كشفت سوزان سكولت، رئيسة "مؤسسة منتدى الدفاع" غير الحكومية الأمريكية، أن الرئيس دونالد ترامب، يمتلك القدرة على تسوية نزاع الصحراء الغربية من خلال حرصه على تنظيم استفتاء تقرير المصير في آخر مستعمرة في إفريقيا. ووجهت الناشطة الحائزة على جائزة سيول للسّلم في مقال نشرته بصحيفة "ذو دايلي كالر"، نداء للرئيس الأمريكي طالبته بالتحرك من أجل وضع حد لهذا النزاع، وإيجاد تسوية نهائية له كونه "ينطبق تماما مع القضايا" التي اعتمد عليها الرئيس الأمريكي خلال حملته الانتخابية والمتمثلة في"إنصاف الرجال والنساء المنسيين. وأكدت سكولت أنه "على غرار النساء والرجال الأمريكيين المنسيين الذين وعد بمساعدتهم فإن الصحراويين أيضا أناس يستحقون مساعدته كونه من الرؤساء القادرين على تحريك الأمور في هذا الاتجاه. كما استندت المناضلة من أجل حقوق الإنسان إلى تغريداته التي نشرها سنة 2016، خلال الحملة الانتخابية التي خاضها من أجل الوصول إلى البيت الأبيض، والتي ندد من خلالها بضلوع منافسته هيلاري كلينتون، في الفساد مع المغرب مقابل مزايا دبلوماسية حول الصحراء الغربية. وذكرت بالمثال الصارخ للابتزاز "ادفع أكثر لتلعب" الذي اعتمدته هيلاري كلينتون، والذي مكّنها من الحصول على مبلغ 28 مليون دولار من السلطات المغربية لمؤسسة كلينتون مقابل العمل على ضم الأراضي الصحراوية المحتلّة إلى المغرب. وذكرت رئيسة مؤسسة "منتدى الدفاع" بأن المترشح الجمهوري ندّد بالفساد الذي يمارسه المغرب في تغريدة بعنوان "جفّفوا المصادر" والتي أكد من خلالها أنه "بسبب الفساد والظلم الممارس من قبل المغرب لا زال الشعب الصحراوي يعاني من احتلال همجي لبلاده". وكشفت أن المغرب دفع ملايين الدولارات للوبيات أمريكية لعرقلة تنظيم استفتاء تقرير المصير، مشيرة في ذلك إلى شهادات مسؤولين أمريكيين سبق وأن ندّدوا بالفساد الذي يمارسه المغرب لعرقلة المسار الأممي. وذكرت من بين هؤلاء فرانك رودي، السفير السابق في عهد الرئيس رونالد ريغان، وملاحظين عسكريين على غرار القائد دوغ دريدن، من البحرية الأمريكية وسكوت تات، من الجوية الأمريكية والمحامية الأمريكية لحقوق الإنسان، كاتلين توماس، التي كانت مكلّفة بالشؤون القانونية ببعثة "مينورسو". وأكدت الناشطة الحقوقية الأمريكية أنه كان أمل في أن تسجل القضية الصحراوية تقدما في عهد الرئيس باراك أوباما، لكن العلاقة التي كانت تربط هيلاري كلينتون بالمغرب وملايين الدولارات التي دفعتها الرباط للوبيات منعت من تحقيق تقدم في هذا الاتجاه.وأوضحت أن "فشل الأممالمتحدة" في تنظيم استفتاء تقرير المصير وتمكين بعثة "مينورسو" من صلاحيات مراقبة حقوق الإنسان أدى إلى وقوع الكثير من الأحداث المأسوية في الأراضي المحتلّة، حيث يعاني الشعب الصحراوي من التعذيب والاعتقال. وتطرقت سكولت، استنادا إلى معاينة الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون، الذي وصف وضع الصحراويين بإحدى "المآسي الإنسانية المنسية لهذا العصر" إلى "خمس مزايا معتبرة" يتوقع أن تترتب عن تسوية نزاع الصحراء الغربية منها إرساء ديمقراطية إسلامية متحيزة للغرب بشمال إفريقيا تسمح بتحقيق الاستقرار الضروري للمغرب العربي، ومن شأنه أن يرسل إشارة قوية للعالم الإسلامي وإفريقيا فيما يخص الالتزام التام للولايات المتحدةالأمريكية بالدفاع عن حرية وحقوق إنسان كافة الشعوب". وأضافت أن الحل العادل لنزاع الصرحاء الغربية سيكون بمثابة مكسب للرئيس دونالد ترامب، لم يسبق لرئيس أمريكي قبله أن حققه ولا حتى الأممالمتحدة. وختمت مقالها بنداء باتجاه الرئيس الأمريكي من أجل إعادة تصويب المسار الأممي، ووضعه على الطريق الصحيح والسماح للشعب الصحراوي بممارسة حقه في تقرير المصير.وخلصت إلى القول "سيدي الرئيس أرجو منكم تجفيف المصادر لفائدة الشعب الصحراوي، والعمل على تنظيم الاستفتاء الموعود منذ وقت طويل لوضع حد للاحتلال الهمجي للصحراء الغربية من طرف المغرب".