تحيي الجزائر والعالم أجمع في 16 ماي القادم، اليوم العالمي «للعيش معا في سلام»، والذي تم إقراره من قبل منظمة الأممالمتحدة مؤخرا باقتراح من الجزائر، من خلال تنظيم برنامج ثري يتضمن مبادرات تربوية ونشاطات تحسيسية، تهدف إلى ترقية المصالحة والتعايش في سلام واحترام متبادل بدون تمييز عرقي أو جنسي أو ثقافي أو حضاري أو لغوي أو ديني. تحضيرا لهذا اليوم الذي يتم إحياؤه لأول مرة هذا العام بمبادرة من الجزائر بعد أن تبنته بالإجماع أكثر من 161 دولة بالجمعية العامة الأممية، أكدت السيدة فاطمة الزهراء بوصبع الأمينة العامة للمنظمة الوطنية لترقية ثقافة السلم والمصالحة في ندوة صحافية نشطتها أمس بمنتدى جريدة «المجاهد»، أكدت أن دعم الجمعية العامة الأممية مبادرة الجزائر في إحياء يوم عالمي للتعايش معا في سلام، يُعتبر «أكبر دليل على أن مبادئ المصالحة الوطنية أصبحت مرجعية لكل العالم بكل جدارة». وأشارت المتحدثة إلى أن «الجمعية العامة الأممية وبمصادقتها على اللائحة التي تحتفل بهذا اليوم، تدعو بذلك كل الدول إلى مواصلة ترقية سياسة المصالحة، والاقتداء بالتجربة الجزائرية التي بادر بها رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، من أجل إطفاء نار الفتنة وغرس مبادئ التعايش، «التي ننعم بثمارها اليوم». من جهته، أكد سليم محمد ممثل فرع مؤسسة «بيكو» التركية لصناعة الأجهزة المنزلية الراعي والداعم للمنظمة الوطنية لترقية ثقافة السلم والمصالحة، أنه لا يمكن الحديث عن اقتصاد جزائري متطور إلا في إطار الأمن والأمان وفي كنف السلم والاستقرار، مشيرا إلى أن مؤسسة «بيكو» التي تدرك جيدا أهمية ترقية هذه المبادئ قررت الإسهام في دعم المنظمة الجزائرية للسلم والمصالحة في إحياء تظاهرات 16 ماي، «خاصة أن مؤسستنا تُعد لبنة من لبنات تطور الاقتصاد الجزائري». وردّا على سؤال حول دعم مؤسسته لعهدة خامسة لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، أوضح ممثل «بيكو» أن هذه الأخيرة ساهمت خلال المواعيد الانتخابية السابقة، في دعم الرئيس، وهي اليوم وعن طريق دعمها منظمة السلم والمصالحة، تجدد شكرها له ومساندتها له ماديا ومعنويا. السفير الصحراوي يدعو المغرب إلى الاقتداء بالتجربة الجزائرية من جانبه، دعا السفير الصحراوي بالجزائر عبد القادر طالب عمر، بطريقة ضمنية، المغرب إلى الامتثال للشرعية الدولية والدخول في مفاوضات مباشرة مع جبهة البوليزاريو؛ من أجل التوصل إلى تسوية سلمية وعادلة للنزاع في الصحراء الغربية. ووجّه السفير الصحراوي هذه الدعوة في كلمة له ألقاها خلال الندوة، أكد خلالها أن احتفال العالم لأول مرة بيوم للسلم في 16 ماي بمبادرة من الجزائر، «أكبر دليل على نجاعة السياسات الجزائرية؛ سواء في قهر ومحاربة الإرهاب، أو في نشر ثقافة المصالحة والتعايش السلمي». واعتبر الاحتفال بهذا اليوم عبر أنحاء المعمورة «اعترافا عالميا بالدور الذي تقوم به الجزائر في نشر السلم والمصالحة والاستفادة من تجربتها في مكافحة الإرهاب، «حيث أصبحت مدرسة تستفيد وتنهل منها الشعوب». كما أكد السيد طالب عمر أن ما استطاعت الجزائر تحقيقه من مكاسب وما تنعم به اليوم من سلم واستقرار، لم يأت من عدم وإنما بفضل الجهود الجبارة التي بذلتها في شتى الميادين، في وقت حافظت على مواقفها المبدئية، على غرار دعمها القضية الصحراوية والفلسطينية وتمسّكها بمبدأ رفض التدخل في شؤون الغير. وأعرب السفير، بالمناسبة، عن أمله في أن يقتدي الجيران -في إشارة ضمنية إلى المغرب - بالتجربة الجزائرية، «والتوجه نحو المفاوضات والحوار لحل المشاكل بدل زعزعة الاستقرار والاستعانة بالقوى الغربية». للإشارة، فقد حضر الندوة إلى جانب ممثل عن اللواء عبد الغني هامل المدير العام للأمن الوطني، والأمين العام للتنسيقية الوطنية للجمعيات المساندة لرئيس الجمهورية زرقاوي نصر الدين، والأمين العام لاتحاد الفلاحين الجزائريين محمد عليوي وممثلون عن المجتمع المدني.