حدد رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري، نقطة الاختلاف بينه وبين أحزاب المولاة وفي مقدمتها الافلان والأرندي بمسألة العهدة الخامسة لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، وتمسك الحزبين بالاستمرارية، مشيرا إلى أنه سجل في المقابل توافقا كبيرا في وجهات النّظر مع رئيس حزب جبهة المستقبل عبد العزيز بلعيد، في تشخيص الوضع العام للبلاد، فيما تحفّظ هذا الأخير من جهته على نقطة تدخل الجيش في الحياة السياسية، معللا موقفه بكون «مهام الجيش محددة دستوريا». وثمّن رئيس حركة مجتمع السلم أمس، فحوى اللقاء الذي جمعه برئيس جبهة المستقبل بمقر هذه الأخيرة بالعاصمة، مسجلا تطابقا كبيرا في رؤى الحزبين فيما يتعلق بتشخيص المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي تعيشها الجزائر، واستعداد التشكيلتين للحوار من أجل ضمان استقرار البلاد على جميع المستويات. وأعلن مقري، بالمناسبة عن برنامجه السياسي لترويج مبادرة التوافق الوطني خلال الأسابيع القادمة، حيث أوضح بأنه سيستأنف النشاط بعد العطلة بالقيام بلقاءات مع المجتمع المدني تليها لقاءات جوارية مع القاعدة خلال الخريف المقبل، «وذلك من أجل شرح المبادرة وتعريف الشعب الجزائري ببنودها»، مجددا التذكير بالمناسبة بأن مسألة الحسم في قضية الرئاسيات القادمة «تبقى من اختصاص مجلس الشورى الذي سيقرر ما يراه مناسبا» . كما جدد مقري، تمسكه بنقطة مرافقة «لجيش لمبادرة التوافق الوطني» تقديرا منه بأن «هذا الاقتراح ينم عن الحرص على ضمان تأمين الوضع». من جانبه أكد رئيس جبهة المستقبل عبد العزيز بلعيد، بأنه لا يعارض العهدة الخامسة للرئيس بوتفليقة «لو أراد الشعب ذلك»، قناعة منه بأن «الشعب هو مصدر كل السلطات والكلمة الأخيرة ترجع إليه في اختيار الرؤساء» . وفي رده على سؤال متعلق بموقف الجبهة من النقطة التي تضمنتها مبادرة التوافق الوطني لحمس والمتعلقة بتدخل الجيش ومرافقته لمرحلة انتقالية، أكد بلعيد أن «دور الجيش واضح في الدستور وهو حماية الوحدة الترابية للوطن والدفاع عنه»، مضيفا أن «الشعب الجزائري هو وحده من يختار الرؤساء عن طريق التصويت الديمقراطي والحر». كما ركز السيد بلعيد، في تدخله أمام الصحافة على ضرورة مساهمة جميع الأحزاب السياسية في مرحلة البناء، والقيام بتوعية المواطن ليقوم بدوره السياسي على أكمل وجه، من خلال الابتعاد عن العزوف الانتخابي، مشيرا إلى أن هذا السلوك «يضر بالديمقراطية ويؤدي إلى العنف بطريقة أو بأخرى لأنه لا يسمح بتكريس خيار الشعب». وأشار في هذا الصدد إلى أنه لا يريد أن يكون الشارع مصدرا للتغيير «لأن ذلك أمر يجلب مخاطر كبيرة للبلاد». كما عبر رئيس جبهة المستقبل عن تخوفه من المخاطر التي تهدد الجزائر، داعيا إلى اليقظة وإلى إسهام الجميع في تجنيب الجزائر سيناريوهات مشابهة لما عاشته ليبيا والعراق وسوريا. وفي رده عن موقف الحزب من الانتخابات الرئاسية القادمة قال السيد بلعيد، إن المؤتمر القادم الذي سيعقده الحزب في شهر سبتمبر المقبل، سيحدد بدقة خيار الحزب «سواء المقاطعة أو المشاركة وفق الصيغ المناسبة». وتطرق السيد بلعيد، في مداخلته للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، معتبرا إياها أوضاعا «مخيفة» واستشهد في هذا الإطار بتنامي ظاهرة «الحرقة» في أوساط الشباب، «فضلا عن انهيار القدرة الشرائية للعائلات الجزائرية وقلّة فرص التوظيف لخريجي الجامعات الجزائرية» . إذ اعتبر القاسم المشترك بين جبهة المستقبل وباقي الأحزاب السياسية هو «خدمة الجزائر»، أشاد بلعيد بمبادرة «حمس» التي أكد بأنه «لمس فيها صدقا كبيرا لدى أصحابها، معربا عن استعداده للتعاون مع جميع الأحزاب من أجل بناء الوطن والحفاظ على مكاسب الأمن والاستقرار والديمقراطية.