أكد السيد مولود شريفي، والي ولاية وهران، لدى حلوله، أمس، ضيفا على منتدى جريدة "الجمهورية"، أن الجهود مستمرة من أجل تحقيق أفضل النتائج لتعزيز مكانة مدينة وهران وطنيا، باستغلال الطابع الجغرافي الذي يميزها، وكذا الإمكانيات المادية والبشرية التي تزخر بها بطريقة مثلى. المنتدى الذي حضره بعض ممثلي الهيئة التنفيذية للولاية، وممثلو الأسرة الإعلامية، والمجتمع المدني، والأسرة الثورية، قدم فيه الوالي عرضا حول الخطوط العريضة لبرنامجه، وذلك منذ تعيينه على رأس ولاية وهران منذ سنة، كما تناول بالتفصيل أهم التحديات التي تواجه ولاية وهران، وخاصة التحديات المتعلقة باستضافة ألعاب البحر الأبيض المتوسط 2021 . في هذا الشق، طمأن المسؤول الأول عن عاصمة غرب البلاد أن «العمل جار وثابت"، مؤكدا أن الباهية وهران "ستكون في الموعد من أجل طبعة رياضية متوسطية مميزة، تبقى راسخة في أذهان الرياضيين، والضيوف المنتظرين". وأضاف أن الزيارات الميدانية للمشاريع المتوسطية، ستتواصل إلى غاية تسليمها جاهزة وفي آجالها، وبمواصفات عالمية، مبرزا الجهود التي بذلتها الدولة الجزائرية بمختلف مؤسساتها من أجل اختيار مدينة وهران لاحتضان هذه الحدث المتوسطي، وكذلك الاستثمارات الهامة التي استفادت منها الولاية، مشيدا بمساهمات أبناء الباهية "التي بفضلها أصبح ملف التحضير لهذه الألعاب ملفا وطنيا، وليس محليا يعني مدينة وهران فقط". كاشفا عن قرب تفعيل مخطط «السماء الصافية"، بعد توجيه طلب في هذا الشأن إلى الوزارة المعنية، ومواصلة إزالة الهوائيات المقعرة التي أضرت بالجمال العمراني لمدينة وهران بحسب المتحدث. أكد الوالي، أن الخطوط العريضة للبرنامج التنموي لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة الموجه لولاية وهران، "أصبح أكثر وضوحا ودقة، ترافقه الجهود الضرورية، والعناية اللازمة لتجسيده ميدانيا"، لافتا إلى العمل الميداني المكثف "الذي منحنا مقاربة حول ما يجب القيام به على أرض الواقع، بعد اكتشاف واقع الولاية من خلال الزيارات الميدانية، واللقاءات مع الفاعلين في مختلف الميادين، والقطاعات، والحركة الجمعوية، والمجتمع المدني". وصف شريفي، حصيلة نشاطه منذ تنصيبه على رأس الجهاز التنفيذي لولاية وهران ب«الواقعية" ارتكزت على أربعة محاور، الأول حرص على نظافة المدينة، من خلال وضع مخطط عمل لجمع النفايات بمختلف أنواعها، بمختلف الأحياء والشوارع والمداخل، وكذلك الاعتناء بالمساحات الخضراء، وتدعيمها من خلال المواظبة على طريقة الفرز الانتقائي، بالإضافة إلى الرسكلة والتطوير، كاشفا عن إنشاء مركز للنفايات على مستوى حي "المدينة الجديدة"، نظرا للحركية التجارية الكبيرة التي يشهدها على مر السنة، والتي تمكن من استرجاع 2 طن من "الكارطون" يوميا، وفي هذا الإطار، أشار الوالي إلى الخلية التي تم إنشاؤها لهذا الغرض على مستوى ديوان الولاية، والتي تتابع كل صغيرة وكبيرة تخص هذا الملف. من جهة أخرى، كشف الوالي عن