أكد وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية نور الدين بدوي أمس، أن الإستراتيجية المتميزة لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة تمكن الولايات المنتدبة الجديدة بالجنوب من استغلال إمكانياتها الطبيعية خدمة لتنمية هذه الولايات، مجددا التزام الدولة بمواصلة ديناميكية التنمية بمناطق الجنوب. وأوضح بدوي خلال إشرافه بتكليف من رئيس الجمهورية على تدشين مجمع الغاز بحقل تيميمون رفقة وزيري الطاقة والنقل والأشغال العمومية أن هذا المشروع يندرج في إطار الرؤية الإستراتيجية لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة والتي ترمي لدعم القدرات الإنتاجية الوطنية من الطاقات التقليدية، لاسيما الغاز الطبيعي وكذا السماح للولايات الجنوبية الجديدة من استغلال مكوناتها الطبيعية خدمة لانطلاقتها التنموية. وبعد أن ذكر بأن المخطط الطاقوي الوطني، متكامل وشامل وقائم على إستراتيجية محكمة في كل مناطق البلاد، أبلغ الوزير تحيات رئيس الجمهورية لسكان الجنوب بصفة عامة وتيميمون بصفة خاصة، مبرزا بأن هذا المشروع الجديد يعد إنجازا وطنيا، يكلل سنوات من العمل الجاد والمتواصل على كافة المستويات. كما اعتبر بدوي هذا المشروع مكسبا لهذه الولاية المنتدبة وميلاد لديناميكية جديدة بتيميمون باعتباره استثمارا سيؤدي إلى استثمارات أخرى هامة، على حد تعبيره. ونوه بالمناسبة بالدور الذي يقوم به مجمع سوناطراك في إطار الديناميكية الاقتصادية التي تعرفها الجزائر وبطابعه المواطني، مؤكدا بأن إنجاز مركب الغاز بهذه المنطقة يبعث الأمل في النفوس ويدعو إلى التحرر من ثقافة اليأس وخوض غمار التنمية الوطنية بكل فخر واعتزاز. تقييم المجهودات المبذولة لتنمية الولايات المنتدبة من جانب آخر، كشف وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية في اجتماع مع منتخبي وفعاليات المجتمع المدني لتيميمون بأن مصالحه بصدد إجراء تقييم لمختلف المجهودات التي بذلت على مستوى الولايات المنتدبة، مؤكدا بأن تطوير وتنمية هذه المقاطعات لازال متواصلا، حيث تم على هذا الأساس إقرار برنامج تنموي إضافي لتيميمون يستجيب لكافة انشغالات المواطن، بالإضافة إلى إعادة إحياء صندوق الجنوب الذي يتكفل بالمشاريع التي كانت في وقت سابق مجمّدة. وأضاف السيد بدوي أن الحكومة، وبتعليمات من رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة لن تتوقف عن ديناميكية التنمية التي أقرتها مختلف البرامج التنموية، مؤكدا بأن الحكومة تطبق ميدانيا تعليمات رئيس الدولة لمواصلة تنمية مختلف مناطق الجنوب. وإذ وصف قرار الرئيس بوتفليقة باستحداث 10 ولايات منتدبة بالجنوب قبل سنوات ب«القرار التاريخي»، حذر السيد بدوي مما أسماه ب«مغالطات البعض»، معتبرا أفضل سياسة تمارس «هي سياسة التنمية والعمل الميداني». كما ذكر الوزير في سياق متصل بأن أعظم مكسب حققته الجزائر هو مكسب السلم والمصالحة الوطنية، كون الأمن والاستقرار يعتبران أساس التنمية، مشيدا في ختام كلمته بالدور الكبير الذي يقوم به الجيش الوطني الشعبي لتأمين حدود البلاد. بدوره، أوضح وزير الطاقة مصطفى قيطوني أن برنامج الرئيس بوتفليقة يولي أهمية خاصة لمناطق الجنوب، خاصة ما يتعلق بتوفير الطاقة الكهربائية، مشيرا إلى أن «الجزائر تعتبر البلد الوحيد الذي يوفر لمواطنه 99 بالمائة من الطاقة الكهربائية و64 بالمائة من الغاز و11 مصنع لتحلية مياه البحر». كما أبرز وزير النقل والأشغال العمومية عبد الغني زعلان بدوره بأن «الشغل الشاغل لرئيس الجمهورية هو خدمة المواطن وتأمين الحدود من خلال نظرة استشرافية استباقية». وتم خلال اللقاء تكريم رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة من قبل فعاليات المجتمع المدني لتيميمون نظير جهوده المتواصلة لتنمية البلاد خاصة مناطق الجنوب، وكذا تمكنه من بسط السلم والاستقرار بفضل ميثاق السلم والمصالحة الوطنية. وتسلم التكريم المجسد في هدية رمزية تمثلت في لوحة فنية، وزير الداخلية نور الدين بدوي نيابة عن رئيس الجمهورية. تدشين مركب للغاز وطريق جديد بتيميمون وقام الوفد الوزاري أمس، بتدشين مركب الغاز لحقل تيميمون الواقع بحاسي بارودة والذي تم إنجازه بالشراكة بين سوناطراك و«توتال» الفرنسية و«سبسا» الإسبانية. ويدعم هذا المركب الجديد الذي تم إنجازه في مدة 38 شهرا بغلاف مالي يقدر ب800 مليون دولار، صناعة الغاز في الجزائر، حيث يعمل على استخراج ومعالجة الغاز بطاقة 5 ملايين متر مكعب يوميا. كما تم بالولاية المنتدبة لتيميمون أيضا تدشين طريق جديد يربط بين دائرة أوقروت بمنطقة حاسي برودة التي يقع بها المركب الغازي الجديد ويمتد على مسافة 120 كلم. ويتضمن هذا الطريق الذي أنجز من طرف مجمع سوناطراك ويؤدي إلى المركب الغازي الجديد (حقل تيميمون)، مهبطا للطائرات، مما يسهل من مهام العاملين بالمركب. وخلال تدشين هذا الطريق، أكد السيد عبد الغني زعلان أن هذا الطريق الجديد سيساهم في فك العزلة عن أكثر من 3 آلاف مواطن، كما يسهل مختلف التبادلات، في إشارة منه إلى تنشيط الحياة الاقتصادية بالمنطقة.