كشف وزير السياحة والصناعات التقليدية، عبد القادر بن مسعود، عن إطلاق عملية تكوينية كبرى خلال الأسبوعين القادمين لتكوين أكثر من 3800 إطار وعامل، ضمن مسعى مشترك مع وزارة التكوين والتعليم المهنيين يهدف إلى إعادة الاعتبار للخدمة العمومية في المجال السياحي والفندقي وتحسين الاستقبال والتأقلم مع واقع السياحة الجديد. وجاء تصريح وزير السياحة خلال إشرافه، أمس، بفندق الأوراسي بالجزائر العاصمة على حفل تخرج أول دفعة للنظام الجديد «أل أم دي» وآخر دفعة للنظام الكلاسيكي من المدرسة الوطنية العليا للسياحة والمعهدين الوطنيين للفندقة والسياحة لتيزي وزو وبوسعادة، حيث أكد بالمناسبة بأن المجهود الذي تبذله الدولة من أجل النهوض بقطاع السياحة في البلاد، بدأ يأتي ثماره، «بدليل حجم الاستثمارات الهائلة التي تجسدت في الفترة الأخيرة، بفضل الإمكانيات والظروف التي وفرتها الدولة والتحفيزات التي تقدمها للمستثمرين كالإعفاءات الضريبية وتسهيل الملكية للعقار السياحي». واعتبر الوزير ما تبقى تجسيده في الميدان، يكمن في كسب رهان التنافسية من خلال الارتقاء بنوعية الخدمة إلى ما يصبوا إليه السائح وجعل الجزائر قطب سياحي بامتياز، مؤكدا في هذا الإطار أهمية التكوين الذي يعتبر حسبه، الركيزة الأساسية لتطوير القطاع. ذكر السيد بن مسعود بأهداف إستراتيجية التكوين في مختلف فروع السياحة، حيث أكد أهميتها في تزويد المؤسسات الفندقية والسياحية بالكفاءات المهنية، خاصة في ظل تزايد الاحتياجات في مجال التأطير واليد العاملة المختصة، وتضاعف عدد المشاريع السياحية بما تصاحبها من ضرورة لمواكبة متطلبات السياحة العصرية، مضيفا في هذا الخصوص بأن كل هذه المتغيرات والمستجدات دفعت القطاع إلى فتح عدة ورشات لتوسيع المؤسسات التكوينية الموجودة وإنشاء مؤسسات جديدة. كما ذكر بإبرام القطاع لعدة اتفاقيات مع مختلف القطاعات الوزارية كوزارة التكوين والتعليم المهنيين ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي، فضلا عن تعاونه البارز مع مؤسسات الاستثمار السياحي وكذا القطاع الخاص. وأشار ممثل الحكومة في نفس الإطار إلى التوقيع على قرارات وزارية مشتركة بين وزارة السياحة ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي، تتضمن ممارسة الوصاية البيداغوجية لقطاع التعليم العالي على المدرسة الوطنية العليا للسياحة والاعتراف بشهادة ليسانس «ال ام دي» في التسيير السياحي والفندقي. كما أكد الوزير حرصه على رفع نوعية التكوين من خلال اتخاذ مجموعة من التدابير تهدف إلى تحيين البرامج واعتماد نمط تكوين عن طريق التمديد في بعض التخصصات وجعل العنصر البشري في صلب اهتمامات قطاع السياحة عبر الإشراك الفعلي والمكثف لمهنيي القطاع في عملية التكوين لمواكبة التطور الذي يميز الاحتياجات المتزايدة للسياح. وحضر حفل تخرج طلبة مدارس السياحة وتكريم المتفوقين منهم، كل من وزيري التعليم العالي والبحث العلمي طاهر حجار والتكوين والتعليم المهنيين محمد مباركي وممثل عن وزير الداخلية والجماعات المحلية وتهيئة الإقليم. وشملت الدفعات المتخرجة 108 طالب من المدرسة العليا للسياحة من بينهم 52 في النظام الكلاسيكي و56 متخرج ضمن نظام «أل أم دي»، بينما بلع عدد المتخرجين من معهد تيزي وزو للفندقة 126 متخرجا، منهم 96 حامل لشهادة تقني سامي و30 حاملا لشهادة تقني، في حين بلغ عدد المتخرجين من معهد بوسعادة للفندقة والسياحة 152 متخرجا، منهم 84 حاملا لشهادة تقني سامي و68 حاملا لشهادة تقني. كما تم على هامش الحفل إمضاء تعهد لتوظيف المتفوقين من المؤسسات الثلاث بين مدير المدرسة الوطنية العليا للسياحة من جهة والمدراء العامون لكل من الديوان الوطني للسياحة ومجمع فندقة وسياحة وحمامات والنادي السياحي الجزائري من جهة أخرى.