شهدت معظم مناطق ولاية تيارت، مساء يوم الخميس، تهاطل أمطار طوفانية خلال عشرين دقيقة كانت كافية لإغراق الولاية في المياه والأوحال، وإحداث حالة كبيرة من الخوف والهلع لدى المواطنين، خاصة أن الكميات التي تهاطلت كانت كبيرة وغزيرة، حيث حولت معظم الطرق والشوارع إلى بحيرات وبرك مائية، مع تعطل كلي لحركة المرور وتنقل الراجلين وسط تراكم المياه والأوحال والأتربة في معظم الأحياء، خاصة على مستوى المدينة القديمة. سجل في هذا الصدد، سقوط جدار تابع للثكنة العسكرية، وامتلاء النفق الأرضي المتواجد بقلب مدينة تيارت في حي الريجينا بالمياه عن آخره، بفعل الأمطار الغزيرة، مما أدى إلى اختناق مروري كثيف على مستوى كل المحاور وتدخل مصالح الحماية المدنية التي استعملت الوسائل الضخمة لاستخراج المياه من النفق، فيما غمرت المياه العديد من السكنات والطرق وسط المدينة، ناهيك عن عشرات السكنات المتواجدة في أحياء بوهني اللوز وشعيب محمد، كما سجلت انهيارات على مستوى بعض أجزاء المنازل. 120 تدخلا للحماية المدنية سجلت مصالح الحماية المدنية لولاية تيارت، خلال فترة وجيزة من مساء الخميس الماضي، أكثر من 120 تدخلا على مستوى كل مناطق الولاية، منها 58 تدخلا على مستوى مدينة تيارت لوحدها. تمثلت التدخلات في إجلاء العديد من السكان من مساكنهم التي غمرتها المياه، إلى جانب تدخلات على مستوى الطرق والمحاور الكبرى التي غمرتها المياه، كالنفق الأرضي بشارع الريجينا والعديد من الطرق المزدوجة، إضافة إلى التدخل المسجل على مستوى مدرسة «أشبال الأمة» التي غمرتها المياه. مقتل ثلاثة أشخاص وفقدان طفلة في الثالثة من العمر سجلت مصالح الحماية المدنية والدرك الوطني لبلدية عين بوشقيف، مقتل ثلاثة أشخاص وفقدان طفلة ذات ثلاث سنوات، حيث جرفت الأمطار الطوفانية سيارة عائلة كانت بالقرب من وادي هائج بمنطقة القرون في بلدية عين بوشقيف، حيث كان رب العائلة وثلاثة من أبنائه وبنته، عائدين من مقر بلدية بوشقيف، لتغمرهم قوة المياه وتجرفهم لعدة أمتار، الشيء الذي أدى إلى تدخل أفراد الحماية المكثف والمواطنين والدرك الوطني الذين تمكنوا من العثور على جثث الأب والولدين، فيما يجري البحث في سبيل العثور على جثة البنت صاحبة الثلاث سنوات، والتي لم يعثر عليها بعد. تقصير من بعض مديري المؤسسات التربوية اشتكى أولياء تلاميذ العديد من المؤسسات التربوية في الطورين الابتدائي والمتوسط، من إقدام بعض مديري تلك المؤسسات التربوية على إخراج التلاميذ من المدارس قبل الزمن المحدد، في الوقت الذي اشتدت خلاله الأمطار، حيث وجد أطفال صغار أنفسهم في الطرق وسط الأمطار الطوفانية والخوف الشديد الذي انتابهم، ولحسن الحظ تدخل عشرات المواطنين والمارة الذين اعتنوا بهؤلاء الأطفال ووضعوهم في ظروف مريحة إلى غاية قدوم أوليائهم. وقد سجلت هذه الحادثة على مستوى متوسطة «آيت عمران» بحي «الإخوة قيطون»، إذ ناشد الأولياء والي الولاية التدخل لردع تلك التصرفات التي كادت تودي بحياة أبنائهم. امتلاء السدود الثلاثة عن آخرها من الأشياء الإيجابية المسجلة خلال الأمطار الطوفانية التي خصت مساء يوم الخميس تيارت، الأثر الكبير على المياه السطحية، حيث امتلأت السدود الثلاثة (بن خدة، الدحموني وبوقارة) بنسبة مائة بالمائة، ناهيك عن معظم الأودية التي عرفت انتعاشا كبيرا، حيث عادت المياه تتدفق بكثرة فيها. المندوب الوطني للمخاطر الكبرى يقف عند حجم الخسائر تنقل المندوب الوطني للمخاطر الكبرى بتكليف من وزير الداخلية و الجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، إلى تيارت والبيّض، للوقوف على حجم الأضرار وتقييم الخسائر التي شهدتهما الولايتان على إثر التقلبات الجوية وتساقط الأمطار الغزيرة. وأوضح بيان للوزارة أول أمس، أنه تم اتخاذ الإجراءات اللازمة بالتنسيق مع السلطات المحلية قصد إصلاح الأضرار التي مسّت المنشآت القاعدية في أقرب الآجال. وكانت مصالح الحماية المدنية قد أعلنت يوم الأربعاء الماضي، عن وفاة ثلاثة أشخاص بولاية البيّض، بعد أن جرفت سيارتهم سيول فيضانات وادي الصافي ببلدية بوعلان، إثر الأمطار الغزيرة المفاجئة التي شهدتها المنطقة. كما أنقذ أعوان الحماية المدنية عائلة متكونة من أربعة أشخاص حاصرت سيارتهم سيول أحد الأودية بمنطقة سيدي سليمان على مستوى الطريق الوطني 47 جنوب شرق الولاية، في حين غمرت مياه الأمطار أيضا 15 مسكنا على مستوى الولاية. أما بولاية تيارت، فقد تم ببلدية عين بوشقيف انتشال جثتي شخصين كانا على متن سيارة جرفتها مياه الوادي بالمكان المسمى قرية مريجة، في حين مازالت عملية البحث جارية عن شخص ثالث كان برفقتهما. ق و