دعم الجمعيات التي تعنى بالمساحات الخضراء بإعانات أخرى، وكذلك من خلال استدراك ديونها، مثّمنا الجهود التي مكنت من بلوغ هدف غرس 100 ألف شجرة فوق تراب الولاية، داعيا إلى تقويم السلوكات اليومية للساكنة، ومواصلة عمليات التحسيس، والتعاون من أجل ترقية البيئة، والحصول على مدينة نظيفة، "فالعمل التحسيسي متواصل، والإجراءات الردعية نلجأ إليها في الوقت المناسب". وأكد أن محاربة البنايات الفوضوية، أصبحت مسألة تعني الجميع، وليس مؤسسات الدولة لوحدها، "فهي تشكل تعديا صارخا على البيئة والعمران، زيادة على آثارها التدميرية على الأراضي الفلاحية، والمقيمين بالدرجة الأولى"، موجها اللوم الكبير في انتشار البناء القصدير إلى "السماسرة الذين يجب محاربة أفعالهم دون هوادة"، كاشفا عن رقم 50 ألف وحدة سكنية فوضوية، 25 ألف سكن منها قابل للتهيئة، وتهديم 460 بناية منذ بداية السنة الجارية ومواصلة ما وصفها ب«التراكمات الكثيرة"، كاشفا عن رقم 850 حيوانا ضالا تم القضاء عليه في كل بلديات الولاية. كشف المسؤول التنفيذي الأول عن إعادة تأهيل 52 عمارة من أصل 650 عمارة تم إحصاؤها بمدينة وهران، وهذا منذ سنة 2007، يجري العمل حاليا على تأهيل 16 عمارة أخرى، مبرزا الجهود التي تهدف إلى إعادة الاعتبار للنسيج العمراني، والتأهيل الحضري، والحفاظ على الموروث الثقافي لمدينة وهران، من خلال إعادة تهيئة المعالم الأثرية التي تزخر بها الباهية وهران كساحة أول نوفمبر، وواجهة البحر، وموقع "سانتا كروز"، وكذا المسمكة من خلال إنشاء مجمع خدماتي على مستوى هذه المنطقة. الوالي أكد أن البرنامج السكني الذي استفادت منه الولاية سينجز كليا وفي مختلف الصيغ، مع مراعاة الأولويات منها أصحاب الاستفادات المسبقة، مشيرا إلى مواصلة الانجاز والإسكان بوتيرة مقبولة في نقاط عديدة كسيدي البشير والسانية، كاشفا عن دراسة خاصة لوضع حصة سكنية خاصة بالحالة الاجتماعية، تدرس حاليا على مستوى اللجنة الاجتماعية. أما بخصوص مشكل وادي الروينة الذي يتهدد وسط مدينة وهران فكشف الوالي عن دراسة جارية منذ أكثر من خمس سنوات، تهدف إلى تغيير مجرى الوادي، والقنوات الجوفية حتى يزول هذا الخطر نهائيا، مشيرا إلى أن هذا الملف سيطرح بكل نقاطه خلال الزيارة المرتقبة لوزير الري والموارد المائية. كما كشف الوالي عن قرب استلام حظيرتين بطوابق تضاف إلى الأولى العملية، مؤكدا الإبقاء على حظيرة "المدينة الجديدة"، رغم الخسائرالتي لحقتها، والناجمة عن النيران التي اندلعت بها. أشار الوالي إلى أن البرامج التنموية الأخرى، تتم بنسق أكثر من مقبول كتوسعة المطار الدولي "احمد بن بلة"، وكذا ميناء وهران، ومشروع انجاز الطريق الذي يربط الميناء بالطريق السيار شرق -غرب، والذي اقترح ربطه بالمدينة للتخفيف من الازدحام المروري، في آخر زيارة لوزيرالنقل والأشغال العمومية، ومشروع محطة جديدة لسيارات الأجرة، من إنجاز مقاول خاص في انتظار مشاريع أخرى ممركزة كالخاص ب«ميترو" وهران.