تستعد بلدية "آث يني" الواقعة في أعالي جبال جرجرة، لاحتضان فعاليات عيد الفضة في طبعته ال15، التظاهرة ستنطلق يوم 26 جويلية وستتواصل إلى غاية 3 أوت المقبل، ومن المنتظر أن تعرف مشاركة أزيد من 200 صانع للحلي الفضية، أغلبهم من"آث يني"، إضافة إلى مشاركة حرفيين من ولايات أخرى لإبراز التنوع في حرفة صناعة الحلي، مما يضمن استمرارها لمقاومة الزوال. تحتضن فعاليات عيد الفضة إكمالية "العربي مزاني"، بمشاركة أزيد من 200 عارض ينتظر قدومهم من ولايات بجاية، البويرة، بومرداس، العاصمة، أدرار وغيرها من ولايات الوطن، لإثراء المعرض الذي سيمتد إلى غاية 3 أوت المقبل، من بينهم 90 حرفيا يمارسون صناعة الحلي الفضية من منطقة آث يني، إلى جانب مشاركة حرفيين في مختلف منتجات الصناعة التقليدية من الفخار، الزرابي، السلال، اللباس التقليدي، وغيرها من المنتجات المحلية التي يتفنن رجال ونساء جرجرة في صناعتها. سطر منظمو العيد برنامجا ثريا يتضمن إلقاء محاضرات حول صناعة الحلي الفضية، وهي فرصة الحرفيين لطرح انشغالاتهم المتعلقة بالمادة الأولية، والصعوبات التي يواجهونها في سبيل الإبقاء على الحرفة ونقلها من جيل لآخر، مع ضمان تلبية طلبات الزبائن، رغم النقص المسجل أحيانا في المادة الأولية أو غلائها. كما يتم التطرق إلى مكانة الفضة كزينة للمرأة ووسام يقدم للفارس القوي والشجاع. ينتظر أن تعرف هذه التظاهرة في طبعتها ال15، إقبالا كبيرا للزوار على كل من إكمالية "العربي مزاني" ودار الشباب "كداش علي"، لاكتشاف جديد إبداعات الحرفيين في الأشكال والألوان والتصاميم التي تجلب الأنظار في كل مرة، حيث يعمل الحرفيون في كل طبعة على التفنن في إبداع موديلات جديدة، مما جعل هذه الحرفة في إنتاج متواصل، لاسيما بعدما حققت الحلي الفضية رواجا، إذ لم تعد تقتصر على الزينة في المناسبات فقط، وإنما أصبحت زينة المرأة اليومية. كما أدرجت ضمن الهدايا التي تقدم في مختلف المناسبات، على غرار النجاح في الدراسة، التخرج، الخطوبة، عيد ميلاد وغيرها. ذكر أحد الحرفيين من صانعي الحلي الفضية بآث يني، أن تنظيم عيد الفضة سنويا شجع المنتجين على الإبداع وحفزهم على النشاط المتواصل من أجل المشاركة في هذا المهرجان، بهدف عرض منتجاتهم التي تجمع بين الأصالة والمعاصرة، مما يسمح بتسويقها. مضيفا أن العيد فرصة للحفاظ على هذا الإرث الثقافي وعرض ممارسي حرفة صناعة الحلي الفضية إبداعاتهم ومنتوجاتهم التي تمتاز بالثراء والإبداع ومن شأنها الحفاظ على التراث والتقاليد. للإشارة، حازت الحلي الفضية ل«آث يني" على المرتبة الأولى وطنيا، خلال مشاركة الحرفيين في تظاهرات وطنية متعلقة بصناعة الحلي الفضية، بفضل حرصهم على التجديد، مع الحفاظ على التقليد، حيث حازت المنطقة بفضل إبداعات حرفييها على الجائزة الأولى مرتين على التوالي خلال سنتي 2006 و2007، كما تحصلت على الجائزة الثانية سنة 2014، وقد كانت "آث يني" وقراها بمثابة القلب النابض في مجال صناعة الحلي الفضية المزينة بالمرجان، حيث يتزايد عدد ورشات صناعة الحلي الفضية من سنة لأخرى، في سبيل نقل الحرفة وضمان استمراريتها، إلى جانب التأكيد على حرصهم على حمايتها من الزوال بتنظيم عيد الحلي الفضية. ❊ س.زميحي