عقد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس اجتماعًا في رام الله اليوم الأحد مع أعضاء حزب "ميرتس" اليساري الإسرائيلي، برئاسة عضو الكنيست زهافا غلاؤون، انتقد خلاله بشدة الإدارة الأمريكية، بخصوص أسلوب إدارتها لملف المسيرة السياسية والصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، واصفًا هذا الأسلوب ب"الفوضوي". وجاء لقاء عباس بأعضاء الحزب الإسرائيلي المعارض، قبل 4 أيام من الزيارة المرتقبة التي سيجريها صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ومبعوثه الخاص لملف السلام غاريد كوشنير، وهي الزيارة التي تشمل تل أبيب ورام الله، في محاولة لتحريك عملية السلام. ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية، جانبًا من تفاصيل الاجتماع بين عباس وأعضاء الكنيست الإسرائيلي عن حزب "ميرتس"، حيث أعرب لهم عن استيائه الشديد إزاء أداء الإدارة الأمريكية في هذا الصدد، مضيفًا: "لم أنجح في فهم كيفية إدارة الأمور معنا، حتى بشأن إدارتهم للأمور مع شعبهم، إن الإدارة الأمريكية تعمل بفوضوية". ولفت عباس، إلى أنه التقى مع مبعوثي ترامب للشرق الأوسط، غاريد كوشنير وجيسون غرينبلات 20 مرة منذ أن توليا منصبيهما، مشيرًا إلى أنه في كل مرة كانا يؤكدا أنهما يؤمنان بحل الدولتين، ووقف البناء الإسرائيلي بالمستوطنات بالأراضي الفلسطينية المحتلة، مضيفًا: "مع ذلك ترفض الإدارة الأمريكية التصريح بذلك علنًا أو إطلاق تصريحات ضد السياسة الإسرائيلية". وأكد الرئيس الفلسطيني، أنه "غير واثق من نتائج الزيارات المتكررة، وإذا ما كانت هناك إمكانية للعودة للمفاوضات". ومن المتوقع أن يصل كوشنير الخميس المقبل إلى تل أبيب ورام الله، ويلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ورئيس السلطة الفلسطينية، حيث تُعقد الاجتماعات ضمن جولة صهر الرئيس الأمريكي للمنطقة، والتي قد تشمل لقاءات مع زعماء دول عربية من بينها الأردن ومصر. كما سيرافق كوشنير في تلك الجولة كل من غرينبلات، فضلاً عن نائبة مستشار الأمن القومي الأمريكي دينا باول. وكشف موقع "واللا" العبري في حزيران/ يونيو الماضي، النقاب عن كواليس لقاء جمع وقتها بين رئيس السلطة الفلسطينية وبين كوشنير، لافتًا إلى تلميح الأخير إلى احتمال إلغاء مبادرة السلام التي يتم العمل عليها حاليًا، وأن التقارير التي سيتسلمها ترامب من مبعوثيه، كوشنير فضلاً عن غرينبلات، بشأن زيارتهما للمنطقة، هي التي ستحدد إذا ما كانت هناك فرصة للعودة إلى طاولة المفاوضات من عدمه. وأفادت تقارير مطلع الشهر الجاري، بأنه تم عقد حوار مغلق داخل الكونغرس الأمريكي، تحدث خلاله كوشنير عن احتمال عدم وجود حل للصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، بحسب ما سربه موقع مجلة " WIRED- وايرد" الأمريكية، وقالت أنه دليل قاطع على غياب احتمالات العودة إلى المفاوضات، أو استكمال المبادرة الأمريكية، والتي حملت في حد ذاتها نقاطًا غير منطقية، منها البدء في مسيرة تطبيع عربية – إسرائيلية تسبق التوصل إلى حل للصراع الفلسطيني – الإسرائيلي. وخلال جلسة الاستماع التي سربها موقع المجلة الأمريكية، حدد كوشنير سببًا لعدم التوصل إلى سلام بالمنطقة لغاية الآن، وهو "الوضع المشحون والحساس"، حيث قال: "عليكم أن تروا ما حدث في الأيام العشرة الأخيرة، خطوات كثيرة بدت منطقية أشعلت حماسة الشباب. لكننا نجحنا في تهدئة الأوضاع عبر حوار مع الأردن والسلطة وإسرائيل"، في إشارة منه إلى أحداث الحرم القدسي الشريف الأخيرة، والتي نجمت وقتها عن محاولات الاحتلال الإسرائيلي فرض أمر واقع على المسجد الأقصى ترسيخًا لسيادتها عليه. ولفت كوشنير، إلى أن الإدارة الأمريكية أيدت بشكل كامل موقف إسرائيل حين نصبت بوابات إلكترونية عند مداخل الأقصى، وأنها انتقدت في الوقت ذاته السلطة الفلسطينية على ما وصفه ب "تحريض الشارع"، بيد أنها في النهاية حاولت المساهمة في حل الأزمة مع إسرائيل والأردن والسلطة الفلسطينية.