أصبحت الأزمات المالية ملازمة لشباب بلوزداد ولا يكاد يمر موسم إلا واشتكى النادي كثيرا من غياب الاستقرار في هذا الجانب الذي أصبح يرهق المسيرين، وليت الوضع بقي على حاله لما كان النادي يرفض في المواسم الفارطة تسليم مستحقات اللاعبين بدون حرج كبير، لكن المعادلة تغيرت اليوم، إذ يمكن لعناصر الفريق الحصول على مرتباتهم بمجرد اللجوء إلى لجنة القوانين والمنازعات التابعة للرابطة الوطنية، مثلما أصبح يحصل في جل نوادي الرابطتين الاحترافيتين الأولى والثانية. ينتاب الأوساط الرياضية البلوزدادية قلق كبير على مستقبل ناديهم الذي يفتقر للأموال الكافية لمواجهة الأزمة المالية التي يتخبط فيها حاليا، باعتبار أن رئيس النادي محمد الحاج بوحفص يوجد على عتبة الانسحاب من رئاسة شباب بلوزداد بعدما كان مموله الأساسي. الحاج بوحفص غائب حاليا عن شؤون النادي منذ أسابيع، وتؤكد مصادر قريبة منه أنه يرفض دفع أيّ سنتيم من جيبه لتسوية مستحقات اللاعبين وعددهم أحد عشر عنصرا، الأغلبية منهم لجأت إلى لجنة القوانين والمنازعات للحصول على مستحقاها المالية. هذا الوضع ينذر بحدوث هجرة جماعية للاعبين في نهاية البطولة على غرار المهاجم العكروم الذي يوجد في اتصالات متقدمة مع اتحاد الجزائر ووسط الميدان دراوي الذي يتفاوض مع شبيبة القبائل، بينما يستعد كثير من زملائهما لاختيار وجهتهم القادمة مثل المدافع الرئيسي نعماني الذي تريد مولودية وهران الاستفادة من خدماته وبلايلي الذي يثير اهتمام بطل الموسم الجاري شباب قسنطينة. غياب الرئيس الحاج محمد بوحفص يحدث حاليا طوارئ كبيرة في أركان النادي البلوزدادي، وقد انقسمت المواقف لدى المسيرين بين مؤيدين لدعمه في الرئاسة ومعارضين لاستمراره في تسيير النادي. الأطراف الأولى ترى أنه من الأحسن التشبث بالحاج بوحفص بالنظر إلى دوره الأساسي في التقليل من أزمة النادي، بينما ترغب الأطراف الأخرى في نزع الثقة منه، لاعتقادها أنه لم يلتزم بالوعود التي قطعها على نفسه عند مجيئه إلى شباب بلوزداد منذ سنتين، منها إخراج النادي نهائيا من الأزمات المالية التي تعاقبت عليه. مسيرو النادي يتطلعون حاليا إلى الحسم السريع في قضية رئاسة النادي خلال الأسابيع القادمة، ويخشون الآن انفجار الوضع في النادي بسبب ضغط اللاعبين الذين لجأوا إلى لجنة القوانين والنزاعات ما سيجبر النادي على دفع المستحقات المالية، كما أنّ عدم التزام النادي بدفع مستحقات اللاعبين سيدفع الرابطة إلى خصم النقاط من الفريق قبل انطلاق البطولة القادمة، وهو الوضع الذي سيزيد في متاعب النادي، ولذلك فإنّ كلّ الأوساط الرياضية البلوزدادية تنتظر بفارغ الصبر انعقاد الجمعية العامة القادمة للنادي، التي ستنظر في مستقبل الرئيس بوحفص والفريق معًا قبل التفكير في تحضير منافسة البطولة القادمة. إلا أنّ هناك من بين محبي شباب بلوزداد من يرى أن مصير النادي لا يمكن أن يبقى بين أيادي أشخاص يسيرونه حسب أهوائهم، بدليل أنّ كلّ الرؤساء الذين تعاقبوا على رئاسته في السنوات الفارطة لم يساهموا في استقراره، بل قللوا من شأنه وحوّلوه إلى ناد عاد، أصبح يقاوم كل موسم من أجل تفادي السقوط إلى الرابطة الثانية، ولذلك فإن استقرار شباب بلوزداد يمر حتما عبر تسييره من قبل مؤسسة وطنية على غرار ما هو قائم على مستوى مولوديتي وهرانوالجزائر، شباب قسنطينة وشبيبة الساورة. وباءت جميع محاولات شباب بلوزداد للحصول على امتيازات في مجال التسيير المالي، بالفشل أثناء محادثات مسيريه مع الصندوق الوطني للتوفير والاحتياط "كناب" و شركة "صيدال". ❊ ع . اسماعيل