دعا مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إسرائيل إلى اتخاذ 100 إجراء لتحسين سجلها في حقوق الإنسان، بدءا من رفع الحصار عن غزة إلى الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين والعرب المحتجزين في سجونها.وناقش المجلس -الذي يضم في عضويته 47 دولة- على مدى يومين سجل حقوق الإنسان في إسرائيل، التي من المقرر أن ترد عليه في مارس المقبل بشأن خططها لمتابعة التوصيات. وبموجب آلية جديدة تعرف باسم المراجعة الدورية العالمية، تخضع سجلات كل الدول الأعضاء في الأممالمتحدة للتدقيق كل أربع سنوات. وقد عقد المجلس منذ إنشائه عام 2006 ثلاث جلسات خاصة للنظر في معاملة إسرائيل للفلسطينيين. من جهته وصف مسؤول أممي الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة بأنه "جريمة ضد الإنسانية"، داعيا المحكمة الجنائية الدولية إلى التحقيق مع قادة إسرائيل المسؤولين عن هذا الحصار. ودعا المقرر الخاص لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية ريتشارد فولك المنظمة الأممية إلى بدء جهد عاجل لضمان حماية سكان غزة، مشيرا بأصابع الاتهام إلى الحكومات "التي تتواطأ من خلال دعمها لنهج إسرائيل العقابي سياسيا واقتصاديا". وأضاف أن السكان المدنيين في قطاع غزة "يعاقبون بشكل جماعي نتيجة سياسات إسرائيلية تعد بمثابة جريمة ضد الإنسانية"، داعيا إلى مقاضاة المسؤولين الإسرائيليين بسبب "انتهاكاتهم القانون الجنائي الدولي". وأوضح المسؤول الأممي أن إسرائيل لا تسمح بدخول شيء إلى قطاع غزة سوى كميات بسيطة من المواد الغذائية والوقود تكفي "لمنع تفشي المجاعة والأمراض على نطاق واسع". واتهم فولك إسرائيل بالتسبب في تدهور اتفاق التهدئة بينها وبين حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة، الشهر الماضي "لعدم الوفاء بالتزاماتها حسب الاتفاق بتحسين الظروف المعيشية لسكان غزة". وقال إن هذه التصريحات التي تندد بإسرائيل من مسؤولين أمميين عادة ما يكونون حذرين، لم يحدث مثلها بهذا المستوى منذ السنوات التي بلغ فيها نظام التمييز العنصري أوجه في جنوب إفريقيا. وكان فولك في وقت سابق قد قارن بين التصرفات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية وما ارتكبه النازيون في الحرب العالمية الثانية، مما أثار حنق إسرائيل. كما دعا النائب الفلسطيني مصطفى البرغوثي الأمين العام للمبادرة الفلسطينية أمس الأربعاء إلى ضرورة تفعيل الحركة التضامنية الدولية في مواجهة الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة. وقال البرغوثي في تصريح مكتوب تناقلته وسائل الإعلام أمس "إن نجاح سفينة الكرامة في الوصول إلى شواطئ غزة أول أمس الثلاثاء للمرة الرابعة على التوالي تأكيد على فاعلية ونجاعة المقاومة الشعبية والدولية من أجل كسر الحصار المفروض على القطاع". وشدد على ضرورة بذل كل الجهود الممكنة على الصعيد المحلي والعربي والدولي لتصعيد حملة كسر الحصار لإنقاذ ما يزيد عن المليون ونصف المليون فلسطيني يعيشون في ظروف قاهرة. واعتبر النائب الفلسطيني أن استمرار وتواصل سفن كسر الحصار "يشير إلى فاعلية استراتيجية في بناء حركة تضامنية فعالة لمساندة الشعب الفلسطيني أمام غطرسة الاحتلال الإسرائيلي". وأوضح البرغوثي أن سفينة الكرامة ستحمل في عودتها عددا من طلبة قطاع غزة المحرومين من استكمال مسيرتهم التعليمية وذلك لإعادة التحاقهم في الجامعات وذلك بعدما تم ترتيب إجراءات سفرهم إلى مختلف أنحاء العالم. وكانت سفينة "الكرامة" التي سيرتها "حركة غزة الحرة" وصلت شواطئ غزة قادمة من ميناء لارناكا القبرصي في مسعى متواصل لكسرالحصار الإسرائيلي المفروض منذ عام ونصف على قطاع غزة.