حذّرت الرئاسة الفلسطينية أمس من كل مسعى يهدف إلى الترويج لمخططات أمريكية وإسرائيلية، الغاية منها تحويل القضية الفلسطينية من قضية شعب يسعى إلى استعادة حريته واستقلاله وإقامة دولته المستقلة، إلى مجرد قضية إنسانية. ودعت السلطة الفلسطينية لأجل ذلك، المجتمع الدولي، وعلى رأسه مجلس الأمن الدولي إلى تحمل مسؤولياته "وفرض إرادته لإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية، ومنع تمرير كل محاولة لتصفية قضية اللاجئين عبر إنهاء دور وكالة الأممالمتحدة لتشغيل وغوث اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، التي تأسست بقرار أممي لمتابعة أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات والشتات". وأدانت الرئاسة الفلسطينية في هذا السياق، "الخطة الأمريكية"، واعتبرتها بمثابة خطوة تندرج ضمن "مؤامرة" لتصفية القضية الفلسطينية". وأكدت في بيان أصدرته أمس، أن ما كشفت عنه مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، وجود خطة أمريكية لإنهاء عمل وكالة "أونروا"، "يؤكد استمرار المؤامرات الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية وضرورة التصدي لها وإفشالها من أساسها. واعتبر البيان أن إخراج قضية اللاجئين من مسار المفاوضات يؤكد ما حذر منه الرئيس محمود عباس من خطورة ما أطلقت عليه الإدارة الأمريكية "صفقة القرن"، الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية، وتجريد الشعب الفلسطيني من كامل حقوقه المشروعة. وأعادت السلطة الفلسطينية في هذا السياق، التأكيد على أن قضية اللاجئين تبقى من قضايا الحل النهائي، التي لن تتم تسويتها إلا من خلال مفاوضات تسمح بالتوصل إلى "حل عادل ومتفق عليه، وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية. وأكدت وزارة الخارجية الفلسطينية من جهتها، أنها تقوم بتحركات دبلوماسية لتوسيع الجبهة الدولية الرافضة للسياسة الأمريكية المنحازة للاحتلال والمؤيدة للاستيطان، وأنها تعمل على إسقاط مؤامرة تفكيك وكالة "أونروا". وأضافت أن "الحملة الإسرائيلية الأمريكية ضد قضية اللاجئين تأتي خدمة لمصالح الاحتلال وأهدافه، التي أصبح اليمين الحاكم في الكيان الإسرائيلي يتفاخر بها؛ من أجل تصفية قضية اللاجئين. وكانت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية ذكرت بأن غاريد كوشنر مستشار وصهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، "ينشط بهدوء" من أجل توقيف نشاط الوكالة الدولية التي تخدم ملايين اللاجئين الفلسطينيين. وتأتي الخطوات الأمريكية في ظل أزمة مالية متفاقمة أصبحت "أونروا" تعاني منها منذ بداية العام الجاري، بعد امتناع الولاياتالمتحدةالأمريكية عن تقديم مبلغ 300 مليون دولار، كانت مقررة للحفاظ على توازن ميزانية الوكالة؛ حتى تضطلع بمهامها الإنسانية تجاه السكان الفلسطينيين. وأكد مسؤولون فلسطينيون أن الخطوات الأمريكية جاءت في إطار حملة ضغوط لإرغام السلطة الفلسطينية على العودة إلى طاولة مفاوضات السلام مع الاحتلال الإسرائيلي، والمتوقفة منذ أربعة أعوام بسبب تكثيف إسرائيل بناء المستوطنات.