أشاد اللواء محمد صالح بن بيشة مدير الخدمة الوطنية بوزارة الدفاع الوطني أمس، بصور «التضامن والتآزر التي أبداها الجزائريون» إثر حادث سقوط الطائرة العسكرية ببوفاريك الأربعاء الماضي. وقال اللواء بن بيشة خلال إشرافه على الأبواب المفتوحة على الخدمة الوطنية بمركز باب الواد بالعاصمة، إن «صور التضامن والتآزر الرائعة التي أبداها الجزائريون إثر هذا الحادث المأساوي، أثبتوا من خلالها مرة أخرى وقوفهم إلى جانب جيشهم في أصعب الفترات لأن الشعب متيقن أن حامي الحمى سليل جيش التحرير الوطني لن يتزعزع مهما كانت المحن كبيرة». وأكد اللواء في كلمته التي استهلها بالترحم على ضحايا حادث الطائرة العسكرية، بأنه «بالرغم من جسامة الموقف، فإن الجيش الوطني الشعبي، سيظل ثابتا قويا مصرا على مواصلة الاضطلاع بمهامه الدستورية في كل الظروف»، قائلا في هذا الصدد بأن «أبناء الجيش المرابطون في كل شبر من هذا الوطن المفدى سيواصلون بنفس الإخلاص المعهود لديهم على نهج كل أولئك الذين ارتقوا شهداء الواجب الوطني وفاء لرسالة شهداء الثورة التحريرية، وستبقى الجزائر شامخة قوية بتضحيات فلذات أكبادها». من جهة أخرى، اعتبر اللواء بن بيشة الذكرى ال50 لتأسيس الخدمة الوطنية «مناسبة تستوجب الوقوف لاسترجاع أمجاد الماضي واستخلاص العبر من التضحيات التي قدمها الشباب والتزامهم بخدمة الجزائر غداة انتزاع الاستقلال والدفاع عن سيادة وسلامة التراب الوطني». كما اعتبرها «فرصة لتقديم تحية تقدير وعرفان للمواطنين الذين لبوا النداء وشكلوا دفعات متتابعة في الخدمة، طيلة نصف قرن، تكللت بإنجازات ومفاخر حققها أبناء الجزائر في صفوف الجيش الوطني الشعبي». وسيتم خلال هذه الأبواب المفتوحة على مراكز ومكاتب الخدمة الوطنية عبر كامل التراب الوطني والتي تدوم إلى غاية 18 أفريل الجاري، تعريف المواطنين والأسرة الإعلامية بمهام مصالح الخدمة الوطنية وكيفية سير مختلف العمليات اليومية لمصالحها. إنشاء موقع «واب» تفاعلي وكشف العقيد العربي محند أويدير قائد مركز الخدمة الوطنية بالبليدة أمس، أنه سيتم قريبا إنشاء موقع «واب» تفاعلي خاص بالخدمة الوطنية يهدف للارتقاء بالعمل الإداري العسكري وتثمين العلاقة مع المواطن. وقال العقيد أويدير في تصريح لوكالة الأنباء على هامش افتتاح مراسيم الاحتفال بالذكرى الخمسين لتأسيس الخدمة الوطنية بمركز الإعلام الإقليمي الشهيد «محمد مادي» بالبليدة، أن إنشاء هذا الموقع «يتواجد حاليا قيد الدراسة ويتضمن الأمور التقنية والمعلوماتية للمواطنين ويضمن الحفاظ على سرية المعلومات كأي موقع واب تفاعلي»، مشيرا إلى أن هذا الموقع سيسمح لدى استحداثه «للمواطن بالتعرف على مختلف وضعيات الخدمة الوطنية لاغتنام الامتيازات الخاصة التي يمنحها إياه قانون الخدمة الوطنية الجديد ويجنبه الوقوع تحت طائلة القانون في حالة تخلفه عن أدائها». كما أوضح المتحدث أن الموقع يندرج في إطار البرنامج العصري لمديرية الخدمة الوطنية الذي يتماشى مع الإدارة الحديثة، بهدف تقريب الإدارة العسكرية من المواطن، مع منح المواطنين الفرصة للتفاعل الإيجابي إزاء وضعياتهم الخاصة بالخدمة الوطنية». من جهة أخرى، أبرز العقيد أويدير دور الخدمة الوطنية في تلاحم الشباب الجزائري وإعطائه الفرصة للمشاركة في شرف الدفاع عن الوطن والخروج برصيد معرفي يسمح لهم بالولوج في الحياة العملية بكل صرامة وثقة»، مؤكدا بأن هذا الاختيار الاستراتيجي، «سمح ببعث الخدمة الوطنية من جديد وسمح للشباب بالاندماج الفعلي في مهام التنمية الشاملة، متمسكا بقيم ثورة أول نوفمبر الخالدة». ولفت إلى أن الانتشار الواسع والتواجد على مستوى كل ولايات الوطن لمكاتب الخدمة الوطنية وكذا في بعض الدوائر المنعزلة كدائرة عين صالح ودائرة عين قزام «سمح بتذليل الصعوبات أمام الشباب الخاضعين لالتزامات أداء الخدمة الوطنية من أجل تسوية وضعيتهم». وإذ ذكر العقيد أويدير أن ربط هذه المكاتب بشبكة الإعلام الآلي للجيش الوطني الشعبي، ساهم بتسهيل القيام بجميع المهام الإدارية بشكل سريع وآلي والتكفل الأمثل بانشغالات المواطنين، اعتبر العقيد بن علي سلايم المدير الجهوي للاتصال والإعلام والتوجيه للناحية العسكرية الأولى تظاهرة الأبواب المفتوحة، «حدثا إعلاميا هاما حول الخدمة العسكرية التي غيّرت العقليات ومنحت لمفهوم الوطن إدراكا جديدا يحمل في طياته معاني المواطنة الحقة وشرف الذود عن الوطن والدفاع عن مكتسباته»، مشيرا إلى أن الاحتفال بمرور نصف قرن عن تأسيس الخدمة الوطنية له رمزية كبيرة ودلالة عظيمة، «ويراد به على وجه الخصوص تقديم واجب التقدير والعرفان لجميع الجزائريين الذين تجندوا لخوض معركة بناء وتشييد الدولة الجزائرية الفتية غداة انتزاع الاستقلال». وشملت الأيام الإعلامية التي نظمت للاحتفال بخمسينية الخدمة الوطنية، والتي استهلت بالوقوف دقيقة صمت على أرواح ضحايا الطائرة العسكرية التي سقطت الأربعاء الماضي بالمطار العسكري لبوفاريك عرض فيلم وثائقي حول مسيرة الخدمة الوطنية منذ تأسيسها في سنة 1968 إلى غاية يومنا هذا. كما تضمنت هذه التظاهرة التي تتواصل على مدى ثلاثة أيام، العديد من الأجنحة التي تسلط الضوء على الخدمة الوطنية وكيفية الالتحاق بها لأداء الواجب الوطني ومختلف إنجازات شباب الخدمة الوطنية.