انطلقت بقاعة المسرح للمركز الثقافي لبودواو بولاية بومرداس، مساء أول أمس، فعاليات الأيام الوطنية لمسرح الطفل في طبعتها ال12 بمشاركة فرق مسرحية، تمثل 6 ولايات تتنافس على مدار أربعة أيام للظفر بجائزة «القناع الذهبي»، وستكون دولتا فلسطينوتونس ضيفتا الشرف لهذه الطبعة مما يعطي التظاهرة بعدا عربيا. قال رضوان زوقاري رئيس جمعية «المسرح البودواوي» إن تنظيم الأيام الوطنية ال12 لمسرح الطفل ببومرداس يعرف مشاركة نخبة من الوجوه الفنية والجمعيات الثقافية الممثلة لولايات: مستغانم وتلمسان والجلفة وسيدي بلعباس وتيارت والعاصمة، بمعدل فرقة عن كل ولاية، ستمتع الجمهور الصغير بعدد من المسرحيات ذات البعد الاجتماعي والتربوي. وأوضح محدث «المساء» على هامش الانطلاق الرسمي للفعالية مساء أول أمس، بمسرح مدينة بودواو، أن المشاركة الشرفية لعرضين مسرحيين لفرقتين من تونسوفلسطين، يضفي صبغة عربية - مغاربية على التظاهرة «وهو المسعى الذي كنا دائما نطالب به من خلال الارتقاء بهذه الأيام الوطنية لمسرح الطفل إلى مصاف مهرجان»، اعتبر المتحدث غياب الدعم المادي أهم العراقيل التي تقف أمام التأسيس لهذا المهرجان، داعيا وزارة الثقافة تقديم الدعم المادي لجمعيته ومن بعدها السلطات الولائية لبومرداس لتحقيق هذا المبتغى «كونه النشاط المسرحي الوحيد الموجود على مستوى الولاية». تعرف طبعة 2018 للأيام الوطنية لمسرح الطفل مشاركة فرقة المسرح الجهوي «جيلالي عبد الحليم» لولاية مستغانم صاحبة العرض الافتتاحي بمسرحية «حورية»، إلى جانب فرق الجمعيات الثقافية لكل من «تاقرارت للثقافة والفنون» لتلمسان بمسرحية «الكنز المفقود»، وكذا جمعية الفنون المسرحية «النبراس» للجلفة بمسرحية «أنا وإخوتي»، والجمعية الثقافية «أشبال الركح» للعاصمة بمسرحية «القرد والفيلم»، والتعاونية الثقافية «المشعل» لسيدي بلعباس بمسرحية «عودة الصرصور» وجمعية «الثريا للثقافة والفنون» لتيارت بمسرحية «علي بابا والكنز»، وكلها فرق شابة تتنافس على مدار أربعة أيام للظفر بجائزة «القناع الذهبي»، تحت أنظار لجنة تحكيم يرأسها الكاتب المسرحي والسينمائي محمد ناصر تايب، بمساعدة كل من عبد النور يسعد وهو أستاذ بمعهد الفنون الدرامية ببرج البحري وحليم زدام كاتب ومخرج مسرحي، إلى جانب خيرة بوعتو أستاذة بجامعة مستغانم ومليكة يوسف ممثلة تلفزيونية ومخرجة سينمائية. يقام على هامش هذه التظاهرة التي أصبحت ملتقى للعديد من الجمعيات والفرق الثقافية، ندوات وورشات تكوينية ينشطها أساتذة ومختصون في المجال المسرحي. كما ستعرف تكريم كل من الفنانين حميد عاشوري، نوال زعتر، سميرة صحراوي وعبد المجيد مسكود.. ويأتي تنظيمها في سياق الاحتفالات المزدوجة بعيدي الاستقلال والشباب. «حورية» ترسيخ للسلم والمصالحة نالت مسرحية «حورية» للمسرح الجهوي لولاية مستغانم شرف افتتاحية فعاليات الأيام الوطنية ال12 لمسرح الطفل. وقد دامت قرابة 50 دقيقة وتتحدث عن مجموعة من الحشرات تعيش في قرية جميلة هنيئة بحياتها في كنف «حورية» التي تعمل على راحة أصدقائها الحشرات، لكن طمع قسوس (صرصور) جعله يرتكب فظاعة ويسرق العصا العجيبة ويسيطر على سكان القرية ويمارس ظلمه وطغيانه، ما أدى بباقي الحشرات إلى الاستعانة بالمقاتل «جعل» ليخلصهم من قسوس وظلمه ويعيد العصا العجيبة إلى صاحبتها كي تعود الحياة إلى سابق عهدها، وفي النهاية يندم قسوس على فعلته ويسامحه أصدقاؤه، وهي الصفات التي تقول مخرجة العرض المسرحي خولة بوجمعة ابنة المخرج السينمائي المعروف جيلالي بوجمعة، أنه من السهل ترسيخها لدى الناشئة عن طريق المسرح الذي تعتبره من أهم الأعمدة الفنية التي تخدم الفرد والمجتمع عن طريق عروض مسرحية هي عصارة جهد وفكر فرق تتحد لتصنع بهجة الآخر.