عرضت عشية أول أمس فرقة المسرح الجهوي الجيلالي بن عبدالحليم آخر مسرحية برمجتها مديرية الثقافة لولاية مستغانم بمناسبة عطلة الخريف ، مسرحية «حورية» ، من تأليف احميدة بلعالم و إخراج بوجمعة خولة ، حيث تدور الأحداث منذ الوهلة الأولى نال العرض إعجاب الحضور خاصة الأطفال الذين جاؤوا بقوة لمشاهدتها مرفقين بأوليائهم ، المسرحية التي دامت 50 دقيقة ، تندرج ضمن المسرحيات الترفيهية التربوية التي تعالج ذلك الصراع الأبدي بين الأخيار والأشرار والذي لم يسلم منه حتى عالم الحشرات ، تدور أحداث القصة في غابة كثيفة تقطنها الحشرات بأنواعها وأصنافها ، الحشرة «حورية»هي التي تنظم حياتهم ونظرا لعدلها وحكمتها رتبت من قبل مثيلتها في مصاف الأميرات ، حيث كانت دوما ترفع راية العدل والمساواة بين الحشرات ، إلا أنه لم تكون لتنجح لو لا عصاها السحرية التي سمحت لها تحقيق كل هذه النجاحات ، تمكين الحشرية «حورية» في تسيير الشأن الداخلي أدى إلى نمو أحقاد وظواهر الكراهية عند بعض الحشرات ، على غرار الخنفوس قسوس الذي كان دوما يعتقد أن حشرات القرية تكرهه ، فاستغل دخول الحشرية «حورية» في نوم عميق ليسرق عصاها العجيبة و يستعملها في إحداث المشاكل بين حشرات القرية ، فمثلا من بين ما قام به فرض على الحشرات تسليمه كل موادهم الغذائية وما يملكون من أشياء خفيفة وثمينة ، كما استعبد الحشرات وسخرها في خدمة مصالحه الخاصة ، حيث فرض عليهم نقل كل ما جمعه إلى أعلى الجبل لتخزينه ، كما دفعته كراهيته لحشرات القرية بحرق مساكنهم ، بعد إستيقاضها من النوم لم تجد «حورية» عصاها فبدأت مع مر الأيام تفقد كل قواها إلى أن دخلت مرحلة الغيبوبة ، للتخلص من بطش الخنفوس قسوس ، لم تجد حشرات القرية إلا حلا واحدا ، يتمثل في تكليف الحشرة مسرور التقرب من المقاتل الحشرة جوعل الذي يبدو أنه الوحيد الذي له القدرة في تخليص القرية من ظالم الخنفوس قسوس وإرجاع العصا العجيبة إلى حورية ومن ثمة عودة الأمن والسلم بين هذه المخلقات الصغيرة ، الحشرة جوعل الذي يرفض الظلم ينقبل التحدي ، وفي أول مواجهة بينه وبين الخنفوس قسوس اتضح جليا أن العراك سيكون لصالحه جوعل ، حيث نجح في ظرف قصير من قلب الموازين وأخذ العصا العجيبة من الخنفوس قسوس وإرجاعها إلى «حورية» التي بدأت وبمجرد لمسها استرجاع أنفاسها وقواها ، بعد سماعها ما فعله الخنفوس قسوس عفت عنه وطلبت منه الإندماج ضمن عالم الحشرات قبل أن تطلب من الحشرات بصفة عامة السماح له العيش بينهم شريطة أن يشارك في بناء القرية وازدهارها .