أكد وزير الثقافة عز الدين ميهوبي مؤخرا بتيبازة أن المتاحف والمواقع الأثرية «لن تلجأ ابتداء من الآن لنقل مساحاتها الفسيفسائية إلى الخارج من أجل ترميمها» وذلك بعد افتتاح «الورشة الأولى لحفظ وترميم الفسيفساء القديمة» التي تتوفر على خبرة جزائرية مكونة في المجال. أكد الوزير لدى إشرافه على الافتتاح الرسمي ل «ورشة الحفظ وترميم الفسيفساء القديمة» التي سيكون مقرها بفيلا «أونجلفي» بتيبازة، أن التكوين الذي استفاد منه الأثريون الجزائريون (عددهم 8)، بدعم من مؤسسة «غيتي» الأمريكية وضمن برنامج «موزيكون» سيجعلهم «في خدمة المتاحف والمواقع الأثرية عبر الوطن» التي «تحتاج إلى معالجة استعجاليه» لقطعها الفسيفسائية. قال ميهوبي إن الجزائر تحتل المرتبة الثانية متوسطيا من حيث مخزون الفسيفساء المنتشر عبر ولايات الوطن خاصة الجهة الشرقية، بمساحة تقدر ب 4500 متر مربع. أشار الوزير في ذات السياق إلى أن وزارته تفكر في فتح ورشة ثانية في ولاية شرقية، حيث معالم جميلة وتيمقاد، مما يبرز «انخراط» الجزائر في برنامج الحفاظ على الموروث المادي واللامادي. هذه الدورة التكوينية تراهن على توفير إطار قانوني يضمن الاستقرار المهني والبحثي للأثريين المتكونين، وكذا ترميم كل المساحات الفسيفسائية المخزنة عبر المتاحف منذ 1930. للإشارة، فإن هذه الورشة تندرج ضمن برنامج «ذو بعد متوسطي»، يهتم بكل مناطق الحوض الأبيض، حيث تكثر القطع الفسيفسائية القديمة، والهدف من التكوين خاص ب»كيفية متابعة المتاحف في تطورها وتجددها وتوسعاتها أيضا»، بحيث يتم نقل الفسيفساء بشكل دقيق يضمن لها عمرا أطول. وحسب مديرة مؤسسة «غيتي» الأمريكية جون فينشتاين، فإن ورشة الجزائر هي تكريس لعمل المؤسسة الذي يمتد إلى أكثر من عشر سنوات في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط، وثمنت التكوين الذي تحصلت عليه هذه الدفعة الشابة خلال 2016-2017. إن الدورات التكوينية بمتحف «آرل» بفرنسا والعمل الميداني على موقع أثري بمنطقة جبيل ثم تيبازة، مكن هؤلاء المستفيدين من التكوين من مختلف تقنيات الترميم وصيانة الفسيفساء القديمة، إضافة إلى تلقي عدة معارف حول التوثيق والتصوير وتنظيف القطع باستعمال آلة بذر الماء والتنظيف الكيماوي وغيرها من التقنيات.