لحظة وداع... دموع الورد... هي المسلسلات التركية المدبلجة بالسورية التي استطاعت أن تنال هي أيضا الحظ الوافر من الاهتمام العربي والجزائري، بعد النجاح الساحق الذي حققه المسلسلان السابقان" نور" و" سنوات الضياع"، وهو الأمر الذي يؤكد إحكام سيطرة الدراما التركية على الذوق العربي، رغم المنافسة الشرسة التي شنتها المسلسلات المصرية والسورية، وهو الأمر الذي يؤكد وصول المسلسلات التركية إلى قلب وعقل المشاهد العربي، الذي وجد فيها كوكتالا لا متناهيا من أحلامه وطموحاته، خصوصا العاطفية التي يعاني حرمانا رهيبا فيها. المسلسلات التركية التي أحكمت القبضة على السمع والمشاهدة والتركيز، امتازت دون غيرها بملكات عديدة، في مقدمتها التجديد الذي يتوق إليه المشاهد دوما، وكذا الحبكة الدرامية التي مست كل الجوانب الحساسة للفرد على غرار " الحب"، " الغرام"، "الانتقام"، "الكراهية"، "العلاقات الإنسانية"، "الشوق"، "الغيرة"، "الحياة والموت"، "الألم والأمل"، و"الطلاق"، والتي استطاع أبطال المسلسلات تصويرها في مشاهد واقعية تدفع إلى الانفعال والغضب وحتى البكاء مع البطل، إلى جانب توزيع البطولة على كل أعضاء المسلسل دون الانفراد بها، حيث يلمس المشاهد ذلك الانسجام بين الممثلين، رغم وجود أبطال تحوم حول محورهم الأحداث كما هو معمول به في كل المسلسلات. من جهته، الفنان السوري عباس النوري - العقيد أبو شهاب أحد أبرز نجوم مسلسل "باب الحارة " - أكد أن سبب انجذاب المجتمع العربي إلى الدراما التركية، هو اللهجة السورية التي يجب استثمار نجاحها في أعمال قادمة، علاوة على ما تشتمل عليه هذه الدراما من مميزات، كالمطاعم، الأشخاص ذوي الجمال، السيارات الحديثة والحياة الفاخرة، باعتبار أن هذه الماديات تحرك حاجات المجتمع العربي الداخلية. كما استطاعت هذه المسلسلات دغدغة أحلام وأماني الشباب العربي، خصوصا أمام سلطة السيارات الفارهة والماديات، التي تعتبر عصبا حيويا في المسلسلات التركية - طبعا بغرض خدمة السياحة التركية - وهو ذكاء يعترف به للمخرجين والممثلين الذين جعلوا السياحة التركية في مقدمة الغايات. والجدير بالذكر أن عشاق الجديد يتابعون باهتمام جديد الدراما السورية، التي استطاعت بدورها أن تستقطب عددا هائلا من المشاهدين العرب في أعمال مختلفة منها" جوهرة القصر"، "ربيع العمر"، " إمبراطور البحر" ... فهل ستسحب المسلسلات السورية البساط من التركية؟