استنكر السفير الروسي بالجزائر إيغور بيليايف المجزرة التي اقترفها الاحتلال الإسرائيلي الجمعة الأخير في حق الفلسطينيين بقطاع غزة والتي أسفرت عن استشهاد 16 فلسطينيا وإصابة 1425 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة. ووصف السفير الروسي في تصريح أدلى به، على هامش إحياء ذكرى يوم الأرض أمس، بمقر السفارة الفلسطينيةبالجزائر العاصمة ما قام به الاحتلال الصهيوني ب«العمل الإجرامي»، معبرا عن أسفه لمعارضة بعض الدول الكبرى في إشارة إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية لإصدار مجلس الأمن الدولي بيان يدين فيه إسرائيل على جرائمها في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة. وقال إن مشاركته الفلسطينيين في إحياء الذكرى ال42 ليوم الأرض يعبّر عن تضامن بلاده مع حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة ومنها حقه في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع جوان 1967 وعاصمتها القدس. ونفس موقف الإدانة عبّر عنه السفير الفنزويلي بالجزائر خوسي دي خيسوس سوخو رييس الذي ذكر بأن حكومة بلاده أدانت في بيان شديد اللهجة المجزرة الإسرائيلية في قطاع غزة وقدمت التعازي لأسر الضحايا. كما أكد مواصلة بلاده دعمها للقضية الفلسطينية والاستمرار على نفس الدرب الذي سار فيه رئيسها الراحل هوغو شافيرز. وعرفت الاحتفالية حضور وزيرة البيئة والطاقات المتجددة فاطمة الزهراء زرواطي التي جددت موقف الجزائر المعروف من القضية الفلسطينية وبأنها تبقى من بين أهم الأولويات. من جانبه، اغتنم سفير فلسطينبالجزائر لؤي عيسى في كلمة له بالمناسبة ليوجه رسالة كبيرة إلى العالم أجمع، دعا فيها إلى عدم اختبار حب الجزائرلفلسطين. وقال إن «الجزائر من وجهة نظرنا لا تتغير بالإغراء والمديح ولا تخضع للتهديد»، وموقفها واضح ولخصه الرئيس الراحل هواري بومدين بمقولته «نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة». وأضاف أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة كرس هذا الموقف، وهو الذي قال إن الجزائر كانت ومازالت وستظل مع فلسطين وجاهزة لأن تدفع الثمن»، بما جعل السفير الفلسطيني يؤكد أن بلاده ليست وحيدة ولن تكون لقمة سهلة تتقاذفها مصالح الدول من هذا الطرف إلى ذاك. ولأن الذكرى ال 42 ليوم الأرض تزامنت مع الظروف الصعبة التي تشهدها الأراضي المحتلة، فقد وجه السفير الفلسطيني بعض الرسائل إلى العالم والمنظومة الدولية والأمة العربية والإسلامية، بأن الشعب الفلسطيني ليس عرضا للبيع وليس عرضا للتوازنات ومصمم على صموده من أجل استرجاع حقوقه المشروعة. وحذر في هذا السياق من أي مسعى للقفز عليه لأنه سيكون «محاولة لتهديم النظام الدولي ومقوماته وآليات الحل في العالم»، داعيا العالم إلى أن يختار ما يشاء وليتحمل مسؤولية اختياره. أما الرسالة الأخرى، فقد وجهها السفير الفلسطيني إلى الإدارة الأمريكية التي جدد التأكيد بأنها لم تعد وسيطا، بل طرفا واضحا في الصراع وتشكل غطاء للقتل في العالم. وهو ما جعله يعرب عن أسفه للدور السلبي الذي تقوم به في العالم حيث قال إن «إدارة الرئيس دونالد ترامب تتخطى قرارات المنظومة الدولية وحتى قراراتها التي اعتمدتها في الأممالمتحدة وسيكون لذلك ردود سيئة على كل العالم». للإشارة، فقد ميّز إحياء ذكرى يوم الأرض بالكشف عن جدارية تفنن طلبة من مدرسة الفنون الجميلة والمدرسة الجهوية لمستغانم في رسمها على طول جدار القاعة المبنية على شكل قبة القدس بمقر السفارة بمبادرة من اتحاد النساء الجزائريات. وقد شارك في إحياء الذكرى بعض أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد في الجزائر على غرار سفراء روسيا وفنزويلا ومصر ولبنان، إضافة إلى حضور المجاهدة أحريز إيغيل وبرلمانيين من الغرفتين وممثلين عن الأحزاب السياسية وهيئات المجتمع المدني. ص.محمديوة