حطت القافلة الوطنية لترشيد استهلاك الطاقة بولاية بومرداس، صبيحة الخميس، ضمن المحطة الثانية من المرحلة الأولى لها، التي انطلقت في الفاتح جويلية وستستمر إلى ال20 منه، لتنطلق بعدها المرحلة الثانية باتجاه ولايات الغرب والجنوب الغربي في سبيل ترسيخ الاستعمال العقلاني للطاقة. يبلغ حجم الاستهلاك الوطني من الطاقة 40 ٪، بما فيها الغاز والكهرباء، منها قرابة 60٪ حجم استهلاك المواطن العادي من الكهرباء، و30٪ استهلاك المصانع لها، وهي المفارقة التي قال عنها مسؤول الاتصال في الشركة الجزائرية لتوزيع الكهرباء والغاز، خليل هدنة، التي حتمت على مصالح مؤسسة وتوزيع الكهرباء والغاز، إعداد برنامج عمل يقوم على التوعية والتحسيس بأهمية الاستعمال العقلاني للطاقة، وأضاف ل«المساء"، على هامش إعطاء إشارة انطلاق القافلة ببومرداس، أول أمس، أن اللجوء إلى قطع الكهرباء على زبائن الشركة ممن لا يدفعون الفواتير "ليس حلا عقلانيا، وإنما الأساس إشراك جميع الفعاليات من مسؤولين ومجتمع مدني وأئمة وغيرهم، ضمن خطة عمل تقضي بتكثيف التوعية بترشيد استهلاك الكهرباء"، يقول موضحا، بأن هذه القافلة التي انطلقت في شهر بداية جويلية الجاري، واستهدفت 20 ولاية من ولايات الجنوب، ثم الولايات الساحلية تعتبر كمرحلة أولى، تليها مرحلة ثانية بعد وقفة تقييميه في نهاية الشهر الجاري، للوقوف على مدى تحقيق الأهداف المسطرة للحملة الوطنية، ومنه تغيير أساليب الاتصال إن تطلب الأمر. حسب دراسة مسبقة لمجمع "سونلغاز"، فإن الاستهلاك السنوي للكهرباء في تزايد مستمر منذ 2012، بما يجعل الجزائر مطالبة بإنشاء محطة لتوليد الطاقة كل سنة، وهو ما يزيد من الأعباء المالية في وضع اقتصادي صعب، ويحتم التوجه نحو اعتماد أساليب جديدة، ومنه تعميم الإنارة العمومية المقتصدة للطاقة "اللاد"، حيث يشير محدث "المساء"، إلى أن الإنارة العمومية تشكل عبئا كبيرا على ميزانية الجماعات المحلية التي تصل إلى 56٪، وبتعميم "اللاد"، فإن الفاتورة ستتقلص كثيرا، مفيدا بأن التحدي الحقيقي في هذا المجال يتلخص في تكوين أعوان مؤهلين في تسيير ملف الإنارة العمومية على مستوى البلديات، إلى جانب إعادة تأهيل شبكة الإنارة العمومية المهترئة المتسببة في ضياع نسبة هامة من الطاقة، مثلما تمت الإشارة إليه ضمن اللقاء الوطني حول موضوع "الانتقال الطاقوي" في 02 جوان المنصرم بالعاصمة. إضافة إلى التعميم التدريجي لاستعمال الصفائح الشمسية، خاصة في البلديات والمدارس، والمساجد لاقتصاد الطاقة. في السياق، ننوّه بتجربة السلطة التنفيذية لولاية بومرداس في مساعيها منذ أزيد من سنة، في تجسيد مشروع طموح يخص تعميم "اللاد" على مستوى الشوارع والأحياء والطرق، رصد له غلاف مالي قدره 320 مليون دينار، إلى جانب منح إعانة مالية ب10 ملايير سنتيم للجان التقنية "كوفي" لأكبر المدن بالولاية تخص تعميم "اللاد"، إلى جانب إنشاء مؤسسة خاصة تهتم بصيانة الإنارة العمومية، أطلقت عليها تسمية "مادي.لايت". الجدير بالذكر أن القافلة الوطنية لترشيد استهلاك الطاقة، تأتي بالتنسيق مع وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، ومع وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، حيث تستهدف توعية الأئمة حتى يقوموا هم بدورهم بنشر الوعي وسط رواد المساجد وحلقات الذكر بالخطوات الأساسية والبسيطة، من أجل الاستعمال العقلاني للطاقة، لاسيما الكهرباء. ❊ حنان.س