347 مليار دج لإنجاز 855 عملية قطاعية و183 عملية في البرامج البلدية للتنمية نترقب استلام 20 ألف وحدة سكنية هذه السنة بمختلف الصيغ الاجتماعية، عدل والترقوي المدعم 6 مسابح جوارية وفضاء ترفيهي جديد للمواطنين على مسلك طريق مطار أحمد بن بلة الوحدات الإنتاجية التي يتم إنجازها ستخلق ما يقارب أكثر من 19 ألف منصب شغل تكريس ثقافة المحافظة على البيئة أكد والي ولاية وهران السيد مولود شريفي، في حوار حصري ل" الجمهورية" أن صيانة المشاريع التي تم إنجازها في الماضي، والعناية بالمحيط والنمط المعيشي للمواطن الوهراني، تمثل أولى أولوياته التي يعمل على تجسيدها على أرض الواقع، وقال إن المشاريع الكبرى التي استفادت منها الباهية، جعلتها في مصاف العواصم المتوسطية الكبرى، كما أكد أنها ستكون جاهزة للألعاب المتوسطية التي ستنظم في 2021، وأشار إلى أن المنجزات السكنية والصحية والتربوية والسياحية والصناعية، التي ستسفيد منها قريبا، سترفع الغبن عن المواطن وستدفع قدما بالمسار التنموي الشامل الذي تعرفه عاصمة الغرب الجزائري منذ سنوات.
الجمهورية: كيف كنتم تنظرون إلى وهران، قبل تعيينكم على رأس الولاية، وهل اختلفت هذه النظرة وأنتم تديرون شؤونها اليوم ؟ والي وهران السيد مولود شريفي: أولا تعييني على رأس ولاية وهران، من قبل فخامة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة يعتبر شرفا كبيرا لنا، لاسيما وأن الولاية تاريخية ومعروف عنها أنها عاصمة الغرب الجزائري.. كنت جد متشوق بعد قرار تعييني لمباشرة مهامي على رأس الولاية، لاسيما وأني أعرفها جيدا، بحكم أني أديت فيها فترة الخدمة الوطنية، وكانت لي فرصة زيارتها سابقا إن على الصعيد الشخصي أوحتى العائلي والسياحي. لا أخفي عنكم أني قدمت إلى هذه الولاية وأنا أحمل أفكارا مسبقة إيجابية، نظرا لما تمتاز به من مؤهلات وسمعة ذائعة الصيت، حيث يتداول اسمها على ألسنة جميع الجزائريين، وبالتالي فإننا سنعمل على تشريف المسؤولية التي شرفنا بها رئيس الجمهورية، بتطبيق برنامجه الشامل، - وهذا ما نقوم به يوميا للأمانة- على أن نستمر في ذلك من خلال تجسيد كل البرامج التنموية وتسجيل أخرى، وتقديم أفكار في الميدان، كي نرتقي بهذه المدينة ونلبي كافة انشغالات مواطنيها . الجمهورية : بعد قرابة عام من تنصيبكم على رأس الولاية، هل يمكن أن تشخّصوا لنا أهم النقائص والمنغصات التي تعاني منها عاصمة الغرب الجزائري ؟ السيد مولود شريفي: أول شيء قمنا به بعد تنصيبنا، هو تنظيم خرجات ميدانية وزيارت ماراطونية إلى جميع بلديات الولاية ال26، حيث مكنتنا هذه الزيارات المثمرة من معرفة مكامن الخلل التي تعاني منها البلديات والنقائص التي يشكو منها المواطنون. ويجب أن أؤكد في هذا المقام، أنه ومنذ 1999 تاريخ انتخاب رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، عرفت هذه الولاية قفزة نوعية في شتى المجالات، حيث لاحظنا وجود تنمية متوازنة بين مختلف البلديات، وأحسن دليل على مستوى التنمية الكبير الذي بلغته الولاية، هو القضاء نهائيا على مشكل التزود بالمياه الصالحة للشرب الذي كانت تعاني منه في تسعينات القرن الماضي.. حيث أصبحت وهران من بين أحسن الولايات على مستوى الوطن، من حيث توزيع