قضت محكمة الجنايات بمجلس قضاء وهران بعشرين سنة سجنا نافذا في حق المدعو (ك.ي) 40 سنة، بتهمة القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد في حق الضحية (ب.ع) البالغ من العمر 40 سنة. وقائع هذه القضية تعود الى تاريخ 11 ديسمبر 2007 بسيدي معروف، ففي حدود منتصف هذه الليلة الباردة دخل المتهم في شجار مع الضحية الذي كان في الطريق الى بيت والدته لزيارتها علما بأن الضحية والمتهم يسكنان بنفس الحي، حيث استعمل كل واحد منهما سلاحا أبيضا وهما في حالة سكر، وبعد شجار مميت سقط (ب.ع) أرضا وقام (ك.ي) بطعنه بالساطور 7 مرات حتى تأكد من وفاته وإزهاق روحه، ونتيجة لتعالي الأصوات خرج أهل الحي من مساكنهم وشاهدوا كلهم ذلك المشهد الفظيع، ليقوم شقيق الضحية بنقل أخيه على متن سيارته الى المستشفى آملا في إنقاذه، إلا أنه كان جثة هامدة، ليصل بعدها رجال الدرك الوطني والحماية المدنية وقاموا بنقل الجثة الى مصلحة حفظ الجثث ليتأكدوا بعد عملية التشريح أن الطعنات الستة كانت سطحية، إلا أن السابعة كانت قاتلة كونها أحدثت ثقبا كبيرا على مستوى إحدى الرئتين، الأمر الذي أحدث النزيف القاتل والمميت. مصالح الدرك الوطني التي فتحت تحقيقا في القضية قامت بتوقيف المتهم الذي صرح أمام هيئة المحكمة أن الضحية كان يستفزه بشكل مستمر ويأمره بإعطائه المال، الأمر الذي أثار غضبه وجعله في تلك الليلة الظلماء يخرج عن صبره وهدوئه ليدخل معه في الشجار الذي كانت عاقبته القتل لكن دون نية القيام به. أما عدد الشهود الذين تقدموا أمام هيئة المحكمة فقد أكدوا الطباع السيئة المشينة للضحية، مؤكدين كذلك أن المتهم كان أول من ضرب الضحية بعد الترصد له. خلال مرافعته أكد النائب العام أن الركن المادي في هذه الجريمة موجود، ودليل ذلك الطعنات السبع التي وجهها الضحية، كما أن نية القتل كانت موجودة من خلال المناوشة التي وقعت بينهما، وإحضار السكين بهدف القتل ليس للدفاع عن النفس، ليلتمس في حق المتهم السجن المؤبد، أما هيئة الدفاع فقد حاولت التأكيد أن الضحية ذا الطباع السيئة هو من حاول الاعتداء على المتهم من خلال استفزازه الدائم له، مما جعل المتهم يفقد صبره لينطلق الشجار الذي انتهى بالقتل الذي كان كل واحد منهما يحمل فيه سلاحا أبيضا للدفاع عن نفسه أولا، مطالبا هيئة المحكمة بأقصى ظروف التخفيف.