نجحت مسرحية «أنزار و بوغنجة» التي قدم عرضها الشرفي ليلة السبت إلى الأحد بساحة البريد المركزي بالقرب من المسرح الجهوي محمد الطاهر الفرقاني بقسنطينة في إيقاظ ليل قسنطينة التي اعتادت النوم مبكرا حتى في فصل الصيف. فوسط حضور كبير للجمهور الذي كان مؤلفا من مختلف الشرائح لاسيما العائلات نسج أبطال العمل الجديد لمسرح قسنطينة الذي كتب نصه أحسن سراج و أخرجه ياسين تونسي فصول «أول تجربة في مسرح الشارع بمدينة الصخر العتيق عن طريق الدمى المتحركة» و رفعوا تحدي إحياء ليالي هذه المدينة. و تروي هذه المسرحية المعروضة في إطار برنامج مسرح قسنطينة خلال موسم الاصطياف لعام 2018 و المستوحى نصها من الميثولوجيا الأمازيغية قصة عشق إله الأمطار الخرافي «أنزار» لفتاة جميلة رآها تستحم بالوادي فطلب منها الزواج لكنها قابلت طلبه بالرفض مما أثار غضبه و جعله يسحب كل المياه الموجودة في تلك الأرض لكن الفتاة تتراجع فيما بعد عن قرارها حينها يقرر «أنزار» العفو عن أهل تلك المدينة و إعادة المياه إليها و الزواج من الفتاة التي عشقها. و استنادا للمخرج ياسين تونسي فإن «كثيرا من الناس يعتقدون أن فن الماريونيت موجه لفئة الأطفال فقط بينما هو فن مستقل بذاته و هو موجه لجميع الفئات العمرية» مضيفا بأن أحداث هذا العمل الجديد تدور خارج خشبة المسرح أي في الشارع الذي هو عبارة عن فضاء مرتجل ميزته فقط أنه ملائم لاحتضان أحداث المسرحية و تعرض أيضا أمام جمهور يتجول». و قد صفق الحضور كثيرا لهذا العمل الذي تقاسم أدواره عديد الفنانين من ممثلين و راقصين من بينهم محمد الشريف حمزة و نسرين بن عميرة و ليندة غنام الذين تألقوا في أدائهم بفضل تناسق المؤثرات الصوتية و الضوئية الذي يعكس المجهود الكبير الذي بذله التقنيون أيضا لجعل العمل في المستوى الذي ظهر عليه.