هذه المادة الحيوية.. بطبيعة الحال كمسؤول، وإداري ومكلف بتسيير الشأن العام، نطمح دائما للمزيد، شأننا شأن المواطنين، إذ وفيما يخص البرامج الخماسية المتتالية، هناك برامج أخرى أستطيع أن أقول هي إما برامج إضافية، أو برامج تصحيحية، أو برامج ناقصة تم استدراكها.. وهذه هي التنمية مسؤول يكمل عن مسؤول، وعجلة التنمية تستمر، ونحن واثقون أن الولاية فيما يخص الهياكل والمستوى المعيشي، باتت اليوم رائدة ونموذجية، بل وتعتبر حسب رأيي، من أحسن الولايات على المستوى الوطني. الجمهورية: ماذا في جعبتكم من مشاريع وهياكل كبرى وأفكار تريدون تجسيدها للنهوض بهذه الولاية ؟ السيد مولود شريفي: تعلمون أن الولاية، تستعد لاستقبال موعد رياضي عالمي مهم، ألا وهو ألعاب البحر الأبيض المتوسط في 2021، هذه الألعاب تعتبر فرصة ثمينة، لكي نثمن ما لدينا من مكتسبات ونضيف أخرى جديدة. في هذا الإطار، برنامجنا وورقة الطريق التي نحرص على تجسيدها، مستمدة من برنامج فخامة رئيس الجمهورية، الذي لم يستثني أي قطاع، أو أي شريحة من المجتمع، وهذا التجسيد بطبيعة الحال، يتجلى من خلال ما نقوم به حاليا من مشاريع، في عدة قطاعات على غرار : الطرقات، السكن، الهياكل المدرسية، التكوين المهني، الصحة... ولكي نعطي بعض الأرقام، فإن ولاية وهران وإلى غاية تاريخ 31 ماي بالتقريب، لدينا برنامج بتغطية مالية يقارب 347 مليار دج لكل القطاعات، يشمل 855 عملية قطاعية و183 عملية في البرامج البلدية للتنمية، ضف إلى ذلك البرامج المسجلة على ميزانية البلديات التي تقارب أكثر من 400 عملية، كل هذه البرامج جارية في الميدان وتنجز بكل ارتياحية. أما بخصوص البرنامج السكني، فإن الولاية استفادت من برنامج هام في هذا المجال، خلال الخماسيات المتتالية، أكثر من 170337 وحدة سكنية، حيث تم إنجاز ما يقارب 99 ألف سكن، وحاليا المشروع الجاري إنجازه يزيد عن 59 ألف وحدة سكنية بجميع الصيغ، ونترقب هذه السنة (2018) استلام ما يقارب أكثر من 11600 ألف سكن من الصيغة الاجتماعية فقط، حيث تضاف لها صيغة عدل بأكثر من 6000 سكن مع المراهنة على الارتفاع إلى 10 آلاف سكن، وسكن بصيغة " ألبيا" بأكثر من 2000 سكن، ما يعطي لنا برنامجا سكنيا يفوق 20 ألف سكن نترقب استلامه، مع العلم أننا قمنا بتوزيع ما يقارب 4400 وحدة سكنية، منذ أوت 2017 إلى ماي، هذا ما يجعلنا متفائلين فيما يخص المستقبل. أما فيما يخص الأمور الأخرى التي أعطيناها أهمية كبيرة، إلى جانب ما يتم صيانته، فإنني أؤكد أنه من واجبنا التكفل بما تم إنجازه من مشاريع، ما يستدعي تظافر جهود الجميع، لصيانتها وجعله دائما في في مستوى التسيير، لاسيما وأننا لاحظنا في الماضي، أن هناك عدة هياكل تم استلامها ولكنها أصبحت مهملة وغير مستعملة، ما يستلزم في القريب العاجل تدارك هذه الأمور المسجلة. أما فيما يخص الملف الذي أولي له أهمية كبيرة، دون الاستغناء عن الملفات الأخرى طبعا، فهو مسألة العناية بالمحيط، والنمط المعيشي للمواطن. هذا الملف حسب رأيي له تأثير كبير ويعتبر قاطرة لكل القطاعات الأخرى، لأنه من غير المنطقي، أن يعيش المواطن في محيط غير لائق.. وفي هذا الإطار كما لاحظتم وعلى سبيل المثال، نحن بصدد إنجاز عدة حدائق عمومية ومحولات طرق