كشفت مجلة أمريكية عن مساعي أمريكية على أعلى مستوى من أجل قبر جهود وكالة غوث للاجئين الفلسطينيين الأممية "اونروا" ضمن خطة لتحجيم المساعدات الدولية الموجهة لسكان قطاع غزّة، والقضاء على مطلب حق العودة الذي يبقى شرطا من شروط السلطة الفلسطينية لإقامة السلام مع الكيان المحتل. وأكدت مجلة فورين بوليسي "السياسة الخارجية" أن غاريد كوشنر، مستشار وصهر الرئيس دونالد ترامب، الذي عينه وسيطا في عملية السلام في الشرق الأوسط، طالب أعضاء في الإدارة الأمريكية ببذل مزيد من الجهد من أجل عرقلة نشاط الوكالة الأممية قصد تجويع سكان قطاع غزّة وجعلهم لا يفكرون في حق العودة. وأضافت المجلة واسعة الانتشار أن كوشنر، ذي الأصول اليهودية عمل منذ تعيينه في منصبه كبير المستشارين السياسيين للرئيس ترامب، عمل كل ما في وسعه من أجل تقليص المساعدات الأمريكية لوكالة "اونروا" لا لسبب إلا لكونها توفر الغذاء والخدمات الأساسية لملايين اللاجئين الفلسطينيين. وأشارت المجلة إلى أن تحركات كوشنر "تأتي في إطار حملة واسعة النطاق باشرتها إدارة صهره بدعم من نواب الكونغرس لتجريد الفلسطينيين من وضعهم كلاجئين في المنطقة، وإخراج قضية عودتهم لوطنهم من المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين. وأضافت المجلة أن كوشنر، يتحرك في سياق هذه الخطة ولكنه لا يريد الحديث عن دوره الدبلوماسي في الشرق الأوسط بشكل علني، في وقت كانت خطة السلام التي عمل عليها مع مسؤولين أمريكيين طيلة عام ونصف واحدة من أكثر الوثائق سرية وتعقيدا بالنسبة للإدارة الأمريكية، في إشارة إلى ما أصبح يعرف ب«صفقة القرن" التي يريد الأمريكيون فرضها على الفلسطينيين بعيدا عن مبدأ حل الدولتين. وكشفت المجلة أن موقف كوشنر من قضية اللاجئين وعداءه تجاه وكالة "الأونروا" لم يكن خافيا على أحد بدليل الرسائل النصية القصيرة التي كان يتبادلها مع مسؤولين في الإدارة الأمريكية من أجل "قتل" هذه الوكالة التي كانت توفر 80 بالمئة من المواد الغذائية والتعليمية والطبية لقرابة مليون ونصف مليون فلسطيني في قطاع غزّة. وكشفت المجلة عن مضمون إحدى هذه الرسائل التي بعث بها كوشنر يوم 11 جانفي الماضي، إلى كبار المسؤولين بمن فيهم مبعوث ترامب للسلام في الشرق الأوسط جيسون غرينبلات، التي دعاهم فيها إلى بذل جهد صادق ومخلص لتعطيل وكالة "الأونروا" بدعوى "أنها تديم الوضع الراهن وهي فاسدة، وغير فعّالة ولا تساعد على تحقيق السلام". وأشارت المجلة إلى أن الكثير من مؤيدي إسرائيل في الولاياتالمتحدة يعتقدون أن "أونروا" جزء من بنية تحتية دولية أبقت قضية اللاجئين بشكل مصطنع حية، وزرعت الآمال بين الفلسطينيين في المنفى بأنهم قد يعودون يوما ما إلى ديارهم وهو أمر تستبعده إسرائيل بشكل قاطع. وختمت مجلة "فورين بوليسي" بالقول إن إدارة ترامب مستعدة لإعادة صياغة شروط قضية اللاجئين الفلسطينيين لصالح إسرائيل تماما كما فعل الرئيس ترامب، بالنسبة لمدينة القدس التي اعترف بها يوم 6 ديسمبر 2017 عاصمة للاحتلال.