانب شعراء الجزائر ومنهم كمال شرشال وعمر زيعر. لتذكير، الشاعر الجزائري، لوناس عيساوي المدعو عمي دعمان العيساوي، من مواليد ,1943 بالشراقة بالعاصمة، هو رمز فني وتاريخي، شاعر فحل وملحن ويعزف على الكثير من الآلات الوترية ومطرب في الطابع الشعبي، تعامل مع عدة فنانين معروفين وقامات في الغناء الشعبي أمثال عبد القادر شاعو، عبد الرحمن قبي، وتتلمذ على يده الكثير من الفنانين الشباب أمثال ديدين كاروم، وسيد أحمد لحبير وغيرهم، كما يعتبر رمز من رموز الثورة التحريرية وهو أصغر مجاهد حمل السلاح في وجه الاستعمار الفرنسي بالولاية الرابعة. ويعتبر وجه إعلامي بارز حيث نشط العديد من الحصص الإذاعية والتلفزية كما ترأس الكثير من اللّجان التقيمية في المجال نفسه، الشاعر صال وجال في الكثير من البحوث في التراث. أما المنتج والشاعر الغنائي رضا الخويني، ألف خلال مسيرته الإبداعية أكثر من ثلاثة آلاف أغنية مسجلة في الإذاعات المختلفة الوطنية والجهوية والتلفزات الوطنية والخاصة، وفرنسا ولندن، والمغرب وليبا وشركات التسجيل بالداخل والخارج، ينتمي إلى عائلة فنية. ولد رضا الخويني في 19أفريل ,1940 بتونس.كان منزل الخوينى ملتقى للشعراء والملحنين والمطربين الذين كانوا يمثلون عصارة الوسط الفني، ففي سن صغير جدا كتب وبصفة متواصلة الأغاني لعلي الرياحي ومحمد ساسي وهناء راشد والحبيب شريف واحمد حمزة. كما كتب كلمات ما يناهز 60 أغنية لأصدقائه من بينهم الجزائريين منهم شريف خدام، محمد لحبيب، أحمد حشلاف، معطي بشير، ومحبوباتي وميسوم. له أيضا انتاج تلفزي ضخم.