جديدة، على غرار ما يتم إنجازه على مستوى المسمكة، هذه النقطة السوداء التي بقيت عالقة لعدة سنوات،.. دون أن ننسى ساحة أول نوفمبر (بلاص دارم سابقا) حيث الأشغال جارية على قدم وساق، لكي نعطي فضاء جديدا للمواطنين. زيادة على التوسع الذي تشهده المدينة، من الجانب الشرقي، هذا التوسع العمراني الجديد، خلق ما يسمى " مركزية جديدة للمدينة "، حيث تنقلت من المدينة القديمة إلى الجديدة، ونحن في سياستنا نريد استعادة هذا التوازن، الأمر الذي تطلب تركيز بعض المشاريع، كي نعيد الحيوية للمدينة القديمة، من خلال إنجاز حظيرة كبيرة للسيارات، تهيئة المحيط، وإعادة ترميم العمارات، على أن يتم الانطلاق قريبا في تهيئة ساحة الطحطاحة بالمدينة الجديدة... الجمهورية: معذرة على المقاطعة وماذا عن قطاع الشباب ؟ السيد مولود شريفي: قمنا بتسجيل عدة فضاءات رياضية جديدة، على غرار ملاعب على مستوى حي " البركي "، حيث توجد أكثر من 7 ملاعب إضافية بالإضاءة الليلية، حتى نخلق فضاءات إضافية للشباب، وهناك برنامج لإنجاز 6 مسابح جوارية بمسرغين، السانيا، الرأس الأبيض، سيدي الشحمي، الكرمة، حي بوعمامة، وفضاء ترفيهي جديد للمواطنين، سينجز على مسلك طريق مطار أحمد بن بلة الدولي، دون أن ننسى البرنامج الكبير الذي أنجزناه، وانخرط فيه العديد من المواطنين والجمعيات وحتى مختلف الأسلاك الأمنية وأفراد الجيش الوطني الشعبي، والمتمثل في غرس أكثر من 100 ألف شجرة، على مستوى بلديات الولاية. بالإضافة إلى الطريق الاجتنابي الذي يتم إنجازه، ويربط ميناء وهران بالطريق السيار (شرق - غرب) كما لدينا أيضا مشروع لتوسعة مطار أحمد بن بلة الدولي، الذي سيستقبل 4 ملايين سائح سنويا بعدما كانت قدرته الاستيعابية 800 ألف سائح في السنة، وتسجيل عملية لمحطة تصفية المياه القذرة، والمياه المستعملة على مستوى بلدية وادي تليلات، التي سينطلق إنجازها قريبا، فضلا عن قطاع التربية، حيث نستعد هذه السنة لاستلام أكثر من 35 مؤسسة تربوية، 4 ثانويات، و6 مؤسسات متوسطة، ما يجعلنا جد متفائلين في ما يخص الدخول الاجتماعي المقبل. الجمهورية: تستضيف وهران في 2021، ألعاب البحر الأبيض المتوسط، ما هو جديد تحضيرات الولاية لاحتضان هذا الحدث الرياضي الهام ؟ السيد مولود شريفي: لا نخفي عنكم أننا قمنا بعدة زيارات ميدانية لمعاينة وتحضير المنشآت التي ستستقبل هذه الألعاب، لاسيما المنشأة المهمة وقلب التظاهرة، المتمثلة في المركب الرياضي الأولمبي الذي يتم إنجازه على مستوى منطقة بلقايد، بالإضافة إلى القرية الأولمبية.. هذه الهياكل تجري الأشغال بها بوتيرة جد متسارعة وجيدة، وهذا راجع إلى المتابعة اليومية، حيث قمت في البداية بتنصيب لجنة تقنية متكونة من تقنيين مهندسين، موظفين مكلفين بمتابعة المشاريع، وتقوم برفع جميع العراقيل والمشاكل المسجلة، بالإضافة إلى ذلك، قمنا بتنصيب لجنة مكلفة بمرافقة أشغال التهيئة والتجميل وإضافة الجانب الفني لمدينة وهران، هذه اللجنة متكونة من فعاليات تضم المجتمع المدني، مثقفون، مؤطرون وناشطون في مختلف الميادين، حيث تقوم بتقديم اقتراحات ويتم تجسيدها في الميدان، حتى يتم استقبال ضيوف الباهية في أحسن الظروف. كما توجد 8 منشآت رياضية، نحن بصدد بدء أشغال ترميمها وهي مسابح وساحة للفروسية، وقصر الرياضات، وملاعب التنس، كل هذه الهياكل الرياضية، يتم تهيئتها حتى تكون جاهزة لاحتضان التظاهرة ... الجمهورية: برأيكم هل ستكون وهران في 2021 جاهزة لهذا الحدث المتوسطي الهام ؟ السيد مولود شريفي: حتى ولو تم برمجة الألعاب هذه السنة، فإن وهران مستعدة للحدث، وحتى أعطي مثالا على ذلك، فإن الشطر الأخير الذي بقي إنجازه على مستوى الملعب الأولمبي، هو العشب الطبيعي، وستقوم الوزارة الوصية بتعيين المقاولة المكلفة بالأشغال قريبا، أما فيما يخص الشق التنظيمي فقد قمنا في ماي المنصرم بتنصيب اللجنة الوطنية لتحضير الألعاب الأولمبية، وسيتم تعيين في الأيام القليلة المقبلة، المدير العام للألعاب، والذي ستكون مهمته البدء في إعداد التحضيرات التنظيمية، على غرار المتطوعين والتجهيزات، المؤونة، النقل... إلخ، وهو المسؤول الذي سيتم تعيينه من قبل وزير الشباب والرياضة، باقتراح من ولاية وهران. الجمهورية: هل يمكن أن نعرف اسم هذا المدير ؟ السيد مولود شريفي: نحن قدمنا اقتراحات وطلبنا من مدير الشباب والرياضة وكل المعنيين تقديم أسماء، تتوفر فيهم جميع المؤهلات التي تجعلهم يقودون هذه المديرية. الجمهورية: معروف عن وهران أنها عاصمة للغرب الجزائري، هل تملك الباهية برأيكم مقومات العاصمة المتوسطية؟ السيد مولود شريفي: الأكيد أن الهياكل والبرامج السكنية والرياضية والسياحية والثقافية والاقصادية... إلخ، تجعلنا نؤكد على أنها تملك جميع مقومات العاصمة المتوسطية، دون أن ننسى القطاعات الأخرى على غرار الصحة، حيث يتم إنجاز ما يقارب 8 مؤسسات صحية من الطراز العالي، منها مستشفيان بقدرة استيعاب 240 سرير على مستوى بلديتي سيدي الشحمي وقديل، مستشفى 120 سرير للحرائق الكبرى بولاية وهران، ومستشفى 120 سرير على مستوى وادي تليلات، ومستشفى ب60 سريرا على مستوى الكرمة، مركز لمكافحة داء السرطان، وهيكل للاستعجالات الطبية، وعيادة متعددة الخدمات بحي بوعمامة ومرسى الحجاج، كل هذه المنشآت وصلت وتيرة الإنجاز بها إلى 70 بالمئة، حيث سنستلم هذه السنة 4 إلى 6 مؤسسات استشفائية جديدة، ضف إلى ذلك كلية الطب وهي الأكبر على المستوى الوطني، بقدرة استيعاب تزيد عن 10 آلاف طالب. أما في المجال السياحي فلدينا أكثر من 170 مؤسسة فندقية في طور الإنجاز، حيث ستسمح برفع قدرات الاستقبال إلى أكثر من 50 ألف سرير في غضون 2021، دون أن ننسى احتضان الولاية لكبرى المؤتمرات والندوات الدولية الهامة في مجال مكافحة الإرهاب والطاقة والصحية ... إلخ. الجمهورية: برنامج رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، يشدد دائما على ضرورة اهتمام الولاة، بالصناعة والفلاحة، هل لوهران نصيب من هذين القطاعين ؟ السيد مولود شريفي: يجب أن نؤكد وبكل افتخار أننا من الولايات الرائدة فيما يخص البرامج الصناعية، حيث تمتلك وهران حاليا أكثر من 5400 وحدة إنتاجية صغيرة وكبيرة، والوحدات الإنتاجية التي يتم إنجازها ستخلق ما يقارب أكثر من 19 ألف منصب شغل جديد، كما قمنا بدراسة ما يقارب أكثر من 350 ملف استثماري نهاية سنة 2017 و2018، وتنصيب عدة مستثمرات على مستوى المناطق الصناعية، ونحن بصدد خلق مناطق نشاط على مستوى البلديات، وفي استيراتجيتنا