خلف انتشار الأوساخ وتراكم النفايات المنزلية عبر مختلف أحياء مدينة تيغنيف والمناطق المجاورة لها بولاية معسكر، تذمرا كبيرا لدى السكان الذين ما إن تتاح لهم الفرصة، إلا وعبروا من خلالها عن استيائهم من تردي الوضع البيئي لمدينتهم وتحميلهم المسؤولية للسلطات المحلية، من البلدية والدائرة والمؤسسة العمومية، لجمع ونقل النفايات المنزلية. المتجول في أحياء مدينة تيغنيف والقرى المجاورة، يلاحظ حجم القمامة والأوساخ المتراكمة على حواف الطرق والأرصفة والروائح الكريهة المنبعثة منها، وما ينتج عنها من انتشار الحشرات، خاصة البعوض والذباب والقوارض (الجرذان) التي باتت تهدد صحة وسلامة المواطنين، الذين أرجعوا سبب انتشار الأوساخ إلى سوء التسيير. يعتبر العديد من مواطني تيغنيف أن بلديتهم لا تعاني من مشاكل مالية، الأمر الذي يسمح لها بتوفير العتاد وتوظيف اليد العاملة اللازمة، لتحقيق استقلالية في مجال جمع ونقل القمامة المنزلية وتنظيف المحيط، وهو ما يتطلب حسب عدد منهم المبادرة واتخاذ القرار الذي يخدم المصلحة العامة والكف عن الصراعات حول أمور لا تصب في مصلحة البلدية. حيث يتفق الكثير من سكان تيغنيف أن تردي الوضع البيئي بالبلدية ازداد حدة وأخذ أبعادا مثيرة للقلق في السنتين الأخيرتين، نتيجة تماطل كل الأطراف المعنية في معالجة أسباب المشكل، سواء فيما يخص تدعيم مؤسسة نقل النفايات بالعتاد اللازم، أو تنظيم عمليات استدراكية للنظافة تمس كامل أحياء المدينة والقرى التابعة لها. فيما حمل مواطنون مسؤولية الوضع المتردي للبيئة على مستوى المحيط الحضري لتيغنيف، إلى المؤسسة العمومية لجمع ونقل النفايات المنزلية التي تتخبط في مشاكل مالية صعبة، عجزت حسبهم على تسيير القطاع بالبلدية، خاصة أن شاحنة واحدة فقط تِؤمن نقل النفايات والأوساخ المنتشرة بطريق المدينة الرئيسي، فيما لا يتم نقل القمامة من الأحياء الأخرى إلا بعد توفر وسيلة نقل يتم استقدامها من بلدية مجاورة. انتقد سكان تيغنيف عدم توفير الكثير من الأحياء على حاويات القمامة، الأمر الذي يجبرهم على رمي النفايات المنزلية على طول الأرصفة وحواف الطرق، حيث أن غياب هذه الحاويات ساعد على خلق الكثير من المكبات غير الشرعية للنفايات، التي يتم حرقها من قبل المواطنين بعد أن تتحول إلى مصدر للروائح الكريهة والحشرات. من جهتهم، نفض عدد من منتخبي المجلس الشعبي البلدي أيديهم من مسؤولية تردي الوضع البيئي ببلديتهم، وحملوها رئيس البلدية الذي حسبهم رفض اقتراحاتهم في شتى أمور تسيير البلدية، الأمر الذي تسبب في انسداد المجلس منذ ما يقارب الشهرين، الأمر الذي عاد بالسلب على تسيير شؤون المواطن. غير أن رئيس البلدية رمى الكرة في ملعب المؤسسة العمومية لجمع ونقل النفايات المنزلية التي، حسبه، تمت مراسلتها لتحمل مسؤوليتها في مجال توفير النظافة بالبلدية، غير أن الأزمة المالية التي تمر بها حالت دون ذلك. للعلم، ليست تيغنيف وحدها من تتخبط في انتشار القمامة والأوساخ، والتي أخذت منعرجا كبيرا خلال الأشهر الأخيرة، بل أن كل بلديات وقرى ولاية معسكر غارقة في تسيير قمامتها، بعد أن غرقت مؤسسة جمع ونقل النفايات في ديونها المالية.