شيّع أمس، جثمان المناضل والدبلوماسي الصحراوي أحمد البخاري، إلى مثواه الأخير بمقبرة السمارة بمخيمات اللاجئين الصحراويين في منطقة تندوف. وشارك في مراسم تشييع جنازة فقيد القضية الصحراوية مئات المواطنين الصحراويين في موكب جنائزي مهيب تقدمه رئيس الجمهورية العربية الصحراوية إبراهيم غالي، وأعضاء الأمانة الوطنية والحكومة الصحراوية والمجلس الوطني والمجلس الاستشاري الصحراوي بالإضافة إلى وفود أجنبية صديقة وممثلين عن بعثة «مينورسو». وكان الدبلوماسي الصحراوي فارق الحياة الثلاثاء الماضي، بعد معاناة مع المرض بالولايات المتحدةالأمريكية، أعلنت على إثره الرئاسة الصحراوية حدادا وطنيا لمدة أسبوع بالنّظر إلى السمعة التي اكتسبها ونضاله المستميت في مختلف المحافل الدولية وخاصة في الأممالمتحدة ومجلس الأمن الدولي من أجل تقرير مصير شعبه الواقع تحت احتلال مغربي مقيت منذ قرابة خمسين عاما. وقد اقترن اسم أحمد البخاري، بمسار القضية الصحراوية حيث عمل منذ تعيينه ممثلا لجبهة البوليزرايو في الأممالمتحدة على إفشال كل المخططات المغربية الرامية إلى طمس القضية الصحراوية وتشويه الكفاح التحرري في آخر مستعمرة في إفريقيا. وقد أكسبته حنكته الدبلوماسية احترام وثقة كل الأمناء العامين الذين تداولوا على أمانة الأممالمتحدة سواء من خلال نشاطه المتواصل في أروقة الهيئة الأممية، أو في إطار المفاوضات المباشرة التي أجرتها وفود صحراوية مع الطرف المغربي في إطار مساعي الأممالمتحدة الرامية إلى إيجاد مخرج لهذا النزاع وتقرير مصير الشعب الصحراوي. وتلقى الرئيس الصحراوي إبراهيم غالي، أمس، رسالة تعزية من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، أعرب له فيها عن حزنه لرحيل الدبلوماسي الصحراوي ومجددا التزام الأممالمتحدة بالتوصل إلى حل سياسي يكفل تقرير المصير للشعب الصحراوي. وقال غوتيريس، في نص الرسالة التي بعث بها إلى الرئيس الصحراوي «لقد تلقيت بحزن عميق نبأ رحيل ممثل جبهة البوليزاريو في نيويورك، بعد شهور من الصراع مع المرض. وأضاف أنني أود في هذه اللحظات العصيبة أن أبعث بأصدق التعازي القلبية إلى عائلة الفقيد وإلى جبهة البوليزاريو، منوّها بمناقب الفقيد الذي قال بشأنه «إنه كان مبعوثا حماسيا ومحترما وصاحب مبادئ، دافع بلا كلل عن الحل السّلمي للنزاع في الصحراء الغربية، وقد ترك مساهمة هامة من خلال جهوده الدبلوماسية في نيويورك، وإن رحيله يعتبر خسارة كبيرة لجبهة البوليزاريو ولشعب الصحراء الغربية. وانتهز غوتيريس، الفرصة للتأكيد على التزام الأممالمتحدة بحل النزاع في الصحراء الغربية وقال إنه «وفي لحظة الحزن هذه، فإنني أود أن أجدد التزام الأممالمتحدة بالمساعدة على إنهاء النزاع على الصحراء الغربية الذي طال أمده، من خلال تسهيل العملية التفاوضية التي بدأها مجلس الأمن من أجل التعجيل بالتوصل إلى حل سياسي مقبول لدى الطرفين يكفل تقرير المصير لشعب الصحراء الغربية.