استمتعت العائلات القسنطينية، مؤخرا، بالعرض الشرفي الأول لمسرحية "أنزار وبوغنجة" لكاتبها احسن سراج ومخرجها ياسين تونسي، حيث نجحت في جلب المئات من العائلات القسنطينية الشغوفة لحضور مثل هكذا تظاهرات فنية ممتعة خاصة وأن العرض يعد الأول من نوعه في مسرح الشارع الذي تستعمل فيه تقنية المريونات العملاقة. العرض المستوحى من الميثولوجيا الأمازيغية الذي انطلق حوالي العاشرة والنصف من ليلة أول أمس، واحتضنت فعالياته ساحة البريد المركزي بالقرب من المسرح الجهوي محمد الطاهر الفرقاني، تناول قصة عشق سيد الأمطار "أنزار" لفتاة جميلة رآها تستحم بالوادي فأحبها وطلب يدها للزواج، غير أن هذه الأخيرة رفضت طلبه وهو ما أثار غضبه وجعله يسحب كل المياه الموجودة في تلك الأرض ليعيش سكانها في جفاف وقحط ومجاعة، ما جعل معشوقته تعيد النظر في طلبه من جديد بعدما خافت على أهلها وقريتها من الموت المحتم، فتراجعت الفتاة عن قرارها وطلبت منه إعادة الحياة والمياه لقريتها من جديد شرط قبولها للزواج، حينها يقرر "أنزار" العفو عن أهل القرية والزواج من الفتاة التي أحبها. العرض المسرحي الذي جرت أحداثه بالشارع نال إعجاب الجمهور القسنطيني الذي حضر بقوة إلى ساحة مركز البريد، حيث نالت فكرة المسرحية خارج خشبة المسرح إعجابا كبيرا خاصة وأنه المكان المناسب خلال الفترة الصيفية باعتبار أن الليل بات متنفسا لهؤلاء، كما صفق الجمهور للفنانين المشاركين بالمسرحية منهم محمد الشريف حمزة ونسرين بن عميرة وليندة غنام الذين تألقوا في أدائهم بفضل تناسق المؤثرات الصوتية والضوئية. من جهته، أشار مخرج المسرحية ياسين تونسي إلى أن الكثير من الناس يعتقدون أن الدمى أو الماريونيت لا تتعدى مجال الأطفال، بينما الماريونيت فن مستقل بذاته وموجه للجميع، كما أن أحداث القصة تدور بعيدا عن خشبة المسرح أي في الشارع وهذا الأخير مكان ملائم للفضاء الذي دارت فيه الأحداث. ❊ شبيلة /ح