اعتمد الديوان المهني للحليب «أونيل» مؤخرا، نظاما معلوماتيا جديدا يسمح بتحديد الكميات المخزّنة من مسحوق الحليب في وقت قياسي، مع إرسال رسائل نصية قصيرة دوريا لوزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، لاطلاعه على كميات المخزون وطريقة توزيعه، مع العلم أن المخزون الحالي لمسحوق الحليب يغطي طلبات السوق الوطنية إلى غاية نهاية جانفي 2019. كما قام الديوان بتفعيل الاتفاق المبرم مع مصالح قمع الغش التابعة لوزارة التجارة، لتشديد الرقابة على 115 ملبنة تستفيد من مسحوق الحليب المدعم، والحرص على استعمال هذا المنتوج في إنتاج الحليب المدعم لا غير، حيث أسفرت جهود الرقابة بفسخ الديوان الوطني المهني للحليب ل5 عقود مع ملابن خاصة منذ شهر أكتوبر الفارط، بسبب إخلال أصحابها ببنود دفتر الشروط. وأكد المدير العام للديوان الوطني المهني للحليب مراد عليم، في حديث ل»المساء» أن مهمة الديوان لا تنحصر في عمليات استيراد مسحوق الحليب وتوزيعها على 115 ملبنة بقدر ما تشمل السهر على عملية إنتاج الحليب الطازج وضبط السوق، وذلك من خلال تفعيل عمل ثلاثة مجمعات مكلفة بدعم المربين بكل من بلدية غليزان وسوق أهراس، حيث يقوم الأعوان بالتقرب من المربين والاستماع لانشغالاتهم مع اقتراح حلول تقنية وعلمية للرفع من إنتاج الأبقار الحلوب، حرصا من الديوان على تقليص فاتورة استيراد مسحوق الحليب. وكشف محدثنا بأن إستراتيجية الدولة في مجال التموين بالحليب منصبة اليوم على حماية هامش ربح الموال أكثر من دعم إنتاج الحليب، بتوفيره بسعر 25 دينار للتر، وذلك من منطلق أن الدعم المباشر للإنتاج من شأنه عرقلة تطور شعبة تربية أبقار الحلوب. وعليه، يقول مراد عليم، فقد تقرر إيلاء كل الأهمية لعملية دعم الموالين من خلال تخصيص ما قيمته 12 دينارا لكل لتر من الحليب الطازج، و2 دينار لكل مربي يملك الوثائق الصحية لقطيعه، بالإضافة إلى دعم المتعاملين في نشاط جمع الحليب ب5 دنانير لكل لتر واحد من الحليب، مشيرا في هذا الإطار إلى تعاقد الديوان مع 1800 متعامل في جمع للحليب و194 ملبنة لإنتاج الحليب انطلاقا من الحليب الطازج. عقد 3 تجمعات كبرى لعصرنة إنتاج الحليب على صعيد آخر كشف مدير الديوان المهني للحليب، عن اعتماد خارطة طريق جديدة تسمح بتوجيه كل مجهودات الديوان لعصرنة نشاط تربية أبقار الحلوب، مشيرا في هذا الخصوص إلى التحضير لعقد ثلاثة تجمعات كبرى لمربين بشرق ووسط وغرب البلاد، للاستماع لانشغالاتهم وتعريفهم بالمهام الرئيسية للديوان وبعمل مجمعات دعم المربين، بالإضافة إلى تحيين موقع الديوان عبر الشبكة العنكبوتية بهدف التقرب أكثر من شركائه، مع فتح فضاء خاص للاتصال ما بين المربين وبين المربي وإطارات الديوان . وردا على سؤال « المساء» حول انعكاسات مرض الحمى القلاعية على عملية إنتاج الحليب، خاصة بعد إحصاء المصالح البيطرية إصابة وذبح 190 رأسا إلي غاية اليوم، أكد السيد عليم، أن الديوان يركز كثيرا على جانب تكوين المربين في مجال الممارسات السليمة داخل الإسطبلات خاصة فيما يخص طريقة نقل الأبقار ومكان تربيتها وذلك بهدف ضمان عدم انتشار الأمراض المعدية،. أما فيما يخص الانشغالات المطروحة من قبل عدد من المربين والتي تتمحور بالأساس حول انخفاض مستوى إنتاج الحليب من الأبقار المستوردة، أشار مدير الديوان إلى أن الأمر مرتبط بالظروف المناخية وطريقة تغذية الأبقار الحلوب، مؤكدا أن الأبقار الهولندية مثلا تتغذي بالحشائش الخضراء طوال أيام السنة عكس الأبقار التي يتم تربيتها بالجزائر، «حيث لا يمكن للمربي توفير نفس الغذاء، ناهيك عن العادات السيئة المتعلقة بتقديم المياه للأبقار الحلوب مرتين في اليوم فقط، وهو الأمر الذي يؤثر سلبا على مردود الإنتاج»، لذلك يقوم أعوان الديوان حسب مديره العام بتحسيس المربين بالتقنيات الحديثة لتربية الأبقار ونوعية الأعلاف التي يجب تقديمها لها مع ضمان توفير المياه طوال ساعات اليوم. ارتفاع الإنتاج إلى 1,9 مليار لتر بفضل الدعم من جهة أخرى أكد المدير العام للديوان، أن عملية دعم المربين من أجل الرفع من مستوى إنتاج الحليب سمحت بمضاعفة الكميات المنتجة وكذا كميات جمع الحليب الطازج، مشيرا في هذا الإطار إلى أنه في سنة 2009 تم إحصاء 88 ملبنة و660 جامعا للحليب ينشطون مع 13700 مربي، ليتم إحصاء السنة الفارطة، 194 ملبنة تنتج حليبا طازجا ومشتقاته و2089 جامعا للحليب ينشطون إلى جانب 43 ألف مربي للأبقار الحلوب يستفيد من دعم الدولة لإنتاج الحليب بقيمة 14 دينارا للتر الواحد. كما أبرز محدثنا بأن العمل الميداني لأعوان مجمعات دعم المربين الذين استفادوا من تكوين خاص في سنة 2012، في إطار مشروع شراكة مع الاتحاد الأوروبي وشرعوا في العمل لصالح الديوان منذ سنة 2015، كان له الأثر الايجابي على شعبة تربية الأبقار الحلوب، مثمنا على وجه الخصوص إسهام هؤلاء الأعوان في إعداد قاعدة المعطيات التي تخص المستثمرات الفلاحية وعدد رؤوس الأبقار وكذا نوعية الأعلاف والأمراض المسجلة. وأكد في نفس الصدد بأن هذه البيانات سمحت للديوان باعتماد خارطة طريق جديدة للنهوض بنشاط إنتاج الحليب الطازج، والحد من ظاهرة تخلص المربين من الحليب برميه في الأودية بسبب عدم تمكنهم من بيعه، مع العلم أن مجمعات دعم المربين ساهمت في عصرنة وتطوير 234 مزرعة تضم 2361 رأس بقر حلوب. وبخصوص طريقة مراقبة الملبنات المستفيدة من مسحوق الحليب وعددها 115 ملبنة منها 15 ملبنة عمومية أشار السيد عليم، إلى أن الديوان اعتمد منذ قرابة سنتين نظاما تعاقديا جديدا مع الملابن يفرض عليها تقديم كل الوثائق الضرورية بخصوص حصص مسحوق الحليب المستفاد منه، وطريقة استعمالها خلال عمليات المراقبة الفجائية وهو ما سمح إلى غاية اليوم حسبه بفسخ عقود 5 ملابن خاصة لم تحترم البنود المحددة في دفاتر الشروط.