نحاول قدر الإمكان أن نرافق قطاعي الصناعة والفلاحة في نفس الوقت، حيث سيتم هذه السنة إضافة 8000 هكتار من الأراضي المسقية، ونأمل أن يكون المنتوج الفلاحي وافرا هذا العام، لاسيما بعد تسجيل مغياثية هامة وكبيرة. أما بخصوص إنتاج الحليب، فقد أعطينا كل التسهيلات للفلاحين والمستثمرين الذين يريدون تطوير المهنة، على غرار عملية تجميع الحليب، أو إعادة تحويله، وحتى مؤسسة " جيبلي " منحناها قطعة أرضية كي يتم خلق وحدة جديدة لإنتاج الحليب. الجمهورية: ما هي نظرتكم بخصوص تفعيل العلاقة التشاركية والعملية بينكم وبين المنتخبين المحليين ؟ السيد مولود شريفي: قناعة منا أن العمل يجب أن يكون متكاملا، بين الهيئة المنتخبة والهيئة المعينة، ودستور 2016 أعطى قسطا كبيرا، للمنتخب المحلي ودوره في التنمية، وتم تجسيده في إطار التعليمات والقوانين التي جاءت فيما بعد من قبل وزارة الداخلية والجماعات المحلية، على ضرورة أن تكون العلاقة تكاملية وتشاركية، وقد كان لي محليا بعد تنصيبي، عدة لقاءات مع رؤساء البلديات، حيث قدمنا نظرتنا بخصوص العلاقة التفاعلية بين الجانبين، بالتشاور والتكامل لأن هدفنا واحد ألا وهو تنمية الولاية. الجمهورية: للأمانة نعيش أزمة نظافة تغيب بالشوارع والأحياء وأمام المدارس ومختلف الهيئات، وأزمة تهيئة عامة تغيب بالأرصفة والطرقات، ماذا ينقص لتصحيح هذا الوضع؟ السيد مولود شريفي: نعم المشكل وطني، وللقضاء عليه يجب اشتراك جميع الفاعلين بدءا بالسلطات العمومية، المنتخبين والمؤسسات المكلفة والجمعيات والمواطنين .. على مستوى الولاية، الأمور أحسن من عدة ولايات، لكن هذا لا يجعلنا نقول إننا وصلنا إلى المبتغى، لكن هناك تحسن بفضل الإجراءات المتخذة، منها : تنصيب خلية البيئة على مستوى الولاية، حيث وفرنا لها جميع الإمكانيات البشرية والمادية، لتقوم بعملها على أحسن وجه، إضافة إلى العمل الكلاسيكي والعادي الذي تقوم به البلديات محليا، وأكبر عمل تقوم به خلية البيئة، هي رفع بعض النفايات التي اعتبرها خفيفة ولكنها مضرة، مثل جمع القارورات والنفايات البلاستيكية على مستوى الطرقات، إذ من المؤسف ولا أعرف إن هي عادة، أصبح رمي هذه البقايا إجراء عاديا، ما يتطلب منا عدة إجراءات، للوصول إلى تكريس ثقافة المحافظة على البيئة. في هذا الإطار قمنا بتنصيب حظيرة للرسكلة على مستوى المدينة الجديدة، وهي مركز بيداغوجي نريده فضاء لتربية أجيال المستقبل، وتكريس الثقافة البيئية لدى المواطن... وبالتالي علينا التشمير على سواعدنا وعدم الشعور باليأس من بعض السلوكات التي أعتبرها " عنفا حضريا " وأفعالا انتقامية، لكن أؤكد لكم أن الوعي بدأ يرتفع لدى المواطنين ونأمل أن نقضي نهائيا على هذا المشكل العويص. الجمهورية: معذرة على المقاطعة هل يوجد نقص في العتاد المخصص لجمع القاذورات؟ السيد مولود شريفي: لا يوجد نقص في هذا الجانب، هذه السنة فقط قمنا بتوزيع على حساب ميزانية الولاية، أكثر من 1000 حاوية لرفع النفايات على مستوى البلديات، إضافة إلى ما تقوم باقتنائه البلديات ومؤسسة وهران نظافة، مع العلم أننا سجلنا سرقة بعض الحاويات، وقد قمنا بتفكيك بعض العصابات الناشطة في مجال هذا النوع من السرقات. الجمهورية: وهران وكما هو معروف تشهد توسعا من الناحية الشرقية، هل من إجراءات لتوفير الأمن في هذه المجمعات السكنية الجديدة ؟ السيد مولود شريفي : فما يخص كل التوسعات التي شهدتها الولايات ترافقها مؤسسات أمنية جديدة، وهذا ما قمنا به الأسبوع الماضي رفقة وفد من المديرية العامة للأمن الوطني، دون أن ننسى تعليمات وزير الداخلية والجماعات المحلية نورالدين بدوي، والمدير العام للأمن الوطني السيد عبد الغني الهامل لتوفير الأمن في المجمعات السكنية الجديدة، وضرورة تنصيب وحدات أمنية جوارية في كل الأحياء، ويمكن أن نقول أنه وبإنجاز مراكز أمنية حضرية على مستوى حي سيدي البشير وحي بوعمامة، فإن التغطية الأمنية مكفولة 100 بالمائة، دون أن ننسى وحدات الدرك الوطني المنتشرة عبر كامل إقليم الولاية. الجمهورية: نجاح تجربة " التراموي " دفعت المواطنين إلى المطالبة بتمديد الخطوط إلى المجمعات السكنية الجديدة، هل يوجد مشروع من هذا القبيل ؟ وماذا عن الحلم الذي بات يراود الكثير من سكان الولاية والمتعلق ب" ميترو وهران " ؟ السيد مولود شريفي: " ترام وهران " أعطى نتائج جيدة بدليل الاستعمال اليومي للمواطنين لهذه الوسيلة العصرية، ونأمل صراحة أن يتم توسعة الخط إلى بلقايد والمطار، نحن بصدد تقديم اقتراحات في هذا الإطار للوزارة المعنية. أما بخصوص " الميترو " الذي يدخل في إطار سياسة الحكومة، لأنها من المشاريع الممركزة، فإنه بعد إنجاز " ميترو الجزائر "، سيكون بدون شك توسعات في مناطق أخرى، ووهران ستكون من الولايات الأولى التي ستستفيد من هذه الوسيلة الحضرية. هذا البرنامج عرف بعض " التريث " بسبب الأوضاع المالية الاستثنائية المعروفة. وفيما يتعلق ب" التليفيريك " فإن المشروع تم اطلاقه من جديد لكي يتم إعادة تشغيله، وقد تم تعيين المؤسسة المنجزة من قبل وزارة النقل، وهي حاليا قيد الدراسات التطبيقية، الجمهورية: ما هي الإجراءات التي اتخذتها الولاية لإنجاح موسم الاصطياف لهذا العام؟ السيد مولود شريفي: نولي لموسم الاصطياف أهمية كبرى، حيث تستقبل ولاية وهران ما يقارب عن 25 مليون سائح في الفترة الصيفية، وقد عقدت عدة اجتماعات مع رؤساء الدوائر والبلديات الساحلية، وبحضور رئيس المجلس الشعبي الولائي، حيث قمنا بتجسيد بعض الإجراءات الميدانية منها الانطلاق في تهيئة الطرقات والشواطئ المسموحة بالسباحة والبالغة 24 شاطئا.. الجمهورية: وماذا عن مشكل ازدحام السيارات الذي يعاني منه السائحون طيلة موسم الاصطياف في الطنف الوهراني ؟ السيد مولود شريفي: هذه السنة ستكون إجراءات تخفيفية كثيرة، بعد فتح المسلك (الطريق الاجتنابي لمدينة المرسى) والذي يعتبر نقطة الاختناق الكبيرة، هذا المشروع الذي كنا نأمل استلامه في 15 ماي الحالي، تأخر قليلا بسبب تساقط الأمطار، ولكن مهما يكون سنستلمه قبل نهاية الشهر الحالي وفتحه للمصطافين، بالإضافة إلى تهيئة محور الدوران على مستوى المسمكة الذي كان نقطة سوداء كبيرة، ما يعطي أكثر سيولة للسائقين، كما أننا نفكر للقيام بإجراء استثنائي لمنع سير شاحنات الوزن الثقيل في طريق الطنف في الفترة الصيفية، وأول إجراء سنشرع فيه سيكون في عطلة نهاية الأسبوع وسيتم توسيعه إلى الأيام الأخرى، وهذا دون إيقاف الحركة الاقتصادية لشاحنات الوزن الثقيل.